1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تجربة القروض الصغرى في المغرب بين النجاح والفشل

٣١ مايو ٢٠١١

عرف قطاع القروض الصغرى في المغرب نجاحا كبيرا لغاية 2007، لكن هذا القطاع واجه بعد ذلك مشكلة المنافسة العشوائية التي أغرقت المستفيدين بالديون، وأدت إلى إفلاس عدد من المؤسسات المانحة.

https://p.dw.com/p/11O9Z
المرأة المغربية أول المستفيدين من القروض الصغرىصورة من: AP

يونس شاب مغربي من مدينة خنيفرة وسط جبال الأطلس المغربية، يبلغ من العمر 24 سنة. توقف يونس عن الدراسة عند مستوى الثانوية العامة، بعدها أصبح يقضى معظم وقته في اللهو والجلوس في المقاهي. وبعد أن ضاقت به أسرته ذرعا كان المتنفس الوحيد له هو جمعية "واد سرو" التي تمنح القروض الصغرى في المدينة. تمكن يونس عبر هذه الجمعية من الحصول على قرض بمبلغ 8000 درهم، حوالي 800 يورو ساعدته على استئجار محل صغير لبيع مواد التجميل.

وبهدف استثمار القرض بالشكل الأمثل التحق الشاب المذكور بدورة تكوينية في إطار برنامج "جمعية تنمية ميدا المغرب" الاستثارية التي تساعد الشباب العاطل عن العمل في الحصول على خبرات في تسيير المقاولات، وفي هذا الصدد يقول يونس "تعلمت بفضل البرنامج تقنيات الموازنة، إذ أصبحتُ أسيّر ميزانية مشروعي بشكل جيد٬ كما أصبحت قادرا أيضا على ادخار مبلغ مالي كل شهر". وفي هذا السياق يقول مصطفى أوشراهو مدير الجمعية في حديث خص به دويتشه فيله بأن هدفها الأساسي يتمثل في المساهمة بإدماج الشباب المغربي في الحياة العملية عن طريق تسهيل الحصول على القروض وإدارتها بالشكل الذي يخدم إقامة المشروع ونجاحه. وتتم هذه المساهمة عن طريق دورات تأهيل تشمل الإدارة المالية على مستوى المشاريع الصغيرة.

دعم أجنبي للقروض الصغرى

Marokko Kunsthandwerk in Fes
قطاع الحرف التقليدية من القطاعات التي تلجأ للقروض الصغرى في المغربصورة من: picture-alliance / dpa

وكما هو الحال بالنسبة ليونس يستفيد الكثير من أصحاب الدخل المحدود، من باعة متجولين وتجار صغار وكذلك أصحاب المهن البسيطة من القروض الصغرى. ويلاحظ أن النساء القرويات في المغرب تقبلن أيضا على هذه القروض أكثر من الرجال، حيث تستثمرها المرأة بشكل أساسي في مقاولات صغيرة مثل الخياطة وتربية الماشية.

وقد ظهرت القروض الصغرى في المغرب عن طريق جمعيات، شجعها على ذلك كثرة المانحين من منظمات وجمعيات أجنبية غربية بالدرجة الأولى تعنى بقضايا الشباب، وتساهم بمنح هبات؛ يتم بواسطتها تموين برامج القروض. ومع زيادة عدد الجمعيات العاملة في هذا المجال، تدخلت الدولة وأصدرت قانونا ينظم عمل وأدوار جمعيات القروض الصغرى.

المنافسة العشوائية تحرف الجمعيات عن أهدافها

حتى سنة 2004 كانت جمعيات القروض الصغرى تقوم بتتبع المشاريع والوقوف على كيفية استثمار القرض، إلا أن قطاع القروض شهد مع مطلع سنة 2007 منافسة شرسة أدت إلى تقديم قروض كثيرة دون التحري عن أوجه استثمارها. يقول مصطفى أوشراهو في هذا الخصوص: "بعد سنة 2007 تغيرت أهداف جمعيات القروض الصغرى بحيث أصبحت تجد في قرية صغيرة أكثر من عشرة من الجمعيات تعطي القروض لمن هب ودب حتى أصبحت الناس مثقلة بالديون". هذا الوضع أدى إلى إفلاس بعض الجمعيات العاملة في هدا القطاع مثل "مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى.

ويرى مراقبون أمثال أوشراهو أن من أسباب انحراف جمعيات القروض الصغرى عن الهدف النبيل المتمثل في خلق مقاولات صغيرة وتقليص آفة الفقر لدى الفئات الضعيفة، الترويج الإعلامي المبالغ فيه في قدرة القروض الصغرى على المساهمة بالقضاء على الفقر، ورافق ذلك حسب أوشراهو تخلي الدولة عن دورها في توفير فرص العمل وضمان العيش الكريم للمواطنين البسطاء.

محمد بوقعي

مراجعة: إبراهيم محمد