1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تونس تحتضن أكبر متحف لفن الشوارع في العالم

سميح عامري٤ سبتمبر ٢٠١٤

تحويل قرية صغيرة في جنوب تونس إلى أكبر متحف مفتوح لفن الشوارع في العالم هي بالتأكيد ليست مهمة سهلة. مهدي بن شيخ، صاحب المشروع، أطلع DW عربية على تفاصيل هذه المغامرة الصعبة والفريدة من نوعها في العالم.

https://p.dw.com/p/1D4Bo
Djerbahood StreetArts-Projekt
صورة من: Aline Deschamps/Galerie Itinerrance

كانت إقامة أول متحف مفتوح لفن الشوارع في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره فكرة تراود الفنان الفرنسي من أصل تونسي مهدي بن شيخ منذ زمن طويل، إلا أن الفرصة لتحقيق هذا المشروع لم تسنح له إلا مؤخراً، فبعد أن لقي مشروع مماثل أشرف على إنجازه في باريس نجاحاً باهراً، قرر أن يكرر التجربة في تونس، ولكن هذه المرة بأسلوب فريد. وبالفعل، تمكن مدير رواق "إيتينيرانس" الباريسي من جمع 150 فناناً من 30 بلداً والسفر بهم إلى موطنه تونس، لخوض مغامرة ثقافية نادراً أن حظيت بها منطقة الجنوب التونسي.

وقال بن شيخ في حوار مع DW عربية: "الفكرة هي أن نخلق متحفاً متحركاً ومفتوحاً ومجانياً للجميع، له نفس مزايا المتحف العادي، لكنه في الهواء الطلق وليس محصوراً في مكان ضيق. وقد أخذنا في الاعتبار التأثيرات الضوئية والإشارات الحركية لإقامة هذا المتحف".

لمهدي بن شيخ خبرة تصل إلى عشر سنوات في ميدان فن الشوارع بالعاصمة الفرنسية باريس، وقد تمكن في العام الماضي من لفت أنظار العالم، عندما حوّل بصحبة مائة من أفضل فناني الشوارع في العالم بناية مهجورة من تسعة طوابق و36 شقة في قلب باريس إلى صرح عالمي يحوي معرضاً رائعاً لفن الشوارع. واعتبر حينها هذا المشروع، الذي أطلق عليه اسم "تور باريس 13"، معرضاً لم يسبق له مثيل في العالم. واليوم، فإن مشروع بن شيخ الجديد يتركز في جزيرة جربة التونسية.

المهمة لم تكن سهلة

وقد وجد بن شيخ في جزيرة جربة ضالته، فالجزيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط تتمتع بطبيعة ساحرة وتتناثر فيها أشجار النخيل والزيتون. كما تتمتع بطقس متوسطي وهندسة معمارية أندلسية،. واختار الفنان الفرنسي التونسي لمشروعه قرية الرياض في تلك الجزيرة، والتي تبعد بضعة كيلومترات عن مطار الجزيرة الدولي.

لكن مشروع مهدي وفريقه الطموح اصطدم في البدء بتعنت بعض أهالي القرية، الذين لم يفهموا المغزى الحقيقي لهذه الرسوم الغريبة على ثقافة السكان. لكن مع الوقت، اتضحت الصورة أكثر لهم، فأصبحت الجدران القديمة مليئة بالرسوم والحكايات، ما غيّر موقفهم من فن الشوارع. ويضيف بن شيخ: "لقد أضفى هذا المشروع حركة غير عادية على القرية، وقد تمكنا من إثارة فضول السياح، الذين تركوا الشواطئ والفنادق لزيارة القرية والتمتع بجمال الأعمال التي قمنا بها".

لا يخشى مهدي بن شيخ أن يندثر هذا المشروع بمرور الوقت وبسبب العوامل الطبيعية، إذ يقول: "سيعود الفنانون إلى بلدانهم عند انتهاء المشروع وسأعود إلى عملي في فرنسا، لكننا سنتابع الأمر عبر شركائنا هنا، فسنرسل دوما فنانين لإعادة رسم بعض الجداريات".

جسر ثقافي بين الشرق والغرب

وأثنى بن شيخ على فريقه العالمي، إذ قال مادحاً الفنانين: "هذا الفريق المميز قدم إلى تونس بدافع حب المغامرة والفن، وهم لا يتقاضون أجراً لقاء أعمالهم الفنية. إنهم سعداء بقضاء الوقت في الجزيرة والاستمتاع بالبحر والطقس الدافئ هنا".

Mehdi Ben Cheikh
مهدي بن شيخ، مدير رواق "إيتينيرانس" الباريسيصورة من: Aline Deschamps/Galerie Itinerrance

ما يميز هذا المشروع أيضاً هو سعي بن شيخ إلى إقامة جسر ثقافي بين العالم العربي والغرب، إذ حاول جمع أكبر عدد من الطاقات العربية الخلاقة مع نظرائها الغربيين تحت سقف واحد. كما استنبط جميعهم أعمالهم من ثقافات مختلفة ومن روح جزيرة جربة وثقافة الجنوب التونسي.

يشار إلى أن جزيرة جربة التونسية تعتبر إحدى الوجهات السياحية المفضلة لآلاف السياح العرب والأوروبيين، وهي معروفة على مدى قرون من الزمن بتسامحها وتنوعها الديني، إذ يوجد بها كنيس الغريبة، أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم، بالإضافة إلى كنيستين وعشرات المساجد. وسيتم افتتاح متحف فن الشوارع رسمياً في العشرين من سبتمبر/ أيلول الحالي.