1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ايطاليا: مشاعر الحزن والغضب في وداع منقذ سيجرينا

طارق النتشه

ودعت روما اليوم في جنازة رسمية ضابط المخابرات نيقولا كاليباري الذي قتل برصاص أمريكي الجمعة الماضي في بغداد بعد تحرير الرهينة الصحفية جولينا سيجرينا. الحادث سبب ازمة دبلوماسية بين واشنطن وروما، والضغوط الداخلية تتصاعد.

https://p.dw.com/p/6L6D
الجنود الايطاليون يحملون جثمان ضابط المخابرات الايطالي نيقولا كاليباريصورة من: AP

القى مقتل ضابط المخابرات الإيطالي نيقولا كاليباري بظلال من الحزن على مناسبة كان من المفترض ان تكون سعيدة، إذ شيع جثمانه اليوم في جنازة رسمية شارك فيها عدد كبير من السياسين كرئيس الجمهورية كارلو ازيليو ورئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني وعدد من الوزراء ورجال الدين. و في غضون ذلك توافد عشرة آلاف شخص على الأقل مروا من خلال نصب تذكاري في روما لإلقاء النظرة الأخيرة على كاليباري حيث سجي جسده هناك تحضيراً لدفنه. كان جثمان ضابط المخابرات الإيطالي قد وصل صباح أمس في مطار شيامبينو في روما واستقبل كالأبطال حيث وقف الرئيس الإيطالي شيامبي بلا حراك أمامه قرابة دقيقتين ليتبعه بعض الوزراء ورجال الدين قبل السماح بوضع الجثمان في عربة لنقل الموتى مع تركيز إعلامي كبير يؤكد ضخامة الشعور بالصدمة وعدم التصديق في ايطاليا بشأن ما حدث. والجدير بالذكر ايضا انه تقرر بالفعل تسمية احد الشوارع في قلب روما باسمه احتفاء بشجاعته في إنقاذ حياة الصحفية الإيطالية جوليانا سيجرينا التي تعرضت للاختطاف في العراق، إذ عمد الى حمايتها من الطلقات النارية بجسده.

روايات متناقضة

Giuliana Sgrena von amerikanischem Feuer verletzt
الصحافية الايطالية جوليانا سيجرينا تصل الى مطار شيامبينو في روماصورة من: AP

أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لمقتل ضابط المخابرات ووعدت بإجراء تحقيق شامل لتقصي حقائق الحادثة، ووصف مدير الاتصالات في البيت الابيض دان بارتليت يوم أمس إصابة الصحافية الإيطالية سيجرينا بعد الإفراج عنها في العراق بأنه "حادث رهيب".وقال "من المهم للغاية الوصول الى الحقائق قبل إصدار الأحكام"، مضيفاً ان الطريق المؤدي الى المطار منطقة اشتهرت بتفجير السيارات المفخخة. في محاولة لتبرير إطلاق الجنود الأمريكيين النار على السيارة التي كانت تقل سيجرينا وثلاثة ضباط مخابرات إيطاليين آخرين. إلا ان سيجرينا نفت روايات الجيش الأمريكي التي تقول بان السيارة التي كانوا يستقلونها سارت بسرعة فائقة، كما نفت ان تكون القوات الامريكية قد حذرتهم عن طريق الأضواء الكاشفة والعيارات النارية التي أطلقت في الهواء قبل إطلاق النار عليهم بالفعل. وذهبت سيجرينا الى ابعد من ذلك عندما قالت بأنه من المحتمل ان الجنود استهدفوها، لان واشنطن تعارض تفاوض ايطاليا مع الخاطفين، لا سيما وان هناك أنباءا تقول أن ايطاليا دفعت فدية مالية تقدر بنحو عشرة ملايين دولار اميريكي.

برلسكوني في مهب رياح المعارضة

Treffen: Präsident Bush und Premierminister Silvio Berlusconi
رئيس الوزراء الايطالي سيليفو برلسكوني في لقاء له مع الرئيس الامريكي جورج بوشصورة من: AP

أثار مقتل كاليباري وإصابة سجرينا واثنين آخرين من مرافقيها توترا بين روما وواشنطن، الأمر الذي من شأنه ان يحرج على الصعيد الداخلي رئيس الوزراء الإيطالي سيليفو برلسكوني، الحليف المتحمس لبوش في حربه على الإرهاب، عبر عودة المعارضة للمطالبة بخروج القوات الإيطالية البالغ عددها ثلاثة الاف جندي من العراق. ومن المتوقع ان يتخذ مجلس النواب موقفا بتاريخ 14 مارس/آذار حول تمويل جديد للقوات الإيطالية في العراق، الأمر الذي ترفضه المعارضة. حتى ان احد ممثلي الغالبية النائب رافايل كوستا المنتمي الى حزب رئيس الوزراء، اقترح بان يتم تحديد تاريخ لنهاية مهمة القوات الإيطالية في العراق بشكل نهائي. وزاد الغضب والحزن على مستوى البلاد من الضغوط على برلسكوني المشارك في الانتخابات الإقليمية الشهر المقبل، كي يحصل على إجابات من الطرف الأمريكي قبل ان يلقي كلمة امام البرلمان الأربعاء المقبل بشأن هذا الحادث. و قال رئيس الوزراء الأسبق رومانو برودي انه من حق الشعب الإيطالي الذي توحد انتظارا لتحرير سيجرينا ان يعرف حقيقة ما حدث.

مخاوف العداء للولايات المتحدة

ازدادت المخاوف لدى الحكومة الإيطالية من تصاعد موجة العداء للولايات المتحدة في البلد الذي شهد مظاهرات ضخمة ليس فقط ضد الحرب على العراق، وإنما ايضا ضد إرسال قوات إيطالية إليها. فقد حذر جانفرنكو فيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي من تصاعد هذه الموجة المعادية، في الوقت الذي تجنبت المعارضة من جهتها صب الزيت على النار. إلا ان رئيس الديموقراطيين اليساريين (ابرز الأحزاب المعارضة) ماسيمو داليما قال في هذا الإطار ان انتقاد اليسار لسياسات واشنطن "لا يعني انه معاد للاميركيين".