1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المعارضة المسلحة في جنوب سوريا الأمل الأخير للغرب

١٤ نوفمبر ٢٠١٤

بعد هزيمة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة في الشمال على أيدي "الجهاديين"، تتطلع المعارضة المسلحة في الجنوب إلى دور أكبر باعتبارها القوة الأخيرة المدعومة من الغرب. هذه المعارضة تقدم نفسها كبديل عن الأسد والإسلاميين.

https://p.dw.com/p/1Dmn4
Syrien Bürgerkrieg FSA Kämpfer in Aleppo
صورة من: Reuters

يحلو للمعارضة المسلحة في جنوب سوريا، التي يصفها الغرب بأنها الأفضل تنظيما بين تيارات المعارضة الرئيسية، أن تقول إنها "الأمل الأخير لثورة خطفها الجهاديون". وبالفعل وضعت هذه المعارضة خطة للانتقال السياسي في سوريا لا تشمل أي دور للأسد. ويكتسب دور المعارضة الجنوبية أهمية إضافية بالنظر إلى إعلان واشنطن أن دعم مقاتلي المعارضة "المعتدلين" هو محور إستراتيجيتها الجديدة لهزيمة "الجهاديين" دون مساعدة الأسد والتي بدأ تطبيقها منذ بدأت قصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في أيلول/ سبتمبر.

وفيما أصبحت بقية فصائل المعارضة في الشمال والشرق المدعومة من الغرب منذ بدء القصف الأمريكي بين مطرقة قوات النظام السوري وسندان "الجهاديين"، فإن المحافظات الجنوبية القريبة من الحدود الأردنية استثناء. إذ لا يزال مقاتلو المعارضة الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الجبهة الجنوبية" يسيطرون على أراض، كما نجحوا في مقاومة الأسد ويتجنبون في الوقت نفسه الاشتباكات المباشرة مع جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا.

حان وقت ممارسة السياسة

ووضعت 15 جماعة في الجبهة الجنوبية مؤخرا برنامجا سياسيا في خطوة تفصلها عن المعارضة التي تعيش قيادتها في المنفى وينظر إليها على نطاق واسع في سوريا على أنها فاشلة. وتأمل الجبهة الجنوبية بوصفها حركة غير جهادية، لا تزال مسيطرة ميدانيا، في الحصول على المزيد من المساعدات من الغرب لتفادي مواجهة مصير المعارضة الحليفة للغرب التي منيت بهزيمة منكرة على أيدي "الجهاديين" والقوات الحكومية في أماكن أخرى.

Syrien Politik Hadi al-Bahra
هادي البحرة، رئيس ائتلاف المعارضة السورية المدعوم من تركيا. صورة من الأرشيفصورة من: picture-alliance/dpa/ Salvatore Di Nolfi

وفيما ابتعد مقاتلو المعارضة في السابق عن السياسة التي تركت للائتلاف الوطني السوري، يشدد قادة الجبهة الجنوبية الآن على أنهم قرروا أن يتعاملوا بأنفسهم مع القضايا السياسية. ويقول أبو أسامة الجولاني (37 عاما) الضابط المنشق عن الجيش السوري والقائد العسكري لجبهة ثوار سوريا القطاع الجنوبي في مقابلة مع رويترز من خلال الإنترنت "لم نكن نتدخل بهذه الأمور سابقا وتركناها لغيرنا ليقوم بها. الآن حان الوقت ولم نعد نريد التفريط بسوريا."

خطة تطمئن الأقليات وتحظى بدعم واشنطن

وتدعو خطتهم التي لم تنشر بعد، لكن اطلعت رويترز عليها، إلى تحويل مقاتلي الجبهة الجنوبية إلى قوة أمن مدنية. والمؤسسات الوطنية بما في ذلك الجيش ستصان وسيجري تشكيل سلطة مؤقتة من الخبراء الفنيين يتبعها إجراء انتخابات. وتؤكد الخطة على حماية كل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الثقافية أو العرقية وهي صياغة تستهدف على ما يبدو طمأنة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والمسيحيين الذين يخشون أن يكون بديل الأسد حكومة إسلامية متشددة.

ويمكن أن تتماشى تلك الخطة مع التفكير الحالي في واشنطن حيث ذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس باراك أوباما يريد إجراء مراجعة لسياسة إدارته بشأن سوريا بعد أن توصل إلى قناعة أنه ربما لن يكون من الممكن إنزال الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" بدون الانتقال السياسي وإزاحة الأسد.

وفي هذا الإطار يقول أبو حمزة القابوني، وهو قائد لمقاتلي المعارضة من دمشق وينتمي إلى الجبهة الجنوبية، إن الجبهة قررت طرح خطة سياسية لأنه لم يعد هناك أي معنى للانتظار لحسم الحرب على مستوى سوريا بالكامل. وتابع قائلا: "إشكالية الشمال معقدة جدا ولا نريد أن ننتظر أن تحل. قد يطول الوضع لسنوات."

Kommandeur Riad al Asaad Freie Syrische Armee
رياض الأسعد، مؤسس الجيش الحر الذي لم يبق منه إلا اسمه.صورة من: dapd

بدوره يقول بشار الزعبي، من جيش اليرموك الذي يعد أحد أقوى جماعات المعارضة في جنوب سوريا، إن الحركة قد تتطور في وقت لاحق لتضم جماعات أخرى لديها قوة حقيقية من الناحية الميدانية. ويتابع قائلا: "الفصائل المذكورة هي من أكبر الفصائل وسيتوسع هذا الحلف. أي عملية انتقالية أو سياسية تحتاج إلى أناس موجودين على الأرض لحمايتها." وأضاف "هذا البيان هو تأكيد على المبادئ؛ لا نتمسك أن يكون الحل فقط عسكري.. القتال وسيلة لتحقيق الأهداف."

تحدي ائتلاف المعارضة

وتمثل هذه المحاولة تحديا لائتلاف المعارضة المدعوم من الغرب والذي يزعم أن له سيطرة سياسية على "الجيش السوري الحر" الذي يوحد جماعات مقاتلي المعارضة المعتدلة. وفي هذا الإطار يقول المحلل العسكري اللواء فايز الدويري "إن مقاتلي المعارضة في جنوب سوريا يريدون طرح أنفسهم كبديل تتوافر له مقومات البقاء للجيش السوري الحر في الشمال وللائتلاف الوطني الذي ولد ميتا". ويتابع قائلا إن "الجيش السوري الحر دمر فعليا ولم يعد له وجود فعلي باستثناء الجنوب وبعض الجيوب في محافظة حلب".

ويشار إلى أن الجنوب مهم من الناحية الإستراتيجية؛ فهو يقع على مسافة قريبة من دمشق وعلى الحدود مع الأردن وإسرائيل ويمكن للدول المعارضة للأسد أن تزيد الضغط عليه بتسليح مقاتلي المعارضة هناك. بيد أن الدعم الخارجي لا يزال محدودا إلى الآن. فهو، أي الدعم، يساعد مقاتلي المعارضة على الاحتفاظ بالأراضي التي يسيطرون عليها فقط دون إمكانية إحراز تقدم كبير باتجاه الشمال.

أ.ح/ ح.ز (رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات