1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيارة فيسترفيله إلى غزة – التنمية في وجه القوى المتطرفة

٨ نوفمبر ٢٠١٠

يجمع المراقبون على أهمية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الألماني إلى قطاع غزة من أجل لفت الأنظار إلى الوضع الإنساني الذي يعيشه أهل القطاع جراء الحصار، كما يؤكدون وجهة نظر الوزير بأن الحصار "يعزز التطرف"

https://p.dw.com/p/Q1xx
فيسترفيله لدى زيارته إلى قطاع غزةصورة من: picture alliance/dpa

ركز وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أثناء زيارته لقطاع غزة على الجوانب الإنسانية التي يعيشها 1.5 مليون شخص في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس. وأكد الوزير في تصريحات صحفية على أن "الزيارة هي إشارة واضحة على أننا لم ننس الناس في غزة ولا يمكن أن ننساهم".

ويجمع المراقبون أن زيارة فيسترفيله لغزة مهمة جدا بالنسبة إلى سكان القطاع، رغم عدم تفائلهم بالنتائج التي ستحققها على أرض الواقع، لاسيما في ما يتعلق بمسألة رفع الحصار أو ملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وتأتي زيارة الوزير الألماني بعد أن رفضت إسرائيل السماح لزميله وزير التنمية ديرك نيبيل بدخول القطاع في حزيران/يونيو الماضي. ويعد فيسترفيله أول عضو في الحكومة الألمانية يزور القطاع منذ أربعة أعوام، وهو أول وزير خارجية دولة ذات ثقل في الاتحاد الأوروبي يدخل المنطقة الخاضعة للحصار.

الحصار ومعضلة التطرف

Schiesserei in Gaza
يرى بعض المراقبين أن الحصار الاسرائيلي على غزة زاد من نفوذ حركة حماس في القطاعصورة من: AP

وتحمل الدعوة التي أطلقها فيسترفيله من داخل القطاع لإنهاء الحصار المفروض على غزة أكثر من دلالة، إذ أكد أن الحصار "يقوي شوكة الراديكاليين ويضعف المعتدلين والعكس هو ما يجب أن يكون". وبهذا الشأن يرى طلال عوكل، المحلل السياسي الفلسطيني والمقيم في قطاع غزة، أن هذه التصريحات "تعكس التوجه الألماني الأوروبي الذي ظهر في الآونة الأخيرة بناء على عملية تقييم أثار الحصار التي أظهرت بأنه لم يفد في شيء، بل زاد من سيطرت حركة حماس على القطاع". و يضيف أن "تصريحات فيسترفيله التي أطلقها من داخل القطاع تشير إلى استعداد الجانب الألماني والأوروبي إلى زيادة الضغط للتخفيف من معاناة سكان غزة".

ولم يعقد فيسترفيله أي لقاءات مع قيادات حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، حيث قال إن هدفه من ذلك "تعزيز موقع القوى الفلسطينية المعتدلة". و بهذا الشأن يقول المحلل السياسي الألماني مشائيل لودرز أن الاتحاد الأوربي بصفة عامة يعتبر حركة حماس حركة إرهابية، وهو الأمر الذي يجعل المسؤولين الأوربيين يتفادون لقاء قيادات الحركة التي تعتبر القوة السياسية الرئيسية في القطاع". مؤكدا في الوقت ذاته أن "إجراء أي اتصالات مع الحركة لن يتم قبل أن تغير الأخيرة من مواقفها الراديكالية".

الانفتاح الاقتصادي ورياح الحرية

كما اكتست زيارة فسترفيله للقطاع الطابع الاقتصادي والتنموي، إذ زار الوزير الألماني مدرسة تديرها الأمم المتحدة ومنشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي، خصصت لها ألمانيا 20 مليون يورو، إذ أن ما يقرب من 60 مليون لتر من مياه الصرف تصب في البحر المتوسط، أو تنساب دون معالجة في الأراضي. وأكد الوزير الألماني لدى وقوفه على هذا المشروع رغبة بلاده في المشاركة في إصلاح البنية التحتية في القطاع. وينفق الاتحاد الأوروبي ملايين الدولارات سنويا لدعم الفلسطينيين. وتعتبر ألمانيا مساهم رئيسي على صعيد تقديم المساعدات، إذ يقدر مجمل قيمة الدعم الثنائي بأكثر من 500 مليون يورو. يضاف إلى ذلك المساهمات الألمانية المدفوعة لتحقيق برامج التنمية التي تنفذها الأمم المتحدة وكذلك البنك الدولي في مجمل الأراضي الفلسطينية.

ورغم أن إسرائيل خففت من حصارها على غزة في حزيران/يونيو الماضي، إلا أن اقتصاد القطاع ما يزال يعاني بشدة، وهو الأمر الذي جعل بعض رجال الأعمال، الذين التقوا فسترفيله في غزة، يطالبونه بالضغط على إسرائيل من أجل السماح لهم بتصدير بضائعهم إلى الخارج. ويقول المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أن "شكوى المستثمرين تنبع من كون الحصار أوقف كل الحركة التجارية من القطاع إلى الخارج" مؤكدا أن التوجه الألماني والأوروبي لفتح أسواقها أمام المنتجات الغزاوية وتشجيع القطاع الخاص على استعادة دوره سيساهم بشكل كبير في التأثُر برياح الحرية والحوار، وهو الأمر الذي سيساهم في محاربة الفقر الذي يشكل أحد ابرز عوامل التطرف في قطاع غزة." إلا أن المحلل السياسي الألماني ميشائيل لودرز يرى أن "التحرك الأوروبي في هذا الاتجاه لا يكفي وحده لتنشيط اقتصاد القطاع وبعث المشاريع التنموية، بل يحتاج إلى ضغط أمريكي أكبر وموافقة إسرائيلية برفع القيود المفروضة على حركة السلع والبضائع من وإلى قطاع غزة".

ملف شاليط – من الأولويات الألمانية

Israel Entführung von Gilad Schalit
وزير الخارجية الألماني يلتقي عائلة شاليط، ويدعو لإطلاق سراحهصورة من: AP

من جانب أخر، ركز وزير الخارجية الألماني على ملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي تحتجزه حركة حماس في قطاع غزة منذ حوالي أربعة أعوام. وكان فيسترفيله قد التقى الأحد )7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010) بوالدي شاليط. وفي هذا السياق قال فيسترفيله :"دعوا الشاب يعود لمنزله بعد سنوات من الاحتجاز" مؤكدا أن ترك شاليط يعود لأسرته مسألة تحتمها الإنسانية، رافضا في الوقت ذاته التعليق على جهود ألمانيا من اجل تحريره.

ويؤكد الخبير الألماني في قضايا الشرق الأوسط مشائيل لودرز أن "ملف شاليط يحظى باهتمام مميز في السياسة الخارجية الألمانية"، إذ يحاول وسيط ألماني التفاوض بشأن صفقة مبادلة سجناء فلسطينيين بالجندي الإسرائيلي. ولا يتوقع لودرز أن تسرع زيارة فيسترفيله للقطاع في إتمام هذه الصفقة "باعتبار أن ألمانيا لا تقيم أي علاقات مع حركة حماس".

لكن حماس التي رحبت بزيارة فسترفيله إلى القطاع قالت على لسان أيمن طه :"نحن نرحب بأي مبادرة ألمانية بهذا الصدد ونؤكد أن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي رهن بالاستجابة لمطالبنا من صفقة التبادل".

يوسف بوفيجلين

مراجعة: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد