1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رابطة فناني الثورة: وجه من وجوه التغيير في مصر

٢٦ يناير ٢٠١٢

لم تكتف الثورة المصرية بإسقاط نظام حسني مبارك، وإنما تجاوز الأمر ذلك لتبدو كانقلاب يرمي إلى إعادة في كل أشكال التخلف والجهل والرجعية والديكتاتورية. إنها أيضا ثورة مست الحياة الثقافية في البلاد ومن جوانب متعددة.

https://p.dw.com/p/13p5w
صورة من: DW/A. Gam

في حوار مع دويتشه فيله قال محمد تراس رئيس "رابطة فناني الثورة" إن هذه الهيئة أنشأت من رحم ثورة يناير، خلال فترة الاعتصام التي سبقت سقوط الرئيس السابق حسني مبارك. وكان فنانو الرابطة يشاركون بشكل منفرد في هذه الاعتصامات كمتظاهرين في ميدان التحرير يعبر كل واحد منهم عن رؤيته الفنية وتأويله لما يحدث في شكل رسومات أو أشعار أو حتى الحان موسيقية . ويضيف تراس فكرة إنشاء الرابطة تبلورت في الثالث من فبراير/ شباط 2011 حينما قرر هؤلاء الفنانون الهواة في الميدان جمع أعمالهم الفنية في مكان واحد تعرض به لوحاتهم أمام الثوار.

وبسرعة، اجتذبت الرابطة فنانين آخرين من شعراء وكتاب وتشكيليينَ وموسيقيينَ ومغنينَ وممثلين ومخرجين قرروا جميعهم تسخير ما لديهم من طاقةٍ فنية لدعم صمود وعزيمة الثوار في ميدان التحرير وتأكيدا الطابع السلمي للثورة. ويشير تراس إلى أن أعضاء الرابطة لعبوا دوار هاما في توثيق لأحداث الثورة حيث واكبت لوحاتهم أحداث الميدان وقدمت ترجمة بصرية للمتظاهرين من اعتصامات أحيانا واشتباكات مع أنصار مبارك أو لحظة تنحي الرئيس السابق .

توثيق أحداث الثورة

Vereinigung Künstler Revolution Ägypten
صورة من: DW/A. Gam

فنانو الرابطة واكبوا أحداث ميدان التحرير عن كثب سواء في الثالث عشر من فبراير بعد تنحي مبارك، أو بعذ ذلك مع المتظاهرين خلال الإحداث التي تلت الثورة، موثقين ما شهده الميدان من اعتصامات و اشتباكات مع قوى الأمن أو صد هجوم "البلطجية" أحيانا أخرى .ويقول مصطفى جعفر احد أعضاء الرابطة، إن الرابطة أصبحت تمثل ضمير الميدان، ومرآة للمتظاهرين ومعرضا للمارين بالميدان كما المنضمين حديثا للمظاهرات.

ويضيف مصطفى، وهو طالب بكلية التجارة يبلغ من العمر عشرين عاما، إن ما يميز الرابطة هو جمعها لكل شباب الفانيين باختلاف مواهبهم ودراساتهم. وأشار إلى أن دورهم في توعية الثوار اثأر على ما يبدو غضب قوى الأمن وعرضهم لانتهاكات خلال الأحداث التي شهدها الميدان بعد الثورة. وتعرضوا للمطاردة أحيانا والعنف أحيانا أخرى. وعلى سبيل المثال تم اعتقال اثنين من أعضاء الرابطة من قبل قوات الأمن قبل أن يفرج عنهم بعدها بفترة وجيزة . ويشير مصطفى إلى أن الرابطة نجحت بفضل جهود أعضائها الذاتية في البقاء إلى الآن برغم عدم وجود اهتمام حكومي بها أو رغبة حقيقية في تبني مواهب أعضاءها الشباب. وشهدت الرابطة تزايد عدد أعضائها فبعد أن كان الأعضاء المؤسسون اثنين وعشرين عضوا، يقترب عددهم اليوم من خمسمائة شخص.

إشعاع تجاوز ميدان التحرير

Vereinigung Künstler Revolution Ägypten
صورة من: DW/A. Gam

قرر القائمون على الرابطة تأسيس فروع خارج القاهرة في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ بدلتا مصر بحيث تحتضن الموهوبين من الشباب في مجالات الفنون المختلفة من فن تشكيلي وتمثيل سينمائي ومسرحي او شعر وموسيقى. وبالرغم من ضعف الإمكانيات المادية، والاعتماد على التمويل الذاتي إلا أن رابطة فناني الثورة نجحت في إقامة عدة معارض، كان أولها في ميدان التحرير لمدة أسبوع، صاحبه ملتقيات أدبية وشعرية في أرجاء الميدان. ونظمت الرابطة أيضا معرضا بمقرها المؤقت بمنطقة الحسين الأثرية، ومعرضا آخر بأتيلية القاهرة صاحبته حفلات غنائية وأمسيات شعرية.

الرابطة تم تكريمها في مهرجان كام السينمائي عن فيلم وثائقي للمخرج محمد سلماوي حمل اسم "ثورة سلمية فنية ". وحرص فنانو الرابطة في لوحاتهم على مواكبة الأحداث التي صاحبت الثورة موثقين ثمانية عشر يوما هي عمر الثورة منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من يناير وحتى يوم تنحي مبارك في الحادي عشر من فبراير. ثم جاءت محاكمات رموز النظام السابق والتلكؤ الذي مارسه المجلس العسكري بحسب رأيهم في اتخاذ مواقف صارمة لتأييد الثورة وكذلك استخدام العسكر للعنف أحيانا في فض اعتصامات المتظاهرين .

عمرو صالح ـ القاهرة

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد