1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دعوات إلى الحكمة والحذر تجاه أزمة الرسوم الكاريكاتورية

٣ فبراير ٢٠٠٦

تواصلت التنديدات بعد قامت العديد من الصحف الأوروبية بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول. في هذه الأثناء ترتفع الأصوات المنادية بالتعامل مع الموضوع بحكمة وحذر.

https://p.dw.com/p/7w21
صراع الحضارات أو صراع الحريات؟صورة من: AP

ينتظر أن تنطلق اليوم مظاهرات احتجاج صاخبة في مختلف الدول العربية للتنديد بنشر الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت عن النبي. وتأتي هذه المظاهرات بعد أن وجه الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين دعوة عامة إلى مسلمي العالم للتعبير عن غضبهم واستيائهم منها. والجدير بالذكر أن إعادة نشرها في صحف أوروبية أخرى زاد من غليان الشارع العربي والإسلامي. في هذه الأثناء تزايدت الأسئلة حول كيفية احتواء الأزمة التي باتت تهدد مكتسبات الحوار الثقافي والديني بين العالمين الإسلامي والغربي.

التمسك بمبدأ حرية الصحافة

Hongkong Presse Reaktionen George Bush
اعادة نشر الرسوم في الصحف الأوروبية من شأنه أن يزيد من تأجيج مشاعر الغضب في العالم العربيصورة من: AP

تزامن التحرك الشعبي في الدول العربية مع إصرار الأوساط الإعلامية الغربية على تمسكها بمبدأ حرية الصحافة وحرية التعبير باعتباره حق أساسي ضمنتها لها الأنظمة الديمقراطية. وعلى ضوء ذلك جددت الصحف الأوروبية دعوتها إلى ضرورة احترام حرية الصحافة. الصحيفة الفرنسية لوموند عللت ذالك بالقول: "لا يمكن لأية ديموقراطية ان توجد شرطة للرأي إلا إذا أرادت الازدراء بحقوق الإنسان". صحيفة "لا فوار دو نور" أعزت تلك الرسوم بالدرجة الأولى إلى الصورة التي يعكسها الإرهابيون عن الإسلام حين يدًعون أنهم يتحركون باسم نبييهم على حد تعبيرها. أما صحيفة ليبراسيون اليسارية فأعلنت أنها ستخصص ست صفحات في عدد الجمعة لقضية الرسوم. كما ستعيد نشر رسمين من تلك التي نشرتها الصحيفة الدانمركية. أما صحيفة فاينانشال تايمز دويتشلاند الألمانية فذكرت بأن الامر يتعلق بمبدأ لا يمكن المساومة عليه في الديموقراطيات الليبرالية ألا وهو حرية التعبير. وحذرت الصحيفة من التهاون على هذا الصعيد لأن تبعات ذلك ستكون وخيمة حسب ما جاء فيها. من جانبها ألقت صحيفة فرايه بريسه التي تصدر في مدينة كيمنيتس الضوء على التعامل القانوني مع الإعتداء على المعتقدات في ألمانيا وكتبت: "في ألمانيا ينظر بلا اكتراث إلى التعامل الساخر مع الدين. لكن ازدراء المعقتدات الدينية أو الأيدلوجية عمل يعاقب عليه القانون الألماني أيضاً إذا كان هذا الإزدراء يهدد السلم الإجتماعي. غير أنها وجدت أن رد الفعل على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية كان مبالغا فيه. وذكرت: " من الواجب أن يقتصر رد الفعل على انتقاد المساس بالمشاعر الدينية كما يجب ألا يتحول إلى اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات."

مطلوب التعامل بحكمة وحذر

Ägypten Botschafter Mohamed El-Orabi
السفير المصري السيد محمد العُرابيصورة من: DW

ومع تصاعد الأزمة أبدى عدد مهم من الساسة والمثقفين استياءهم من نشر الرسوم الكاريكاتورية ، غير أنهم نادوا بضبط ردود الأفعال. فقد دعا رضوان كاكير رئيس الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا (DITIB) إلى بقائها في إطار القوانين والأنظمة النافذة. وفي حوار مع السفير المصري في ألمانيا محمد العرابي تساءل السفير ما إذا كان الغرض منها من الرسوم هدم ما بني من حوار. واعتبر السفير أنها تؤجج التفرقة، لكنه دعا إلى التعامل معها بحكمة وحذر. كما دعا إلى الاحترام المتبادل بين الطرفين حتى لا تصبح حرية الصحافة ذريعة للتطاول على جميع الأديان. وفي حوار آخر حسن نجمي الرئيس السابق لإتحاد كتاب المغرب ومدير تحرير مكتب جريدة الإتحاد الاشتراكي المغربية اليسارية في الرباط، عبر المذكور عن أسفه من السلوك غير المهني الذي أبدته تلك الصحف التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول. كما دعا إلى قبول اعتذار المسؤولين الدانمركيين والعودة إلى الصواب. وأضاف: "أظن ان ذلك كاف لوضع حد للانحراف وضبط ردود الأفعال المختلفة".

تعزيز قنوات الحوار

Hitzige Debatte um Frauenfahrverbot in Saudi-Arabien
هل للحرية مفهوم واحد أم مفاهيم؟صورة من: dpa - Bildfunk

في الوقت الذي تزداد فيه حدة التصعيد حذر بعض المراقبين من أن تجر مسيرة الاحتجاجات والمقاطعة الاقتصادية بالعالمين الإسلامي والغربي إلى منزلق خطير يصعب تدارك أضراره. فقد يؤدي التصعيد إلى صدام حضاري يأتي على حساب التعايش السلمي لمختلف ثقافات العالم. بعض المثقفون يروا من جانبهم أن الاحتجاجات والمظاهرات قد عبرت بشكل كاف عن قناعات الشارع العربي. الأجدر في هذه الظروف الصعبة، حسب رأيهم، تهدئة الأوضاع وفتح قنوات الحوار من أجل التوصل إلى توافق يرضي كافة الأطراف ويحمي القيم الروحية للأشخاص من الإهانة.

طارق انكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد