1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العلاقات المغربية الجزائرية - تفاؤل وتحفظ في الشارع الجزائري

٢٣ يناير ٢٠١٢

فيما يتوقع البعض عودة الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية مع الإعلان عن زيارة لوزير الخارجية المغربي الجديد إلى الجزائر، يرى البعض الآخر أن الوصول إلى هذا الهدف رهن بحل قضية الصحراء الغربية وفتح الحدود بين البلدين.

https://p.dw.com/p/13oML
شارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة

ينقسم الشارع الجزائري بين مشاعر التفاؤل والتشاؤم في موضوع المصالحة بين الجزائر والمغرب عشية الزيارة الرسمية لوزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني إلى الجزائر وهي الزيارة الرسمية الأولى من نوعها لوزير خارجية مغربي بعد التوترات التي شهدهتا العلاقات الثنائية لأكثر من عقدين. ويتفق الشارع الجزائري في أن المشاكل لم تكن يوما ما بين شعبين وان الكرة أصبحت مرة أخرى في مرمى القيادات الحكومية للعمل على تجاوز الخلافات القائمة.

لا خلاف بين الشعب المغربي والجزائري

في شارع ديدوش مراد المشهور، حيث تنتشر المؤسسات الحكومية ومراكز صنع القرار في العاصمة الجزائرية كانت فرقة "قرقابو" تطرب الشارع وتعمل على إدخال الفرحة إلى قلوب المارة. إنها الفرقة التي يطلق عليها "فرقة السلام" والتي تقدم إيقاعات من أقدم الفنون الموسيقية المعروفة في كل من الجزائر والمغرب، حيث يمكن الإستمتاع بنغماتها وكأنك في مدينة مراكش المغربية أو في ولاية تلمسان غرب الجزائر. في هذا المحيط وقفت الشابة فاطمة، 23 سنة، لمشاهدة الفرقة وسماع عزفها. وعن سؤالنا لها حول توقعاتها بخصوص المصالحة بين الجزائر والمغرب أجابت مبتسمة: هل يوجد أصلا خلاف بيننا؟ قبل أن تستدرك قائلة: "أعتقد أن الخلاف يخص الحكام ولا علاقة له بالشعوب. نحن شعب واحد ولدينا عادات وتقاليد مشتركة ويكفي هنا ذكر الدين الإسلامي الذي يجمعنا"، مشيرة بيدها إلى الفرقة الموسيقية أمامها وتقول: " وكأننا في مراكش، بنفس النغمات. إنه دليل على عدم وجود خلافات بين الشعوب".

على وقع نفس الانغام المغاربية في شارع ديدوش مراد يرى الشاب رابح، 30 سنة ، وهو من اصول مغربية "جده المغربي متزوج من جدته الجزائرية "أن المصالحة بين البلدين آتية ولا مناص منها، وعلى الساسة ألا يراهنوا على حياة الشعبين بسبب خلافات غير مجدية". ويأمل الشاب في أن يتم فتح الحدود بين البلدين من أجل زيارة أقاربه في المغرب، كما كان الأمر في الماضي ويضيف قائلا " كان آباءنا وأجدادنا يقومون بزيارة المملكة من دون قيد او شرط ويتبادلونا السلع أم الآن فالحدود مغلقة وقد حان الوقت لإعادة النظر في ذلك فالعالم يتحرك والعالم العربي يشهد حراكا لا يمكن أن يبقى على هذا الوضع".

لابد من تجاوز ملف الصحراء الغربية و قضية الحدود

Saad-Eddine El Othmani
سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي في أول زيارة رسمية للجزائرصورة من: picture-alliance/dpa

تم إغلاق الحدود البرية بين البلدين عام 1994 اثرتفجير ارهابي في مدينة مراكش حيث اتهم المغرب الأجهزة الأمنية الجزائرية بالوقوف خلف ذلك الإعتداء وهو ما أدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين .

وتأمل الطالبة الجامعية في الصيدلة فتيحة التي إلتقيناها بها أمام الجامعة المركزية القريبة من شارع ديدوش مراد في أن تكون الزيارة التي يجريها وزير الخارجية المغربي إلى الجزائر بداية مصالحة حقيقة بين البلدين ، وتقول فتيحة "إن الشعبين تربطهما علاقات قرابة و مصاهرة. كانت هناك عقود زواج بين مواطنين جزائريين ومغاربة،ولا اعتقد بوجود مشكل بين الشعبين، وعلى الحكام في كلا البلدين التطلع للمستقبل والتفكير في شعوبهم. أما زميلها لطفي فإنه يؤكد على ضرورة تجاوز قضية الصحرءا الغربية التي تؤرق العلاقات بين البلدين وتراهن على المستقبل وقال " من الأحسن ان تعالج القضية في إطارها الأممي ولا داع لتوظيفها كل مرة في توتير العلاقات بين البلدين ".

لا يتوقع فيصل، 30 سنة، حدوث مصالحة بين المغرب والجزائر ويرى أن الجزائر لا تنسى ما وجهه المغرب من اتهام للجزائر بالإرهاب ويقول "لقد كنا في عزلة عن العالم وكنا نعاني من نيران الإرهاب وكان من المفروض على النظام المغربي الوقوف إلى جانبنا عوض اتهامنا بالإرهاب، ولهذا تم إغلاق الحدود" غير أن فيصل لا يحمل الشعب المغربي مسؤولية ما وقع ويضيف نحن أخوة " لقد دعمونا خلال مباريات كأس العالم ووقفوا إلى جانبنا عندما اعتدت مصر على فريقنا، كما إنه لم يحصل أي اعتداء بين الجانبين في مباريات كرة القدم ".

Didouch Mourad Strasse in Alger
جامعة الجزائر بشارع ديدوش مرادصورة من: DW

في حين ترى سومية التي كانت رفقة ابنتها بنفس الشارع أ المصالحة لن تحصل إذا لم يتم تجاوز قضية الصحراء الغربية. وعبرت سومية عن تشاؤمها من إمكانية تطبيع العلاقات لأنه " في كل مرة نقرأ عن زيارات متبادلة بين مسؤولين مغاربة وجزائريين وفي كل مرة نأمل بالمصالحة لكن ما أن تطفوا قضية الصحراء الغربية على الواجهة إلا وتتعكر الأجواء" ولهذا فالعلاقات برأيها " لن تعرف التطبيع سوى بحل هذه القضية أو على الأقل تجاوزها وعدم رهن مستقبل العلاقات بهذا الموضوع ".

و بدوره لا يأمل كمال، 29 سنة، في تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر ويرى أن قضية الحدود عميقة وتعود إلى أكثر من عقدين حيث "نرى ان النظام المغربي يطلق دعوات للجزائر بفتح الحدود بالرغم انه كان المتسبب في غلقها " وحاليا يطالب بفتحها .ما مصلحة الجزائر من فتحها؟. ويضيف بلهجة شديدة: "مهما كانت لنا مصلحة في ذلك لن تكون بقدر مصلحة النظام المغربي"

فتح الحدود خلال هذا العام؟

ويرى المختص في الشؤون السياسية فيصل ميطاوي ان العلاقات بين البلدين ستعرف انفراجا وفي طريق المصالحة وقال " يظهر بالنسبة لي أن البلدين اتفقا على ضرورة تجاوز الملفات الصعبة التي تحول دون تطبيع العلاقات كقضية الصحراء الغربية والعمل بتركيز على إعادة إحياء التعاون الثنائي في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية وإحياء اتحاد المغرب العربي وهو الإتحاد المجمد بسبب الخلافات بين البلدين "، وتابع الباحث فيصل مطاوي أن التغيرات السياسية في المنطقة العربية ومع سقوط الأنظمة الديكتاتورية في تونس وليبيا ووصول الإسلاميين إلى المغرب غيرت بصفة كلية المعطيات الجيوغرافية .

وأكد مطاوي أن الجزائر والمغرب يعلمان أهمية العمل المشترك بينهما من أجل ضمان استقرار الدول وامن منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل وتدعيم المجال الاقتصادي وقال إنه " ليس للبلدين خيارات أخرى وهما ملزمان بالعمل المشترك فيما بينها. وقد عبرت أمريكا أيضا عن أملها في ذلك خلال مناسبات كثيرة ويبدو ان تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين و تهنئة الجزائر للحكومة المغربية الجديدة بعد الانتخابات التشريعية وفوز الإسلاميين هي مؤشر على احتمال فتح الحدود بين البلدين خلال هذا العام .

الجزائر : رتيبة بوعدمة

مراجعة: عبدالحي العلمي