1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: البحوث في الخلايا الجذعية ضرورة ملحة

٢٢ يونيو ٢٠١٢

يرى البروفيسور هارالد تسور هاوزن الحائز على جائزة نوبل للطب عام 2008 أن أكبر التحديات في مجال البحث الطبي تكمن في أمراض الشيخوخة وإعادة برمجة الخلايا الجذعية. ولذلك فمن الضروري تشجيع الأبحاث في هذه المجالات وتعميقها.

https://p.dw.com/p/15IMz
German cancer researcher Harald zur Hausen stands in his laboratory in Heidelberg, Germany, Monday, Oct. 6, 2008. Zur Hausen and French researchers Francoise Barre-Sinoussi and Luc Montagnier shared the 2008 Nobel Prize in medicine Monday for discovering the AIDS virus and the role of viruses in cervical cancer. (ddp images/AP Photo/Thomas Kienzle)
صورة من: AP

إن أهم التحديات القائمة هي تلك الأمراض المرتبطة بارتفاع معدل الأعمار وتحول البنية العمرية في العديد من المجتمعات حيث تتزايد نسبة عدد كبار السن. مثال على ذلك أمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية أو أمراض الجهاز العصبي المركزي مثل الزهايمر أو مرض باركنسون. وعلى الرغم من أنني لا أتوقع أن نتوصل في السنوات العشر أو العشرين المقبلة إلى علاج سحري لهذه الأمراض،إلا أنني أعتقد أنه بإمكاننا أن نحقق تقدما كبيرا في هذا المجال. الشرط الأساسي في ذلك هو أن يكون هناك تقدم ملحوظ في مجال الأبحاث الأساسية، لأنه فقط عبر البحث عن المسببات يمكننا مثلا معرفة أسباب مرض سرطان و تصبح لدينا فرصة لعلاج المريض كذلك. ولكن حتى الآن فمعرفتنا قليلة، والادعاء بأننا نعرف الكثير عن مرض السرطان غير صحيح للأسف.

التحديات والإمكانيات

ولهذا السبب فإن الأهمية الخاصة للأبحاث تتجلى في مجالين: أولها بالدرجة الأولى الأبحاث بشأن أمراض الشيخوخة والتحولات خلال عمر الإنسان ومن جانب آخر هناك أبحاث إعادة برمجة الخلايا الجذعية. فعندما نستطيع فهم كيفية تنظيم مسار الشيخوخة والتطور الوراثي خلال عمر الانسان، فإنه يصبح بإمكاننا أيضا السيطرة على التطورات وبالتالي الحد من الأمراض المرتبطة بالتحولات خلال فترة حياة الانسان. وبهذا نكون قد حققنا تطورا كبيرا. الهدف من ذلك ليس هو تمديد أمد الحياة، بل العيش بصحة جيدة لأطول مدة ممكنة، وبالتالي توفير حياة مليئة بالنشاط والحيوية. ولكن للأسف تبقى البحوث والدراسات في هذا المجال جد قليلة في ألمانيا. ولهذا يتعين تشجيع البحث في هذا المجال مستقبلا.

Die Medizinisch Technische Laborassistentin (MTLA) bei der Vorbereitung eines Vaterschaftstestes im Fraunhofer Institut am Freitag (27.06.2008) in Leipzig. Am gleichen Tag wurde hier ein neues Gebäude für das Fraunhofer-Institut für Zelltherapie und Immunologie (IZI) eröffnet. Das neue Domizil für die Forscher, die sich unter anderem mit Stammzellen befassen, hat 24 Millionen Euro gekostet. Der Bund unterstützt das Fraunhofer-Institut und zwei dort angesiedelte Nachwuchs-Fördergruppen mit mehr als 25 Millionen Euro. Foto: Peter Endig dpa/lsn (zu lsn 4410 vom 27.06.2008) +++(c) dpa - Bildfunk+++
أبحاث حول الخلايا الجدعية في مؤسسة فراونهوفر بمدينة لايبزيغ شرق ألمانيا.صورة من: picture-alliance/dpa

وينطبق هذا أيضا على الدراسات الخاصة بالخلايا الجدعية. لدي إحساس أن ألمانيا لازالت لم تع بعد أهمية البحث في هذا المجال والإمكانيات التي يفتحها للمجتمع. ففي الوقت الحالي نحن متخلفون في هذا المجال مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان حيث توجد أفكار وأساليب جديدة متطورة. وتبقى ألمانيا استثناءا كما يؤكد البروفيسور هانس شولر من معهد ماكس بلانك بمدينة مينستر.

الحقل الديني وتأثيره على أبحاث الخلايا الجذعية

وللأسف يتخذ النقاش في ألمانيا حول أبحاث الخلايا الجذعية غالبا ما مجرى عاطفيا حيث إنه يعاني من تأثير الحقل الديني على مسار الأبحاث وتطورها. وقد تسبب هذا الخطأ في حدوث أضرار كثيرة. فلم يكن هناك تشجيع الى الشباب للعمل في مجال أبحاث الخلايا الجذعية. ولكن لحسن الحظ، فإن الوضع الآن أصبح أكثر انفتاحا مقارنة مع السنوات الخمس أو العشر الماضية. هناك صحوة بطيئة في هذا المجال. ولكن على الرغم من ذلك فإنه يقلقني أن يتم في ألمانيا تناول موضوعات علوم الحياة من المنظور الاديولوجي، سواء في ما يتعلق بالتلقيحات مثلا أو بتشخيص الجنين قبل الولادة. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انعكاسات سلبية على تطور الأبحاث العلمية على المدى الطويل.

Menschliche embryonale Stammzellen Menschliche embryonale Stammzellen Copyright: Public Library of Science/Wikipedia
أبحاث إعادة برمجة الخلايا الجدعية تثير جدلا على المستوى السياسي و الديني.صورة من: Public Library of Science / Wikipedia

"بنية تحتية قوية في مجال البحث العلمي"

غير أني أعتقد على العموم أننا في ألمانيا نسبيا مستعدون لمواجهة هذا التحدي، فلدينا العديد من مؤسسات البحث العلمي والدراسات الطبية في العديد من المجالات، سواء منها المؤسسات الجامعية الكثيرة أومعاهد البحث المختلفة مثل مؤسسة ماكس بلانك، هيلمهولتس، لايبنتز، ومؤسسة فراونهوفر. هذه البنية التحتية المهمة في مجال البحث العلمي هي ميزة مهمة ينبغي استغلالها على أحسن وجه في ألمانيا".

البروفيسور هارالد تسور هاوزن ولد عام 1936 في مدينة غيلسنكيرشن غرب ألمانيا، وهو واحد من أهم وأشهر الباحثين في مجال السرطان. وشغل مابين 1983 و2003 منصب رئيس مجلس إدارة مركز أبحاث السرطان الألماني (DKFZ) في مدينة هايدلبرغ وهو هو عضو علمي بها. وقد حصل هارالد تسور هاوزن عام 2008 على جائزة نوبل للطب لاكتشافه لفيروسات تتسبب في سرطان عنق الرحم.

هارالد تسور هاوزن / أمين بنضريف

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد