1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علاقة الفتاة الأردنية بكرة القدم

٢٧ نوفمبر ٢٠١١

لم تعد رياضة كرة القدم حكرا على الرجال، فقد اتسعت قاعدة خروج الفتيات للتشجيع كما انتشرت كرة القدم النسوية في الأردن، وقد حاولت دويتشه فيله تقصي الأسباب

https://p.dw.com/p/13Esq
نجاحات المنتخب الأردني النسوي لكرة القدم أثارت فضول الأردنيات تجاه ممارسة الرياضةصورة من: Alaa Abu Khasheh

لا يقتصر اهتمام الشابات بمتابعة رياضة كرة القدم والتشجيع فقط، بل تعدى ذلك إلى ممارستهن هذه اللعبة رغم أن البعض قد يرى في ذلك ابتعادا عن الطابع الأنثوي للفتاة، لكن آخرين يرونه تماشياً مع الانفتاح المنشود وحرية الفتاة في تحديد اهتماماتها.

"شعور جميل أن تكون بطلا وترفع اسم الأردن" بهذه الكلمات تبدأ قائدة المنتخب النسوي الأردني ونجمة نادي شباب الأردن آلاء أبو قشة حوارها مع دويتشه فيله، أبو قشة تقول إن دخولها عالم رياضة كرة القدم منذ 7 سنوات كان تجربة رائعة ومهمة في حياتها، لأنها مفيدة من الناحية النفسية والجسدية، "كما أن كرة القدم ممتعة جدا ويكتسب من خلالها الشخص أصدقاء جدد ويتعرف على شعوب وثقافات أخرى كما يعكس ثقافته للآخرين". وتشير إلى أن كرة القدم أكسبتها الشهرة في الأردن وفي الوطن العربي وتقول "أنا فخورة بنفسي، لقد رفعت اسم بلدي في أكثر من مناسبة وهذا فخر لي".

"مع مرور الوقت تغيرت نظرة المجتمع"

لكن أبو قشة تؤكد أنها واجهت بعض الصعوبات خلال مشوارها الرياضي من قبل المجتمع الذي لم يتقبل في البداية فكرة ممارسة الفتاة لكرة القدم لأنها لعبة رجولية وخشنة، إلا انه ومع مرور الوقت ومساندة الأهل وتحقيق الانجازات تغيرت الفكرة في المجتمع الأردني "فأصبح يساند ويشجع على ممارسة لعبة كرة القدم التي انتشرت في جميع الأنحاء وأصبح هناك مدارس كروية للفتيات".

وفيما يتعلق بنظرة الشارع الأردني ولاسيما الشباب، تقول كابتن المنتخب النسوي الأردني إنها تلمس حاليا تشجيعا وسعادة من الشباب لوجود فتيات ينافسن الرجال في كرة القدم، وتضيف أنها لا تمارس الرياضة فقط، بل هي أيضا من متابعي ومشجعي البطولات الأوروبية وأنها من عشاق المنتخب الألماني وان فريقها المفضل هو بايرن ميونخ، وتعتبر كل لاعب في هذا الفريق بمثابة القدوة لها.

Frauenfußball boomt in Jordanien
يرى البعض في تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة ظاهرة صحية تمت للانفتاح المنشودصورة من: Alaa Abu Khasheh

وتضيف آلاء أبو قشة أنها تتابع المباريات العالمية مع صديقاتها وخصوصا الأوروبية منها في المقاهي، وأنها تذهب إلى الملاعب لتساند وتشجع منتخب الأردن للرجال الذي تتمنى له أن يصل إلى نهائيات كأس العالم ، خاصة وانه قطع نصف الطريق للوصول إلى البرازيل بعد تأهله إلى الدور الحاسم من التصفيات.

"المجتمع الشرقي يصعب عليه تقبل فكرة اهتمام الفتاة بالرياضة"

ويرى عضو اللجنة النسوية في اتحاد كرة القدم الأردني الصحفي خالد حسنين المتخصص في الشؤون الرياضية في حوار مع دويتشه فيله أن من أسباب انتشار ظاهرة اهتمام الفتيات برياضة كرة القدم النمو المتسارع لكرة القدم النسوية في الأردن التي استطاعت خلال فترة وجيزة أن تستقطب أنظار الكثير من الجماهير من كلا الجنسين بفضل الإنجازات اللافتة التي تم تحقيقها.

ويضيف حسنين أن عملية النقل المشفرة للكثير من المباريات وعدم فتح المجال أمام كافة شرائح المجتمع لمتابعتها أسهم في تشجيع الفتاة على الخروج للمشاهدة من خلال التجمعات سواء في المدرجات أو المقاهي، ويقول إن من أسباب توسيع ظاهرة خروج الفتيات لتشجيع كرة القدم أيضا وجود نسبة كبيرة من المجتمع تهوى الموضة أو "التقليد الأعمى للغرب في الكثير من الجوانب الحياتية".

وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه الفتاة المهتمة بالرياضة يقول خالد حسنين إن المجتمع الشرقي بشكل عام لا يتقبل بالمطلق فكرة اهتمام الفتاة بالرياضة، "كون الرياضة وجدت في الأصل من أجل الرجال على حد تعبير الكثيرين"، لذلك فإن الكثير من العائلات لا تحبذ فكرة اهتمام فتياتها بالرياضة، وترى في ذلك تنافياً مع العادات والتقاليد السائدة.

Frauenfußball boomt in Jordanien
الفتيات الأردنيات بدأن بالانتقال من مقاعد التشجيع إلى الملاعبصورة من: Alaa Abu Khasheh

"من حق الفتاة ممارسة أي نشاط رياضي"

ويضيف الصحفي الأردني خالد حسنين أن البعض يرى أن تشجيع الفتاة للرياضة يعد تماشياً مع الانفتاح المنشود وحرية الفتاة في تحديد اهتماماتها بنفسها دون تدخلات أو ضغوطات، في المقابل يرى البعض الآخر أن ذلك يتناقض مع طبيعة الفتاة الشرقية "التي يجب أن يبقى تفكيرها منصباً نحو الجوانب الرئيسية في حياتها الخاصة وهي الزواج والأسرة واعتبار أن أي اهتمام آخر من شأنه أن يكون على حساب هذين الأمرين".

ويصف حسنين ظاهرة متابعة الفتاة للمباريات في المدرجات أو المقاهي بأنها غير صحية "لأن هذه التجمعات في الغالب لا يتم السيطرة عليها بشكل كامل فيما يتعلق بانفعالات الجمهور وما يصاحب ذلك من هتافات، وهو ما يعني أن الفتاة ستضطر لسماع بعض العبارات المنافية للأخلاق والروح الرياضية"، ويقول إن هذا من أسباب إحجام الكثيرين عن السماح لبناتهم بالتواجد في مثل تلك التجمعات.

في الضفة الأخرى يؤكد مدرب كرة القدم الأردني الكابتن خضر عيد في حوار مع دويتشه فيله أن من حق الفتاة ممارسة أي نشاط رياضي مع المحافظة على العادات والتقاليد وحتى الالتزام بالحجاب ويشير إلى أن الملاعب الأردنية أصبحت تشهد إقبالا من قبل البنات لتشجيع كرة القدم سواء في مباريات المنتخب الوطني للرجال أو النسوي أو في بطولات البنات التي يقيمها الاتحاد الأردني لكرة القدم وأصبحن يشاركن الشباب في التعبير عن فرحتهن بالفوز أو عن حزنهن بالخسارة.

"المنتخب النسوي الأردني في المركز الأول عربيا"

ويعزو القائد خضر عيد سبب انتشار هذه الظاهرة إلى حب الأهالي لكرة القدم ومرافقة الفتيات لهم في تشجيع الفرق على المدرجات والى تنظيم الاتحاد الأردني الدوري النسوي العام ودوري الناشئات وتشكيل المنتخبات الوطنية والمشاركات الخارجية والنتائج الايجابية التي أحرزتها هذه المنتخبات واحتلال المنتخب الوطني النسوي الأردني المركز الأول عربيا وال 57 عالميا.

كما يعزو السبب أيضا إلى دعم القائمين على الرياضة في الأردن وكذلك الأنشطة المدرسية والإعلام الذي ساهم بشكل كبير في نشر اللعبة حيث أصبحت الفتاة تذهب إلى المقهى لمشاهدة الفريق الذي تشجعه أو النجم الذي تحب أداءه الرياضي ، ويضيف أن الفتيات أصبحن يحضرن المباريات في الملاعب ويشجعن فرق أنديتهن ومنتخباتهن إضافة إلى ارتداء قميص المنتخب ورسم ألوان العلم ورفعه خلال المباريات.

محمد خير العناسوة – عمان

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد