1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"داعش" تتراجع في كوباني، فهل انقلبت موازين القوى ضدها؟

سهام أشطو٨ يناير ٢٠١٥

حققت القوات الكردية التي تقاتل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في مدينة كوباني تقدما كبير باسترجاعها السيطرة على المربع الأمني للمدينة وإلحاقها أضرار كبيرة بالتنظيم المتطرف، فهل يعني ذلك اقتراب تحرير المدينة؟

https://p.dw.com/p/1EGQm
Irak Ansichten aus Kobane 15.12.2014 - Kämpfer
صورة من: DW/H. Gee

مازالت المعارك بين القوات الكردية ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي متواصلة في مدينة كوباني، وأحرز التنظيم المتطرف تراجعا، حيث تمكنت القوات الكردية مدعومة بالضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من دفع مقاتلي الجماعة إلى أطراف المدينة بعد معارك حامية، وتكبدت "داعش" عشرات القتلى في صفوف عناصره. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن أعلن أن الأكراد يسيطرون حاليا على 80 بالمائة من كوباني ذات الأغلبية الكردية والمعروفة أيضا باسم عين العرب ضمنها المربع الأمني للمدينة. فهل تعني التطورات الأخيرة انتصارا وشيكا لمقاتلي كوباني، أم أنها مجرد متغيرات مؤقتة؟

تقدم ولكن...

كوباني، المدينة السورية الكردية على الحدود التركية مازالت رمزا في المعركة الدولية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي رغم صغر مساحتها. ويشن مئات من مقاتلي تنظيم "الدولية الإسلامية" هجوما على المدينة منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر. وآخر التطورات على الأرض في كوباني تظهر تقدما للقوات الكردية المدعومة بقوات التحالف الدولي لكن المراقبين لا يعتبرون ذلك مؤشرا حقيقيا على إمكانية القضاء على تنظيم "داعش" المتواجد فيها بشكل قوي وذلك بسبب الإمكانيات الكبيرة للتنظيم المتطرف وأعداد العناصر التي تقاتل في صفوفه، بالإضافة إلى ضعف القوات البرية التي تقاتل ضده.

ويقول حسن أبو هنية الخبير الأردني في قضايا الإرهاب إن ما حققته القوات الكردية تقدم مهم ولكنه لا يعني أن كوباني انتصرت "فالحرب بين الجانبين تعرف كرا وفرا. قبل الآن تقدمت "داعش" وسيطرت أيضا على المربع الأمني للمدينة".

Luftangriffe der USA gegen IS
ما مدى فعالية الضربات التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش؟صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens

ويضيف أبو هنية في حوار أجرته معه DWعربية أن كوباني لطالما شكلت أهمية بالنسبة "لداعش" إذ أن اتجاه "داعش" صوب كوباني في أغسطس الماضي مباشرة بعد فرض سيطرتها على الموصل "كان لهدف استراتيجي هو محاولة تجنب قوات حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وغيرها من القوات الكردية. وبذلت "داعش" في هذه المنطقة جهودا كبيرة لمنع قوات التحالف من إيجاد قدم راسخة في سوريا انطلاقا من كوباني".

ويقول مصطفى بالي الصحافي والمتحدث الإعلامي للإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني إن الاشتباكات في كوباني مازالت مستمرة لكن وحدات حماية الشعب تمكنت من التقدم في المدينة واسترجاع مباني وأحياء مهمة فيها. ويضيف في مقابلة أجرتها معه DWعربية "لن أقول إن كوباني على وشك الانتصار لأنها لم تنهزم مادامت الهزيمة بالمفهوم العسكري تعني الاستسلام أو الانسحاب. المدينة تقاوم منذ أول يوم دخلت إليها فيه قوات "داعش" ومازالت".

حرب عصابات

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن المقاتلين الأكراد استعادوا السيطرة على كامل المربع الأمني الذي يضم مقار الحكومة المحلية ووحدات حماية الشعب بعد نحو 3 أشهر من سقوطه في أيدي "داعش" ضمن ما يصفه مقاتلو "وحدات حماية الشعب الكردي" ب"حملة تنظيف كوباني".

ونشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية أن الإدارة المحلية في كوباني شكلت لجنة لإعادة أعمار كوباني تضع خطة لإعادة أعمار المدينة وإعادة المدنيين، وهي الآن تتولى التنسيق بين الداخل وأوروبا.

وبخصوص استرجاع القوات الكردية لسيطرتها على المربع الأمني يقول بالي "ميدانيا لا تشكل هذه المنطقة أهمية كبرى. ما جعلها تبدو بهذه الأهمية هي حملات "داعش" الإعلامية التي روجت لكون التنظيم سيطر على ما سمي المربع الأمني – وهو عبارة عن مجموعة مباني ومقر شرطة- وهو ما يعني سيطرتها على المدينة".

Peschmerga Kurden Kobane Irak Kämpfer Grenze
مقاتلو كوباني حصلوا على دعم من أكراد العراقصورة من: Reuters/Stringer

ويرى بالي أن "تحرير كوباني أصبحت مسألة وقت بعد الإنجازات الأخيرة. ستتحرر المدينة من "داعش" في غضون أسابيع إذ لم نشهد مفاجأة كالتي خلقتها تركيا في وقت سابق عندما فتحت حدودها أمام مقاتلي داعش".

لكن أبو هنية لا يعتبر ما حققته القوات الكردية حتى الآن إنجازا، ويقول "لا يمكننا الحديث عن انتصارات إستراتيجية حققها أحد الطرفين، هناك تقدم وتراجع ولم تحقق أي قوة من القوى المتصارعة الآن سيطرة مكانية حقيقية لأنها حرب طويلة وستتحول إلى حرب عصابات وشوارع".

ما مدى فعالية ضربات التحالف؟

ويعزو أبو هنية استمرار تنظيم "داعش" رغم ضربات التحالف إلى مشكلة القوات البرية ويقول "ضربات التحالف بالتأكيد لديها دور مهم وهي التي أوقفت حتى الآن تقدم قوات "داعش" أكثر واستيلاءها على مناطق أوسع، لكن افتقار هذه الهجمات إلى مساندة برية قوية بالخصوص في سوريا يحول دون القضاء على التنظيم".

ويضيف الخبير الأردني أن القوات البرية التي تنسق مع التحالف الدولي تفتقر بدورها إلى الاحترافية والتدريب بينما تواجه تنظيما قويا لديه عتاد وعدد كبير من المقاتلين. وهو ما قد يجعل الحرب تدوم لشهور أو حتى سنوات باعتقاد أبو هنية.

ويضيف بهذا الخصوص "هناك تقديرات أمريكية بأن هذه الحرب قد تدوم لثلاث سنوات، ومهمات التحالف ليست واضحة وبالتالي فهذه المعارك قد تدوم طويلا. ليس هناك حديث جدي عن أن أحد طرفي الصراع قادر على حسم المعارك لصالح". ويرى بالي أيضا أن ضربات التحالف مهمة لكن هناك حاجة إلى قوات على الأرض خصوصا في المناطق التي هرب فيها المقاتلون خوفا من "داعش".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد