1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تفشي مرض الإيبولا يزرع الكآبة في قرية غينية نائية

٢٧ أكتوبر ٢٠١٤

شهدت قرية ميلياندو النائية في غينيا وفاة أول شخص بمرض فيروس الإيبولا في العالم. الضحية رقم صفر كان طفلا باسم إميلي والذي لم يتجاوز عامه الأول. الكآبة انتشرت في القرية التي تغيرت فيها حياة الناس كليا.

https://p.dw.com/p/1Dcg0
صورة من: Dominique Faget/AFP/Getty Images

كانت قرية ميلياندو النائية في غينيا فضاء يعمه السلام والهدوء والناس فيها كانوا يعيشون على الزراعة في منطقة غابات مطيرة بأشجارها الاستوائية الجميلة والضخمة. حياة سكان القرية التي تتألف من مجموعة من الأكواخ المستديرة والمباني الحجرية البسيطة هادئة ولا يوجد فيها ما يثير الانتباه. لكن وفاة طفل صغير لم يتجاوز عمره عاما واحدا بمرض فيروس الإيبولا غير حياة الناس جذريا وباتت القرية المعروفة بكثرة ضحكات سكانها تقبع تحت ظل الكآبة والقنوط.

إتيان أوامونو البالغ من العمر 31 عاما أحد سكان القرية والذي أصبح ابنه الرضيع إميلي الضحية رقم صفر في العالم ليلحق به معظم أفراد أسرته الكبيرة. ولم ينجو من الموت سوى الأب إتيان أوامونو وثلاثة من أخوته. لم يكن أحد في القرية البالغ عدد سكانها 500 شخص قد سمع يوما ما بمرض اسمه إيبولا. لكن المرض الذي أودى بحياة الكثيرين في القرية الفقيرة جعل منها "المنطقة صفر لتفشي وباء الإيبولا في البلاد والذي انتشر بسرعة كبيرة في مختلف أنحاء المنطقة وتسبب بوفاة حوالي 4900 شخصا في أفريقيا فقط.

الطفل إميلي والذي أصبح الضحية الأولى للفيروس القاتل توفي في 28 من كانون الأول/ ديسمبر 2013. ويعتقد العلماء أن الطفل الصغير ربما لامس دم الخفافيش آكلة ثمار الفاكهة النيئة، والتي تعد طعاما شهيا في المنطقة وسرعان ما انتشر فيروس إيبولا في أنحاء القرية فيما يعتقد العلماء أن الخفافيش هي الحاضن الطبيعي للفيروس. وبعد مرور أسبوع توفيت شقيقته فيلومين البالغة من العمر 4 سنوات. وتلتهما جدتهما ثم عمتهما وفي نهاية كانون ثان/يناير، توفيت أمهما سيا، التي كانت حاملا في الشهر الرابع. وفقد أوامونو ستة من أفراد عائلته في غضون أقل من شهر واحد بسبب مرض غامض اعتقد أنه سببه السحر. ويقول أوامونو بينما يتجمع حوله أطفاله الثلاثة الباقين على قيد الحياة رغم شدة الرطوبة والقيظ: "اعتقدت أن قريتي ضدي. اعتقدت أن كل عائلتي ستموت. فقدت كل أمل".

وأقيمت الجنازة تلو الأخرى. ومع تغسيل الجثث، وعرضها في صناديق والصلاة عليها، كما هي العادة في غينيا، أصبح عدد القبور الجديدة التي تم حفرها بحلول نيسان/أبريل 21 قبرا. وبعد أن سادت حالة من الذعر، فر الكثير من القرويين - بما في ذلك العامل المحلي في مجال الصحة - من ميلياندو. لم يكن يعرف الكثير منهم أن محاولتهم لحماية أنفسهم، ستساعد في انتشار الفيروس في جميع أنحاء المنطقة.

ومن بين الذين فروا من القرية والد أوامونو "فاسينت" البالغ من العمر 47 عاما، الذي اصطحب أبناءه وأحفاده وقطعوا مسافة تزيد على 400 كيلومتر محشورين داخل حافلة صغيرة حتى وصلوا إلى مدينة سيجويري. وأمضى فاسينت هناك ثمانية أشهر قبل أن يعود مؤخرا إلى ميلياندو. ويقول فاسينت "لا يزال هناك الكثير من العار.. بمجرد أن يسمع الناس إننا من ميلياندو، ترتعد فرائصهم أو يفرون هاربين. إنهم يعتقدون أننا ملوثون". ويتزايد الوعي بفيروس إيبولا بمعدلات بطيئة. وأكدت الحكومة تفشي الايبولا في 19 آذار/مارس .

ورصد تحقيق وبائي في وقت لاحق كيفية انتشار الفيروس من ميلياندو إلى جيكيدو، أقرب بلدة، وبعد ذلك إلى أجزاء أخرى من البلاد، وفقا لما ذكرته دورية "نيو انجلاند جورنال اوف ميديسين". وسجلت منظمة الصحة العالمية 1540 حالة إصابة بالفيروس الفتاك في غينيا بحلول 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، توفي منها 904 أشخاص. لكن عدد الحالات التي لن يتم التبليغ عنها قد يصل إلى عشرة أضعاف مما هو معروف. وهكذا بدأت معاناة قرية ميلياندو، فقد بدأ الناس في كل مكان في رفض شراء منتجات القرية الزراعية. كما أن سيارات الأجرة ترفض دخول القرية وبالتالي بات السكان غير قادرين على شراء سلعهم الأساسية، مثل زيت الطهي والسكر والصابون، لأن الناس يرفضون التعامل المباشر معهم.

ح.ع.ح/ط.أ(د.ب.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات