1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"ربما تراهن أميركا على الحوثيين كحصان ضد القاعدة"

أجرى اللقاء : عباس الخشالي٢١ يناير ٢٠١٥

أين يتجه التصعيد في اليمن بين الحوثيين والقوى السياسية الأخرى؟ في حال استتب الأمر للحوثيين فكيف يكون موقف الجوار الخليجي- السعودية وإيران. وهل ستشكل عودة الزيدية للحكم في اليمن بديلا لأنظمة جعلت من اليمن دولة فاشلة؟

https://p.dw.com/p/1EOYF
Schwere Kämpfe um Präsidentenpalast im Jemen 19.01.2015
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com

عندما سيطر الحوثيون على صنعاء قبل أشهر، لم يسيطروا فيها على القصر الرئاسي، مقر الرئيس عبده منصور هادي. وكان الحديث عن دعم إيراني لهم. كانت قوة الشارع بيدهم منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014. فلماذا انتظروا حتى أمس للاستيلاء على قصر الرئاسة؟ عند مضيق باب المندب تتقاطع خطوط الخلافات وتحالفات القوى الإقليمية والدولية، ممثلة في إيران والسعودية والولايات المتحدة ، حيث القبائل اليمنية المتصارعة بتوجهات مختلفة، فتقسم اليمن قبليا وسياسيا، وحيث الحديث عن الجنوب والشمال وقصص الحقوق والانتصارات والهزائم، وحيث يوجد تنظيم القاعدة من جهة والحوثيون من جهة أخرى. DW عربية التقت بالدكتور غسان العطية وتحدثت معه عن الدولة الغائبة في اليمن:

DW: يقال إن اليمن يشكل ساحة أخرى للصراع بين إيران والسعودية، اليمنيون أنفسهم لا ينكرون الدور السعودي، فما الذي تريده إيران من خلال تدخلها في اليمن؟

د. غسان العطية:الشأن اليمني هو من أعقد الأوضاع في الدول العربية سياسيا. في اليمن هناك وضع قبلي عميق الجذور، بالإضافة إلى وجود تباينات مذهبية، لكن ما يميز هذه التباينات المذهبية اليمنية هو التعايش. لأن المذهب الزيدي الذي ينتمي إليه الحوثيون هو المذهب الذي كان يحكم اليمن لمئات السنين. وفي زمنهم لم يكن العنصر الطائفي هو الأساس في الحكم وفي صراعاتهم على الإطلاق. لكن سقوط الملكية أضعف مكانة الزيدية. الحالة اليمنية أشبه بالرمال المتحركة، والتحالفات متغيرة كل يوم. فعلي عبد الله صالح كان مدعوما من السعودية ومن النظام السابق في العراق، لكن في مرحلة معينة تخلت عنه السعودية لصالح تسوية جديدة. كما فتحت السعودية علاقات ايجابية مع الحوثيين. وظهور المتطرفين السلفيين المتمثل بظهور القاعدة، خلط الأوراق وعقد الأمور.

DW: من المعروف أن المذهب الزيدي قريب إلى المذاهب السنية الأربعة!

نعم هذا صحيح، التعايش بين سنة اليمن والزيدية أفضل بكثير من تعايش سنة العراق وشيعته، أو بين علويّي سوريا والسنة. كل ذلك يجعل الحالة اليمنية مختلفة تماما.

