1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فقر الخيارات قد يطيل حرب واشنطن ضد "داعش"

١٢ نوفمبر ٢٠١٤

بعد أن كان تحرك الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" يهدف إلى حماية الأقليات بالعراق، تغيرت أهدافها إلى القضاء على التنظيم، لكن محدودية الخيارات يعقد المهمة ويحول دون نقلها إلى حرب مباشرة على الأرض.

https://p.dw.com/p/1DlrN
Syrien Kämpfe um Kobane Luftangriff Bombardements 18.10.2014
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach

فضلت الولايات المتحدة تعبئة إمكانات محدودة في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" السني المتطرف لكن النزاع آخذ في التفاقم، وأصبح يشبه تدريجياً حرباً فعلية، حيث تتزايد المجازفات كل يوم بالنسبة لواشنطن. وفي مطلع آب/ أغسطس الماضي كان التحرك يهدف فقط إلى حماية الأقليات الدينية في العراق، لكن الهدف تغير على مر الأسابيع. و أصبح المطلوب الآن القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، وهو ما يمثل تطورا كبيرا في سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي كان من أشد معارضي الحرب في العراق حين كان مرشحاً للبيت الأبيض.

عدم الانجرار إلى حرب جديدة

أوباما أعلن عشية أولى الضربات الأمريكية في 7 آب/ أغسطس الماضي: "بصفتي قائداً أعلى للقوات المسلحة، لن أسمح بأن تنجر الولايات المتحدة الى حرب جديدة في العراق". لكن الوضع على الأرض لا يبعث على التفاؤل ، واضطر اوباما الأسبوع الماضي للسماح بإرسال مستشارين عسكريين أمريكيين إضافيين إلى العراق ما سيرفع عددهم قريباً إلى 3100 هناك، ومهمتهم المساعدة في تدريب الجنود العراقيين وليس المشاركة في المعارك.

أولى عمليات القصف كان هدفها حماية الإيزيديين اللاجئين إلى جبل سنجار، لكن الولايات المتحدة لم تكن تنوي بأي حال من الأحوال أن "تصبح سلاح جو لدى العراق" كما أكد أوباما آنذاك. في هذا السياق يعلق ميكا زنكو من مجلس العلاقات العامة بالقول: "لكن هذا تحديداً ما أصبحت عليه الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "المهام تتوسع والكلفة تتزايد".

وبعد أكثر من 800 غارة جوية، لا تبدو النهاية قريبة ، فيما تعتبر السلطات الأمريكية أن المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" يمكن أن تستمر لسنوات. ويضيف زنكو أن زيادة مجهود الحرب تدريجياً ليس تكتيكاً جديداً بالنسبة للرؤساء الأمريكيين فيما يميل الكونغرس نحو إعطاء موافقته على المبادرات الرئاسية الحربية. ويؤكد زنكز أن "كل الإدارات الرئاسية تقوم بهذا الأمر، وهذا ليس حكراً على إدارة أوباما".

انتشار عسكري بلا دور قتالي

كررت السلطات الأمريكية القول إن المستشارين العسكريين الأمريكيين لم ينتشروا للقيام "بدور قتالي" لكن بعض هؤلاء الرجال يتمركزون في محافظة الأنبار غرب العراق قرب خطوط الجبهة، ما يزيد مخاطر أن يُقتل أمريكيون هناك. والمخاطر الرئيسية لهذا التدخل المتزايد هو ضلوع واشنطن بشكل متزايد في النزاع السوري مع تصاعد الضغوط لتدخل عسكري أمريكي فعلي يتيح تغيير منحى الأمور كما يرى خبراء.

وفي الوقت الراهن تشبه الإستراتيجية العسكرية الأمريكية تلك التي استخدمت إبان التدخل العسكري في العراق بين عامي 2003 و2011 حين كان مستشارون ومدربون يعملون مع الجنود العراقيين والقبائل السنية لمحاربة تنظيم القاعدة، كما يقول الجنرال الاحتياط روبرت سكيلز.

APEC Gipfel Obama Rede 10.11.2014 Peking
أوباما: "بصفتي قائداً أعلى للقوات المسلحة، لن أسمح بأن تنجر الولايات المتحدة في حرب جديدة في العراق".صورة من: Reuters/W. Zhao

غياب المكاسب المتحققة

وفيما تنشغل القوات الأمريكية بتدريب الجيش العراقي، يعززتنظيم "الدولة الإسلامية" مواقعه على الأراضي التي يسيطر عليها ويخزن أسلحة ويجند مزيدا من " الجهاديين"، كما حذر سكيلز في مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" مضيفا بالقول: "إذا لم تتمكن 9 كتائب عراقية مع مستشاريها الأمريكيين من دحر "جهاديي" تنظيم "الدولة الإسلامية" السنة المقبلة كما هو مرتقب، فإن الوقت سيمر وسيكون أمام أوباما خياران: قبول "الخلافة" التي فرضها التنظيم في قسم من سوريا والعراق أو إرسال المزيد من القوات".

من جانبه يحذر دانيال بولغر، اللفتنانت جنرال السابق الذي تولى قيادة قوات في العراق، من مخاطر أن تكرر الولايات المتحدة أخطاء "الحربين اللتين أخفقتا" في العراق وأفغانستان، مع الاستناد بشكل كبير إلى الجيش لحل المشاكل التي هي أيضاً سياسية.

ويضيف في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز "إن تدفق قوات إلى العراق عام 2007 لم يؤد إلى تحقيق مكاسب، إنما أتاح فقط كسب مزيد من الوقت". واشار العسكري الأمريكي إلى أنه "في نهاية المطاف ومع وجود حكومة فاسدة وطائفية في بغداد إلى جانب رغبة مواطنينا الأمريكيين بعدم خوض معركة يمكن أن تستمر لعقود، فإن تدفق الجنود عام 2007 لم يؤد سوى إلى تمهيد الطريق أمام المأزق الحالي".

ع.غ/ م.م (آ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد