1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سفيرة ألمانيا السابقة في بغداد ـ سنتان من العزلة والخوف

برغيت سفنزونن، كاي روستوكر٢٦ أكتوبر ٢٠١٤

كانت بريتا فاغنر سفيرة ألمانيا في العراق في ظروف أمنية صعبة. السفيرة االألمانية السابقة في بغداد تروي كيف قضت سنتين من العزلة والخوف بين جدران خرسانية وفي ظل إجراءات أمنية مشددة.

https://p.dw.com/p/1DZy2
Deutsche Botschaft in Bagdad Archiv 2007
صورة من: picture-alliance/dpa/Karim Sahib

"لم تكن بغداد المكان المفضل بالنسبة إلي"، هذا ما تقوله بريتا فاغنر التي أنهت فترة عملها كسفيرة ألمانيا في العراق مؤخرا. وتضيف: "ولكن، عندما تم عرض المنصب علي، دفعني فضول كبير إلى الموافقة على ذلك". وبقيت بريتا فاغنر في منصبها كسفيرة في العراق لمدة سنتين. وشهدت في هذه الفترة بلدا يمر بمرحلة انتقالية. هي أرادت أن تشهد مدى تقدم العراق نحو الديمقراطية وكيف أثرت التنمية الاقتصادية على حياة مواطني البلاد. "توقعت في البداية أن تشهد البلاد فترة صعود"، كما تقول.

بيد أن بريتا فاغنر شهدت بدلا من ذلك استمرار تدهور العراق وتصاعد الإرهاب مجددا. "أدركت مدى الصعوبات التي تجدها دولة بعد عقود من الدكتاتورية والحرب والحرب الأهلية في العودة إلى أوضاع طبيعية وبناء مؤسسات سياسية ديمقراطية"، تضيف السفيرة السابقة.

Brita Wagener Botschafterin im Irak Archiv 2013
السفيرة الألمانية السابقة في العراق بريتا فاغنرصورة من: picture-alliance/dpa/Jörg Carstensen

ناحيتان إيجابية وسلبية

هناك ناحية شخصية تتذكرها بريتا فاغنر بفرح، ففي فترة إقامتها في بغداد كانت تلتقي بزوجها أكثر مما هو الحال عليه عادة. فزوجها مارتين كوبلر كان في نفس الفترة رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق. وهكذا تمكن الزوجان من اللقاء كل يوم الأربعاء أسبوعيا في ذلك الحي في بغداد الذي تتخذ الأمم المتحدة مقرا رئيسيا لها.

إلا أن آخر أسبوعين من إقامة بريتا فاغنر في بغداد كانا أسوأ فترة أثناء أقامتها هناك، فتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" سيطر في هذه الفترة على مناطق واسعة في شمال العراق. "سيصل مقاتلو داعش في غضون ثلاثة أيام أيضا إلى أبوابنا"، هذا ما اعتقدته السفيرة آنذاك. وعليه تم تشديد الإجراءات الأمنية في السفارة.

دبلوماسيان متزوجان من بعضهما البعض

اليوم تبلغ بريتا فاغنر 59 عاما. ومنذ طفولتها كانت تريد أن تصبح دبلوماسية. لذلك درست الحقوق وتخصصت في في القانون الدولي. إلا أنها لم تعتقد آنذاك أنها ستتولى منصبا رفيعا يوما ما في مناطق الأزمات. وبعد ميلاد ابنتها تقدمت بريتا فاغنر وزوجها في الثمانينات من القرن الماضي بطلب للعمل في السلك الدبلوماسي. كما ولد في هذه الفترة ابناها.

UN Irak Martin Kobler Interview in Bagdad 26.06.2013
مارتين كوبلر في فترة توليه منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراقصورة من: picture alliance/AP Photo

وكما تقول بريتا فاغنر، فإن عمل زوجين في السلك الدبلوماسي كان ظاهرة نادرة آنذاك. وبعد ذلك بـ 20 عاما تعرض الزوجان لانتقادات من وسائل إعلام ألمانية لأن زوجها (مارتين كوبلر) تولى عام 2003 منصب السفير الألماني في القاهرة، في حين تولت هي منصب قنصل هناك.

وعندما تولى مارتين كوبلر بعد ذلك بثلاث سنوات منصبا في بعثة الأمم المتحدة في كابول، انتقلت زوجته بريتا فاغنر إلى إسطنبول لتولي منصبها القيادي الأول، إذ تبوأت منصب القنصل العام هناك. وكما تقول، فإن إقامتها في إسطنبول ولدت انطباعات جميلة جدا لديها.

نقيض إسطنبول

إلا أن إقامة بريتا فاغنر في بغداد تركت لديها انطباعات معاكسة، فهناك عملت في سفارة وراء جدران من الخرسانة وأسلاك شائكة وأبواب حديدية وشبكة من كاميرات المراقبة. وعلاوة على ذلك، فإن مكتب السفير محاط بجنود عراقيين ورجال مسلحين من شركات أمن خاصة ووحدة أمنية تابعة للشرطة الألمانية.

Deutsche Botschaft in Bagdad Archiv 2003
إجراءات أمنية شديدة في السفارة في بغداد وأمامهاصورة من: picture-alliance/dpa

"فالسفارة ليست في المنطقة الخضراء التي توجد فيها إجراءات أمنية خاصة، وإنما هي في المنطقة الحمراء، أي أنها في منطقة سكنية"، كما تقول بريتا فاغنر لتبرير الإجراءات الأمنية لحماية السفارة. وتضيف السفيرة السابقة: "هذا هو السبب الذي تعود إليه صعوبة العمل هنا، فالمعنيون يعملون ويعيشون في بلاد لا يمكن لهم أن يتعرفوا عليها إلا جزئيا".

وكانت وزارة الداخلية الألمانية المسؤولة عن حراسة البعثات الدبلوماسية في الخارج قد حددت معايير الأمن لبغداد في فترة السنتين من الحرب الأهلية في عامي 2006 و2007. وتمسكت بها، حتى عندما انخفضت حدة التوتر عام 2009. وأدى التهديد الجديد المنطلق من "داعش" إلى تشديد المعايير الأمنية مرة أخرى. وهكذا سيعيش خَلف بريتا فاغنر أيضا من حيث المبدأ حياة وراء جدران وأسوار في بلاد يبدو أنه لن يتعرف عليها فعلا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات