1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصحافة الألمانية والأوروبية:"إعدام صدام لن يغير شيئا من واقع العراق"

دويتشه فيله / وكالات (ل.م)٣١ ديسمبر ٢٠٠٦

اعتبرت غالبية الصحف الأوروبية الصادرة اليوم أن إعدام صدام حسين لا يحل شيئا من المشاكل التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر. أما الصحافة الإسرائيلية فرأت أن إعدام صدام أمر "غير مأسوف عليه".

https://p.dw.com/p/9dCW
إعدام صدام حسين: "عدالة إلهية" أم "عدالة المنتصر"صورة من: AP

ساد إجماع شبه عام لدى النخبة الإعلامية الألمانية والأوروبية حول تقييمها لأحقية وعقلانية وتداعيات تنفيذ حكم الإعدام شنقا بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. "صحيفة بيلد ام سونتاغ" الألمانية واسعة الانتشار والتي تصدر الأحد اعتبرت أن الوقت ليس لـ"الابتهاج" ولا "للارتياح" بعد هذه الخطوة الفاصلة في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر، "لان "موت صدام لا يساهم في حل أي من المشكلات التي خلقتها الحملة العسكرية ضده".

Presseschau Nahost
ترحيب إسرائيلي وإستياء عربي من "التخلص من صدام حسين"

أما صحيفة "الصنداي تلغراف البريطانية" اليمينية فأشارت إلى انه "سيكون من السذاجة الاعتقاد بان هذا الإعدام قد ينهي أعمال العنف المذهبي الذي يضرب العراق منذ قلب الائتلاف بقيادة اميركية صدام في آذار/مارس 2003". وأضافت الصحيفة في تعليقها أن الإعدام يمكن ان "يحمل في طياته بداية الانفصال اللازم بين الموالين لحزب البعث الذي قاد العراق طول ثلاثة عقود وبين الإسلاميين المتطرفين".

وتابعت الصحيفة قائلة: "الإعدام حرم بشكل نهائي الموالين لحزب البعث من اي امل باعادة إحياء حزب البعث بحد ذاته (...) وفي حال قرر هؤلاء سلوك الطريق السياسي فسيكون بامكان الحكومة التركيز على حملتها على الجهاديين الاجانب والمتطرفين الدينيين". من جهتها قالت صحيفة "الاوبزرفر" اليسارية ان رئيس الحكومة توني بلير قد يتمكن من إقناع جورج بوش بتجاوز تحفظه على اشراك سوريا وايران في السعي لانهاء العنف في العراق.

صحيفة الباييس الاسبانية كتبت من جانبها إن "الحكومة العراقية حاولت من دون أدنى شك الحد من تداعيات موته على الصعيد الشعبي الا انها في النهاية وقعت في الإغراء السهل (...) لكن هذا البلد العربي ليس في وضع افضل كما ان مستقبله ليس واعدا اكثر مع تصفية رجل تكريت". وأضافت الصحيفة الأسبانية "مع الشنق المتشرع للطاغية (...) لم تفوت بغداد فقط فرصة اثبات شهامة يحتاج اليها العراق بشدة (...) بل فوتت إمكانية محاكمة صدام لجرائمه ضد الإنسانية". وتساءلت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش الفرنسية على صفحتها الاولى "وبعد؟" مضيفة "ان ادانة صدام حسين لا تغير شيئا على الارض".

الصحافة الإسرائيلية: "إعدام صدام غير مأسوف عليه"

Presseschau, International
الصحف العالمية لا تعتبر إعدام صدام حسين بداية واعدة للعراق الجديد

نشرت جميع الصحف الإسرائيلية في صفحاتها الأولى صور إعدام صدام حسين معربة عن ارتياحها للتخلص من ما وصفته بـ"الطاغية الدموي". وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" واسعة الانتشار صفحتها الأولى "غير مأسوف عليه".

وأضافت: "صدام هو من صنف مجرمي الحرب الذين حوكموا في نورمبورغ" في اشارة الى محاكمة اركان النظام النازي في المانيا بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية. من جهتها قالت صحيفة "معاريف": "لقد دقت ساعته والعالم ارتاح من صدام" مضيفة "بالنسبة الينا كان يرمز الى الشر المطلق".

