1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء: الآثار السورية في خطر

٦ أبريل ٢٠١٢

عرفت سوريا الحضارة منذ آلاف السنين، لذلك تعتبر آثارها شاهدا على تطور البشرية. ويخشى الخبراء أن يحل بها ما حل في العراق حين نهبت من متاحفه آلاف القطع الأثرية، لذلك يدقون ناقوس الخطر ويطالبون اليونسكو بحماية آثار سورية.

https://p.dw.com/p/14YuJ
Zierat in Form von Entenköpfen mit einer Hathormaske, 2. Hälfte des 2. Jahrtausend vor Christus © Hendrik Zwietasch/ Peter Frankenstein, Landesmuseum Württemberg Ausstellung Schätze des Alten Syrien - Die Entdeckung des Königreichs Qatna ***Nur zur Verwendung im Zusammenhang mit der Berichterstattung über die Ausstellung*** Eingestellt September 2009
صورة من: Landesmuseum Württemberg

طالب معارضون سوريون في الشهر الماضي منظمة اليونسكو بحماية الآثار التي قالوا إن قوات النظام السوري تستهدفها. وكان بيان لتيار التغيير الوطني السوري المعارض قد أشار في بيان له إلى أن "نظام الأسد الوحشي الذي يدمر الحياة الإنسانية، يدمر معها أيضا التراث الإنساني، من خلال قصفه لمساجد وكنائس وقلاع وخرائب وحتى منازل تاريخية، هي جزء لا يتجزأ من تراث حضاري يمتد عمره أكثر من ستة آلاف سنة".

كما حذر خبراء الآثار من مخاطر التدمير والنهب المحدقة بالكنوز الأثرية في سوريا، بما فيها آثار مدينة تدمر والآثار اليونانية والرومانية. وأكثر الآثار تعرضا للخطر، هي تلك الواقعة في مناطق ساخنة خرجت من سيطرة القوات النظامية ونشطت فيها حركة سرقة القطع الأثرية من المتاحف ومواقع الحفريات. وفي حديث مع وكالة فرانس برس تقول مديرة المتاحف في سوريا هبة السخل "في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، سجلت الكثير من عمليات النهب".

وتضيف "في أفاميا، لدينا مقطع مصور يظهر لصوصا ينتزعون فسيفساء بواسطة آلة ثقب.. وفي تدمر تنشط حركة سرقة الآثار والتنقيب عنها بشكل غير شرعي". وتقول إنه على الرغم من أن سرقة الآثار أمر موجود في سوريا منذ سنوات، إلا أن وتيرتها ارتفعت بسبب الاضطرابات التي حرمت بعض المواقع التاريخية من الحماية اللازمة.

والجيش يقصف أيضا

من جهة أخرى، يقول الناشطون المعارضون مستندين إلى مقاطع فيديو مصورة، إن الجيش السوري قصف عدة مواقع أثرية من بينها قلعة المضيق في ريف حماة ودمر مسجد السرجاوي الأثري في حماة، خلال عملياته لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقد كان متحف مدينة حماة في وسط البلاد فريسة للصوص الآثار، بما في ذلك الأسلحة القديمة المعروضة فيه وتمثال يعود إلى العصر الآرامي.

Königsfiguren aus der Vorkammer der Gruft, 1. Hälfte des 2. Jahrtausend vor Christus © Altorientalisches Seminar, Universität Tübingen, Foto: Konrad Wita Ausstellung Schätze des Alten Syrien - Die Entdeckung des Königreichs Qatna ***Nur zur Verwendung im Zusammenhang mit der Berichterstattung über die Ausstellung*** Eingestellt September 2009
تمثالان لملكين من سوريا يعودان إلى النصف الأول للألفية الثانية قبل الميلادصورة من: Universität Tübingen

وتقول هبة السخل "أعتقد أن الذين ينهبون الآثار هم من السكان المحليين أنفسهم، يفعلون ذلك بدافع التكسب ولا يدركون أهمية هذه الآثار التي يعثرون عليها". وإلى شمال غرب مدينة حماة، أصيبت قلعة شيزر المطلة على نهر العاصي بأضرار، وسرق تمثال روماني من الرخام من متحف أفاميا، وعمل لصوص الآثار على التنقيب والحفر وسرقة الآثار في مواقع عدة في البلاد.

كما تعرضت للنهب مدينة ايبلا الأثرية الواقعة في محافظة إدلب، التي تركزت فيها العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها في الأسابيع الماضية. وتقول هبة السخل إن مسلحين احتلوا قلعة الحصن، التي بناها الصليبيون والتي كانت من أهم الوجهات السياحية في سوريا قبل الأزمة، وأخرجوا الحراس منها.

ويقول مدير الحفريات الأثرية في سوريا ميشال مقدسي إن أكثر المواقع عرضة للخطر هي المناطق الواقعة إلى شمال الهضبة الكلسية والتي تضم مئات الأديرة والكنائس القديمة، شمال غرب البلاد. ويقول "برأيي هذه المنطقة هي الأكثر عرضة للخطر الآن، لأنها ليست تحت الإشراف المباشر لدائرة الآثار".

تدمير المواقع الأثرية "جريمة"

وحضت منظمة اليونسكو الشهر الماضي الدول الأعضاء والهيئات الدولية إلى حماية التراث الثقافي الغني في سوريا وضمان عدم تعرضه للسرقة والتهريب من البلاد. وقالت اليونسكو في بيان "إن الإضرار بتراث بلد هو إضرار بروح الشعب وهويته".

The Triumphal Arch at Palmyra with an Arab castle in the background, Palmyra, Syria. Rechtevermerk: picture-alliance / Mark Henley / Impact Photos
قوس النصر والقلعة في مدينة تدمر التاريخيةصورة من: picture alliance/imagestate/Impact Photos

وكان معارضون سوريون طالبوا منظمة اليونسكو بـ "التحرك الفوري" من أجل وقف "تدمير المعالم الأثرية" في سوريا، متهمين النظام السوري بأنه "يستهدفها" أثناء عملياته العسكرية، ومطالبين بإضافة عمليات التدمير هذه إلى قائمة "جرائم النظام". وكانت اليونسكو أدرجت ستة مواقع على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق

القديمة وحلب القديمة وقلعة المضيق وقلعة الحصن ومدينة بصرى القديمة ومدينة تدمر والقرى الأثرية شمال سوريا. ويرى رئيس قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت مارك غريشماير أن الآثار السورية تكتسب أهمية استثنائية من حيث أنها شاهدة على التطور البشري. ويقول "الأمر الرائع في سوريا هو أنها تشهد على نشوء القرى الأولى في التاريخ".

(ع.ع./ ا ف ب)

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد