1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العام الجديد يبدأ بإرتفاع أسهم شرودر وحزبه

١٥ يناير ٢٠٠٥

تتوجه أنظار الناس هذه الأيام إلى كارثة تسونامي والى اكبر حملة تضامن شعبي ورسمي معها. هذه الكارثة كان لها آثار واضحة على الخارطة الحزبية الالمانية.

https://p.dw.com/p/67aI
المستشار شرودر ووزير الخارجية فيشر ومعهما وزيرة التنمية فيتسوريك- تسويلصورة من: AP

عقب الكارثة التي حلت بدول جنوب شرق آسيا، لم يتردد المستشار الألماني غيرهارد شرودر ووزير خارجيته يوشكا فيشر في قطع إجازتهما والعودة إلى برلين ومراقبة الأحداث عن كثب. فقد شكلت الحكومة على الفور مجلس طوارئ تحت إشراف وزير الخارجية بنفسه وسارعت ايضا الى تقديم المساعدات بمختلف أشكالها.

Bundeswehr Lazarett für Aceh Indonesien
مشفى ألماني متحرك لضحايا الزلزال في اندونيسياصورة من: AP

وقد فاجأ المستشار الألماني الجميع حين أعلن أن بلاده ستقدم نصف مليار يورو للمساعدة في مواجهة آثار الطوفان. رد فعل الحكومة السريع لاقى إعجابا وترحيبا في ألمانيا ورفع من شعبية شرودر المهزوزه بسبب الأوضاع الاقتصادية. وما كان من المعارضة الا ان توافق على خطوات الحكومة، لكن الثمار كانت من نصيب الحكومة وبالأخص شرودر وفيشر.

اليمين المحافظ والمهام الصعبة

اشارت استطلاعات الرأي طيلة العام الماضي إلى ارتفاع شعبية أحزاب اليمين الألماني المحافظ المكون من الحزبين الشقيقين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي البافاري. وجاء ذلك بعد ازدياد استياء المواطنين الألمان من اجراءات الحكومة المتعلقة باصلاح سوق العمل وانظمة الضمان الاجتماعي. وكانت الانتصارات التي حققها اليمين المعارض في الانتخابات الإقليمية في ولايتي هامبورغ وتورينغين أكبر مثال على ذلك.

Edmund Stoiber und Angela Merkel
إدموند شتويبر زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي وحليفته اجيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطيصورة من: AP

ولكن هذه الأوقات الذهبية عدت وعلى رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض أنجيلا ميركل التغلب على مشاكل داخلية كثيرة وخاصة بعد اعلان نائبيها فريدريخ ميرس وبيتر آرينس عن اسقالتهما من منصبيهما. علاوة على ذلك أجبر الأمين العام لحزبها على التنحي من منصبه أثر الكشف عن تلقيه راتبا إضافيا من إحدى شركات الطاقة التي كان يشغل فيها منصب مدير عام. رغم ذلك ما تزال ميركل ترغب في ان تكون مرشحة حزبها في منافسة غيرهارد شرودر على منصب المستشار في الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2006.

أحلام الحزب الليبرالي ما زالت معلقة في الهواء

أما بالنسبة للحزب الليبرالي الحليف التقليدي للحزب المسيحي الديمقراطي فإن الوضع لا يبدو مختلفا كثيرا. فرغم أن رئيسه غيدو فيسترفيلله يبذل قصارى جهده منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية الألمانية الأخيرة وفوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي فيها لتلميع صورة حزبه وتسويقه للناخبين بأنه الحزب الذي يملك مفاتيح نمو الاقتصاد الألماني، لا يبدو أن الناخب الألماني خرج بهذا الانطباع والدليل على ذلك تراوح النسبة التي تمنحها مؤسسات استطلاع الرأي له ما بين 6ـ8 % فقط. مقابل ذلك تمنح تلك المؤسسات الحزب المنافس على المرتبة الثالثة في خارطة الأحزاب السياسية الألمانية "حزب الخضر" نسبة 12% وهو ما يشكل تحد صعب لليبراليين.

فِشر ما زال أكثر السياسيين الألمان شعبية

Bündnis 90 Die Grünen Parteitag
حزب الخطر ـ نجاحات متواصلةصورة من: AP

يبدو وضع حزب الخضر الشريك الأصغر في الإئتلاف الألماني الحاكم أفضل من وضع الحزبين الآخرين بكثير ورجل الحزب الأول ووزير الخارجية يوشكا فشر يعتبر من أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا.

علاوة على ذلك يحتفل الحزب في هذه الأيام بعيد ميلاده الخامس والعشرين والجميع يشهد له تحوله من حزب فوضوي مشاغب إلى آخر يجلس بجدارة في مقر البرلمان الألماني "بوندستاغ" ويساهم كشريك في الإئتلاف الألماني الحكومي في اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة.

شرودر وفن الخروج من الأزمات

لا شك ان الاخبار السارة القادمة من معسكر الخضر تفرح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ولكن النتائج التي قدمتها استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة والتي تشير إلى ارتفاع شعبية الاشتراكيين الديمقراطيين تدخل فرحة أكبر إلى قلوب مسؤوليه وأتباعه. ربما كانت صلابة وثبات شرودر هما السبب في ذلك ولكن المحك الحقيقي لسياسة المستشار الألماني وفريقه الحكومي آت قريبا، حيث أن الإنتخابات الإقليمية التي ستشهدها ولايتا شليسفيغ هولشتاين في فبراير/شباط وولاية شمال الراين وستفاليا في مايو/أيار ستثبت فيما كان ارتفاع شعبية شرودر ناجم عن مهارته وحنكته في ادارة الازمة المتعلقة بطوفان تسونامي، أم ان هذا بالفعل اتجاه الناخبين الالمان الحقيقي. كما ستحدد نتائج هذه الانتخابات مصير حكومة شرودر/فيشر اضافة الى كونها مؤشر على قدرة الائتلاف الحالى على الفوز في الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها صيف عام 2006.