1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"غالباً ما يُنسب إلى الإسلام أمور تكون السياسة مسببها الحقيقي وليس الدين"

٢٥ فبراير ٢٠٠٧

في لقاء أجراه موقعنا مع برند إربل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في مصر، دعا إربل إلى التمييز بين الدين الإسلامي وما يتم تقديمه أو نشره باسمه. المزيد في نص الحوار التالي الذي تناول أيضاً العلاقات المصرية - الألمانية:

https://p.dw.com/p/9uoJ
برند إربل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في القاهرةصورة من: picture-alliance/dpa

DW-WORLD.DE سيادة السفير، حتى ولو بدا الأمر متأخراً بعض الشيء نهنئكم على تقلد منصبكم الجديد ونتمنى لكم كل التوفيق في مصر – الدولة التي تطورت علاقاتها الثنائية مع ألمانيا من صداقة حميمة إلى شراكة استراتيجية. هل لكم أن تحدثوا بداية عن أسباب عن التطور؟

إربل: إن مصر عامل استقرار في الشرق الأوسط، وإذا أردنا التوصل إلى حل لأزمة الشرق الأوسط فإن هذا لن يكون ممكنا على أي حال بدون مصر، وهو ما يعني أن مصر أحد أهم رعاة عملية السلام. غير أن علاقاتنا معها ليست سياسية فحسب، إذ تربطنا أيضاً علاقات اقتصادية قوية. والتبادل التجاري بين البلدين في تزايد مستمر، والاستثمارات الألمانية في مصر تضاعفت أربعة مرات في الأعوام الأخيرة. وأخيراً وليس أخراً فإن الثقافة عامل أساسي في الإبقاء على علاقات البلدين قوية؛ فالمدرسة الألمانية موجودة في القاهرة منذ ما يزيد عن 130 عاماً، والجامعة الألمانية تم افتتاحها قبل ثلاث سنوات، ناهيك عن أن معهد جوته هنا نشط للغاية في إطار عملية التبادل الثقافي. ويجب ألا ننسى معهد الآثار الألماني في القاهرة، الذي يحتفل هذا العام بمئويته الأولى. دعني أقول لك: من الصعب أن تجد مؤسسة ألمانية ليس لديها ما يمثلها في القاهرة.

كيف تساهمون في تحسين أداء البنية التحية في مصر؟

DW-WORLD im Gespräch mit Bernd Erbel
موقعنا في حوار مع السفير الألماني بالقاهرةصورة من: Aladdin Sarhan

لدينا مشاريع إنمائية ضخمة في مصر، وخاصة في مجالات المياه والصرف الصحي والطاقة والتعليم وحماية البيئة. ونولي اهتماماً كبيراً بمشاريع تحسين البنية التحتية، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمياة والطاقة المتجددة، حيث تمثل المياه أهمية عظيمة بالنسبة لمصر. كما أن لها مخزون هائل من الطاقة المتجددة، ونظريا يمكن لمصر أن تغطي كل احتياجها من الطاقة البالغ سنويا 20.000 ميجا وات من الرياح. وأرى أن الطاقة المتجددة تمثل طاقة المستقبل.

قبل أسابيع قليلة تسلمت ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لمصر؟

تنوي ألمانيا الانتفاع من رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي للقيام بكل ما هو ممكن من أجل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو ما يعني أن تقوم اللجنة الرباعية بتحقيق شيء ملموس على أرض الواقع، ونأمل بأن يتحقق ذلك في النصف الأول من عام 2006.

حوار الثقافات هو بلا شك البديل العقلاني الوحيد لصراع الثقافات، غير أن البعض في أوروبا يعتبر هذا الحوار عنصراً رئيساً في إطار استراتيجية طويلة الأجل لمكافحة الإرهاب الإسلاموي، لكن هل يمكن اختزال أهمية حوار الثقافات في ذلك؟

بالطبع لا. وغالباً ما يُنسب إلى الإسلام أمور تكون السياسة مسببها الحقيقي وليس الدين، لذا يجب علينا أن نميز بين جوهر الدين وبين ما يتم تقديمه أو نشره باسم الإسلام. يجب أن يركز الحوار على هذه النقطة لأنها تحقق إمكانية للتفاهم المتبادل.

لم يفلح الحوار الثقافي الدائر بين أوروبا والعالم الإسلامي منذ عقود طويلة في الحيلولة دون وقوع أزمة الرسوم الكاريكاتورية العام الماضي أو إنهائها على وجه السرعة. هل لكم أن تقيمون عملية الحوار آخذين مثل هذه الأزمات بين الشرق والغرب بعين الاعتبار؟

لقد كانت الرسوم الكاريكاتورية بالتأكيد أحد أعراض هذه الأزمة وليس المتسبب الحقيقي فيها. وربما كانت مثل هذه الأزمات فرصة، لنعرف ما حققناه من تقدم في عملية الحوار، وربما تعلمنا على كلا الجانبين بعدها أن ردود أفعالنا يجب أن تتسم بالتعقل وأن علينا ألا نندفع إلى قمة الاحتجاج دون أن نعرف جيداً من المتسبب في تأجيج الأزمات.

كيف يمكن لحوار فعال المساهمة في تشكيل مستقبل مشترك بين أوروبا والعالم الإسلامي ؟

يجب على كل حوار أن ينطلق من حقيقة أن كل طرف سيحافظ في النهاية على هويته. ولا يجدر لأحد أبداً أن يسعى لتغيير هوية الطرف الآخر. ومن يمكنه العيش في سلام مع هويته يمكنه أيضا أن يكون متسامحاً، لذا من المهم أن يرضى كل طرف بهويته وأن يتسامح مع الآخر على هذا الأساس.

كيف يمكن للعرب والمسلمين المساهمة في إنجاح حوار الثقافات؟

من المهم للغاية أن نتأمل فيما إذا كان أي حدث من الأحداث سياسياً أم دينياً. ولا يجب علينا أن نضع كل شيء في خانة الدين، لأن الأمور تصبح وقتها غير قابلة للنقاش. يجب أن ندع السياسة للسياسة والدين للدين.

في النهاية، هل لكم أن توجهوا كلمة لقرائنا العرب؟

أن أرى أن موقع DW-WORLD.DE وسيلة ممتازة للحصول على معلومات حول كل ما يتعلق بألمانيا، لذا فإنني آمل بأن يستخدم أكبر عدد من زوار الانترنت هذه الوسيلة الإعلامية.

برند إربل في سطور

تعتبر وسائل الإعلام الألمانية والعربية السفير برند إربل من أكثر الدبلوماسيين الألمان دراية بالعالم الإسلامي وأكثرهم حباً واهتماماً بالحضارة العربية. بدأ هذا الحب والاهتمام منذ نعومة أظفاره، فعندما كان عمره خمسة عشر عاماً سافر لأول مرة من مصر إلى إيران، وفي سن الثامنة عشر ارتحل في العالم الإسلامي حتى مشارف أفغانستان. وعندما كان عمره 16 عاماً قضى ستة أسابيع بمفرده في مصر، وهو ما كان له عظيم الأثر في نفسه كما قال في حوارنا معه. وفي الفترة من عام 1977 حتى 1981، أي في خضم الحرب الأهلية في لبنان أسس أسرته، ثم عمل كدبلوماسي في عدة دول عربية منها اليمن ومصر والسعودية والعراق، حيث كان أول سفير لألمانيا في عراق ما صدام، كما قضى جزءاً من حياته المهنية في سوريا ولبنان.

أجرى الحوار في القاهرة: علاء الدين إبراهيم سرحان / ترجمة: ضياء الدين النجار

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد