1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"دولة الخُرَافة" ـ زعيم "داعش" بطل مسلسل كوميدي عراقي

٤ نوفمبر ٢٠١٤

جسد زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي دور البطولة في مسلسل "دولة الخرافة" الكوميدي، الذي بث في العراق على مدى 30 يوما، وأثار ردود فعل كثيرة .DW عربية حاورت علي القاسم مخرج المسلسل حول طبيعة ومخاطر هذا العمل.

https://p.dw.com/p/1Dg8z
Filmset State of Myths 11.10.2014 Bagdad
صورة من: Reuters/T. Al-Sudani

DW: فكرة المسلسل هو الرد على الحملة الإعلامية لتنظيم "داعش"، هل ترى أنه حقق هدفه بالفعل؟

علي القاسم: في البداية أود القول إن فكرة المسلسل جاءت كرد فعل على الحملة الإعلامية الشرسة التي يخوضها تنظيم داعش الإرهابي ضد العراقيين، إنه يملئ مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع قطع الرؤوس والإعدامات والتعذيب، ولهذا نحن كفنانين ومثقفين كان علينا أن نقوم بدورنا في مواجهة هذا التنظيم الغريب على العراقيين، وأسلحتنا هي الفن وليس الرصاص، وتم إنتاج وإخراج المسلسل في زمن قياسي وتوقيت مهم، وقد حقق المسلسل هدفه بكل تأكيد، فالمواطنون يتداولون فيما بينهم أحداث المسلسل ويقلدون بعض الحوارات والكلمات التي تظهر فيه وهذه مؤشرات.

والمسلسل يتضمن رسالة تطمينية من خلال حلقته الأخيرة حيث يقوم زعيم داعش بقتل مساعديه ومقربيه ومن ثم يقوم بتفجير نفسه، ونعتقد إن هذا هو مصير تنظيم داعش في نهاية الأمر.

DW: هل أدى عرض المسلسل إلى استفزاز السنة المعتدلين على اعتبار أن تنظيم "داعش" سني؟

علي القاسم : على العكس تماما، جميع العراقيين بكل طوائفهم رحبوا وفرحوا بالمسلسل، لأنه تناول قضية داعش بشكل ذكي وبعيدا عن الانحياز. الممثلون في المسلسل ينتمون إلى السنة والشيعة والأكراد، كما أن أحداث المسلسل تجري في منطقة وهمية يسيطر عليها داعش وبالتالي فإنها بالضرورة منطقة سنية لأن تنظيم داعش يسيطر على المدن السنية. وفي أحداث المسلسل أوضحنا معاناة تلك المناطق وكيفية استياء الناس ورفضهم لهذا التنظيم الإرهابي الذي يستهدف جميع الطوائف والأديان دون استثناء.

Filmset State of Myths 11.10.2014 Bagdad
صورة من: Reuters/T. Al-Sudani

DW: الملاحظ على المسلسل أنه يتضمن الإشارة إلى تحالف بين "داعش" وحزب البعث المحظور، ألا يعتبر ذلك موقفا سياسيا؟

علي القاسم: ربما يبدو كذلك بالنسبة للمراقبين من غير العراقيين سواء العرب أو الغربيين، ولكن العراقيين في داخل البلاد يعلمون جيدا انه واقع حال وليس موقف سياسي يحتمل الخطأ. الجميع يعلم أن بعض عناصر حزب البعث السابقين ممن لا يزالوا يدينون بالولاء لهذا الحزب، عقدوا تحالفا مع تنظيم "داعش" لإسقاط مدينة الموصل وباقي المدن. وفيما بعد انقلبت داعش على حزب البعث وتجرع أعضائه نفس المعاناة التي سببوها للآلاف من العراقيين في جميع أنحاء البلاد، وخصوصا المناطق التي سيطر عليها داعش.

DW: إلى أي حد تهيمن القراءة السياسية للأحداث على حساب المعالجة الفنية؟

علي القاسم: السياسة تُفَرِق والفن يُقَرِب، ونحن كفنانين نعيش في بلد يعاني من الصراعات السياسية نتجنب استخدام هذا الصراع في الأعمال الفنية من جانب دعم موقف ضد آخر، لأن ذلك سيجعل العمل الفني غير مرحب به من المواطنين الذين يتفق غالبيتهم على كره السياسة والسياسيين. ولكننا كفنانين نحرص على جعل آثار السياسة والأزمة الأمنية مواضيع لإعمالنا، فنحن نركز على مأساة المواطنين الأمنية والخدمية والسياسية، والمعيار الأساسي لأعمالنا الفنية هي المواضيع المتفق عليها من قبل جميع العراقيين والقضايا التي توحدهم ومنها قضية "داعش". الآن لن تجد أحدا من سكان البلاد ومن أي طائفة يرحب بهذا التنظيم الإرهابي، لأن الجميع ذاقوا منه الويل، باستثناء بعض الشواذ الذين يؤيدون التنظيم الإرهابي وهم منبوذين حتى من قبل أقربائهم.

DW: المسلسل يجسد شخصية زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي وعناصر آخرين في التنظيم، وقام بأداء الأدوار ممثلون عراقيون. ألم يكن هناك نوع من التهديد لهم أو مخاوف من استهدافهم؟

علي القاسم :هذه نقطة مهمة ضلت ملازمة لنا منذ اتخاذ قرار بالبدء بإنتاج المسلسل وحتى الآن. في البداية واجهنا صعوبة بسبب خشية عدد من الممثلين من المشاركة في المسلسل لخوفهم من عمليات انتقامية للتنظيم، ولكننا تجاوزنا المشكلة وهناك عدد كبير من الممثلين وافقوا على التمثيل غير مبالين بهذا الهاجس. جميع العراقيين مهددون بالقتل في أي لحظة، ربما المسلسل يزيد هذه الضغوط، لكن التهديدات لم تمنعنا من إنتاج المسلسل الذي يظهر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ومساعديه بإطار كوميدي ساخر.

كما إن جميع كادر عمل المسلسل متأثرين ومتعاطفين مع الآلاف من القوات الأمنية الذين يحاربون داعش على السواتر الترابية وفي أوضاع جوية سيئة، ولهذا فأننا كفنانين أردنا مساعدة هؤلاء الجنود من خلال المسلسل، وفرحنا عندما التقينا العديد من هؤلاء الجنود وهم فرحون بالمسلسل ويتداولون حلقاته عبر الهواتف النقالة.

DW: وأنت؟ هل تم تهديدك؟

علي القاسم :نعم تعرضت للتهديدات على مواقع الانترنيت والتواصل الاجتماعي، والتهديدات متنوعة واستمرت منذ بدء بث المسلسل وحتى الآن، ولكني لا أبالي بها لأن فرحتي بالنجاح الذي حققه المسلسل وفرحة الجمهور لا يضاهيه أي شعور آخر، كما أن هذا المسلسل هو أول عمل إخراجي لي.

DW: نعود إلى الإطار الذي يعالج فيه المسلسل أفعال وجرائم تنظيم "داعش" من قتل وتهجير، إذ يطرحها بإطار كوميدي. لماذا الكوميديا وليس التراجيدية؟

علي القاسم :تساؤل مهم واجهته أنا وفريق عمل المسلسل، كانت هناك فكرة بإنتاج المسلسل بشكل تراجيدي يتحدث عن أفعال تنظيم داعش وجرائمه بحق العراقيين، ولكن قررنا في اللحظة الأخيرة جعله كوميديا، لأن الكوميديا هي ابسط طريق للوصول إلى المشاهدين من خلال إضحاكه، كما أن الكوميديا تجعل من هذه الهالة الإعلامية الكبيرة لداعش مادة للتندر وإطلاق النكت وإسقاط أفكار هذا التنظيم، كما أن أفكار داعش هي مضحكة بحد ذاتها، مثلا أنهم يحرمون بيع الخيار إلى جانب الطماطم في الأسواق على اعتبار أن الخيار ذكر والطماطم أنثى ويمنع الاختلاط بينهم، ومثلا يمتنعون عن حلق شعر الرأس والذقن بواسطة ماكينات الحلاقة الكهربائية.

Ali al-Qasim
علي القاسم مخرج مسلسل "دولة الخُرافة"صورة من: Ali Debdeb

DW: ما المشاكل التي واجهتكم أثناء إنتاج المسلسل؟

علي القاسم :المشاكل كانت كبيرة بعضها فنية متعلقة بالصوت والصورة وحصلت بسبب الضغط الذي فرض علينا لانجاز المسلسل في موعد محدد وضيق، كما أننا عملنا في درجات حرارة مرتفعة في الصيف، وأيضا هناك مشكلة واجهتنا في بداية العمل في مرحلة الإنتاج حيث يتضمن سيناريو العمل إظهار شخصية "موزة" زوجة أمير قطر السابق كرمز للدول التي تدعم داعش، وشخصية أميركية أخرى ترمز إلى الدور السلبي للولايات المتحدة في العراق، ولكن تم إلغاء هاتين الشخصيتين من المسلسل.

DW: هل من إحصائية لعدد مشاهدي المسلسل تبين نجاحه من عدمه؟

علي القاسم: لا امتلك إحصائية واضحة، ولكن يمكن قياس نجاح المسلسل بهذه الضجة الإعلامية التي أثارها داخل العراق وخارجه، منذ بداية بث الحلقة الأولى توالت علينا وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، كما أن اتصالات أصدقائنا في الخارج تتحدث عن وصول هذا المسلسل إلى مديات (وسائل إعلام) عالمية. أما في الداخل فابسط مثال على نجاحه أن العراقيين مثلا بدأوا بتداول مفردات استخدمها المسلسل، بينها مفردة "دعوشي" التي وردت في المسلسل للإشارة إلى عناصر داعش، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى.

امجد سعيد ـ بغداد