ما الذي تريده إيران من خلال دعم الحوثيين؟

بالنسبة لإيران وهذه نقطة تغيب عن الكثيرين، فإن الزيدية هي إحدى الفرق الشيعية. وإيران تستغل العلاقة المذهبية البعيدة باسم الشيعة في تدخلها بالشأن اليمني. لكن القضية هي قضية صراع قوى. كل طرف يحاول التمسك بأوراق أكثر. ومن هنا، فإن السعودية، ليست معادية تماما للحوثيين، لكنها معادية أو خائفة من التغلغل الإيراني. وبالتالي فإن موقف الحوثيين سيعتمد ، في حال إن سيطروا على الأوضاع في اليمن، وحسب تحالفاتهم ، على تحالفات آنية لا بالتزامات إستراتيجية ، كما حصل مع أحزاب إسلامية شيعية في العراق أو التيارات الشيعية في لبنان وتحالفها مع إيران. السعوديون لم يصرحوا أن الحوثيين يهددون الأمن في السعودية. ولهذا نرى حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطابه نحو السعودية ولا يريد أن يستعدي السعودية ولا يريد أن يظهر منحازا إلى إيران بل يريد الظهور كرجل لكل اليمنيين. الصراع الآن في اليمن حول شكل الدولة الجديدة. ففي الوقت الذي ترغب فيه قوى مختلفة إلى ستة فيدراليات يريد الحوثيين أن تنحصر في إقليمين أو ثلاثة، ما يمنحهم الصوت الأعلى مع أقاليم أخرى ضعيفة.

لماذا تستبعد تشابه السيناريو اليمني مع السيناريو العراقي، فهناك قبائل سنية مدعومة بجماعات مسلحة سنية تواجه قوى شيعية؟ ألا يبدو المشهد متشابها؟

ظاهريا هناك شيء من الصراع الطائفي، لكن وجود القاعدة في اليمن يقابله وجود قوى سنية يمنية معادية للقاعدة. مثل الإخوان المسلمين والحراك الشعبي الجنوبي المعادي للقاعدة، هذا من جانب، من جانب آخر يتدخل جيران العراق بشؤونه بشكل مباشر، إن كانت تركيا أو إيران أو السعودية والخليج بشكل غير مباشر. في اليمن الموقف مختلف، فاليمن محصور في زاوية ويحد السعودية وعمان فقط. وهناك فرق كبير بين جيران العراق وجيران اليمن.

Abdel Malek al-Huthi Anführer der schiitischen Saidi-Rebellen im Jemen
زعيم الحوثيين: عبد الملك الحوثيصورة من: picture-alliance/Y. Arhab

كيف الأمر بالنسبة لأميركا التي تراقب ما يحدث عن بعد؟

الموقف الأمريكي هو الذي يجلب الانتباه. فالأمريكان ضربوا القاعدة في اليمن مرارا بطائرات من دون طيار. القاعدة في اليمن هي العدو الأول لأميركا. وبالنسبة لهم، فإن عبد الملك الحوثي، إذا لم يصطف اصطفافا كاملا مع إيران فيمكن حينها التعايش معه. وحتى علي عبد الله صالح مع وفاق مع الحوثيين. المهم هو أن الحوثيين يملكون أوراقا أكثر قوة في عملية التسوية القادمة.

بعد كل هذه التطورات، هل يمكن أن تشكل سيطرة الحوثيين سببا لانقسام اليمن من جديد؟

كل ذلك يعتمد على كيفية تعامل الحوثيين مع جنوب اليمن، خاصة بشان القضية الفيدرالية. لكن المشكلة تتجلى في أن الجنوبيين أنفسهم منقسمون فيما بينهم، فبعضهم يرى الأفضلية لفيدرالية كاملة للجنوب مقابل فيدرالية للشمال. والبعض الأخر، ولأن الجنوبيين ينتمون إلى قبائل مختلفة فهم يفضلون ستة أقاليم. الحصيلة النهائية هو أن اليمن دولة فاشلة، دولة تغيب فيها الدولة وتحل محلها القبائل.

يشغل الدكتور غسان العطية منصب مدير المؤسسة العراقية للتنمية والديمقراطية في لندن، منذ عام 2003. نال الاستضافة الأكاديمية من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، وكان زميلاً في قسم العلوم السياسية بجامعة أدنبرة. وفي الفترة التي سبقت عام 1984 قام بالتدريس في جامعات وكليات مختلفة. وفي مطلع عام 2006 عمل د. العطية باحثاً زائراً لدى جامعة ستانفورد الأمريكية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد