منذ بدء الحرب في أوكرانيا، ازدادت المخاوف في السويد أيضا من غزو روسي محتمل. لذلك بدأت الحكومة بإعداد السكان للسيناريو الأسوأ مع تحضير مواطنيها ليكونوا على أهبة الاستعداد. ورداً على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 والتدريبات العسكرية الروسية على حدود دول بحر البلطيق، أعادت السويد عام 2017 فرض التجنيد الإجباري. كما يجري العمل على زيادة عدد الجنود وتحسين تجهيزات الجيش ورفع ميزانية الدفاع تدريجياً. ومع طلبها الانضمام إلى الناتو تخلت السويد عن سياسة الحياد التي التزمت بها طيلة 200 عام.
والآن يتوجب على المدنيين في السويد الاستعداد لحالات الطوارئ واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الأزمات. المواطن روبن من ستوكهولم يستعد منذ سنوات. ويقوم بتخزين ما يكفي من المواد الغذائية لبضعة أسابيع. ويسافر بانتظام إلى الغابة ليقضي بضعة أيام في البرية برفقة أبناءه، ليعلمهم الاستعداد لمواجهة الأزمات. الاهتمام بالاستعداد في السويد كبير أكثر من أي وقت مضى. فجميع الطبقات الاجتماعية تقوم بتخزين الغذاء، والمواطنون يتدربون على تقنيات الحماية وعلى استخدام الأسلحة. وقاموا بإنشاء شبكات من أجل الإعداد والتدريب.
الاهتمام كان متواضعا في الماضي، والآن تنهال على أصحاب هذه المنتديات الذين لا يستطيعون الرد على جميع الاستفسارات.
في ضوء النزاعات المسلحة المتزايدة، وكذلك تغير المناخ وهجمات القراصنة المحتملة، لم يعد المزيد من السويديين يريدون التحدث فقط عن المشكلات، بل يعملون بنشاط على تحمل المسؤولية في حالات الطوارئ من أجل حماية أنفسهم والمجتمع من التهديدات بجميع أنواعها.