أما صحيفة جيروزاليم بوست الناطقة بالانكليزية فعنونت: "نظام صدام الإرهابي ينتهي أمام المشنقة"، مضيفة "خلال عقدين من الزمن تسبب جزار بغداد لإسرائيل بمعاناة كثيرة وشكل خطرا استراتيجيا بطموحاته النووية وصواريخه وانتحارييه". ومن جهتها وصفن صحيفة "هآرتس" صدام بـ"احد الطغاة الاكثر وحشية"، الا انها تساءلت عن تداعيات اعدامه. واضافت في افتتاحيتها ان نحو ستين شخصا يقتلون يوميا في العراق كمعدل وسطي منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 "في حين ان الغرب كان ينظر الى العراق حتى حرب الخليج الأولى (1991) على انه خط الدفاع الطبيعي ضد ايران".

"استهجان" عربي لإعدام صدام في أول أيام العيد وبعد محاكمة "مسيسة"

وعلى الصعيد العربي أعربت الصحف الخليجية اليوم الأحد عن "الاستهجان" و"الاستغراب" إزاء إعدام صدام حسين في تول أيام عيد الأضحى اثر محاكمة اعتبرتها "مسيسة"، وسط تساؤلات عما اذا كان اعدام الرئيس العراقي السابق سيساعد العراق. وتساءلت صحيفة الوطن السعودية: "هل إعدام صدام حسين سيعيد الأمن والاستقرار إلى العراق، كما هل الإعدام سيسرع من انسحاب قوات الاحتلال من أراضي الرافدين؟". وأضافت الصحيفة: "كان من المتوقع أن تستمر محاكمة صدام (..) مدة أطول، وأن تتم مداولات مفصلة وإجراءات قانونية محكمة ودقيقة وبعيدة عن التسييس". وأضافت "الوطن": "إلا أن ما ارتأته تلك المحكمة وما صدر عنها، وتنفيذ حكم الإعدام بالسرعة التي تم بها وخاصة في الأشهر الحرم وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، ترك لدى الأوساط السعودية والعربية والإسلامية شعورا بالاستغراب والاستهجان".

أما صحيفة "عكاظ" السعودية فكتبت: "لم يكن لأحد أن يتصور أن يعدم رئيس عراقي سابق بعد محاكمة قصيرة وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك (..) ولم يكن أحد يتصور أن لا ينظر باحترام الى مناسبة عظيمة مثل العيد لها هيبتها ومكانتها في نفوس وضمائر المسلمين".

من جهتها، كتبت صحيفة "الجزيرة" السعودية تحت عنوان "تسييس المحاكمة وتوقيت الاعدام"، "كنا نتمنى لو أن محاكمة عادلة وغير مسيسة أجريت للرئيس العراقي السابق صدام حسين، تكون مرجعية لأي محاكمات مماثلة قد تجري مستقبلاk لآخرين غير صدام حسين، وبالتالي نعتبرها سابقة نباهي بها كعرب ومسلمين أمام العالم". وأضافت: "إننا لا ندافع عن الرئيس السابق صدام حسين، ولا نعفيه من أخطائه، لكننا كنا نتمنى لو أن مثل هذه المحاكمة جرت دون أي دور أو تأثير أو علاقة في مجرياتها ومساراتها من قبل أي من خصومه، مثلما تمنينا لو أنها تمت بعد خروج المحتل من الأراضي العراقية".

ومن جانبها كتبت صحيفة "الرأي العام" الكويتية: "نتمنى ان تطوى باعدام صدام حسين صفحة الموت في العراق والمنطقة وان يفتح دفتر الحياة كل صفحاته لقيم العدالة والسلام والحرية. اعدام صدام ليس النهاية لحقبة مظلمة ادخلت العراق والعراقيين نفقا مليئا بالمغامرات والاعتداءات (...) لكنها البداية لعهد جديد سيكون بالفعل نموذجا حضاريا اذا احسن العراقيون اغتنام الفرصة والتقاط اللحظة التاريخية". وتابعت إن "إعدام صدام يجب ان يترافق مع إعدام القيم التي ارتوى منها صدام، والا فسنكون امام رحيل شخص وبقاء نهج".

اما "القبس الكويتية" فكتبت: "اقتصت العدالة في العراق من صدام حسين على كل جريمة ارتكبها, فأخذنا بعضا من حق شهدائنا الذين قضوا على يدي نظامه المجرم"، في إشارة الى ضحايا الغزو العراقي للكويت عام 1990. من جهتها, كتبت صحيفة "الراية" القطرية "ان المحاكمة في أصلها سياسية وان هدفها تنفيذ عقوبة الإعدام في حق صدام مهما كانت نتائجها, والا فكيف تقرر الحكومة خلال أقل من 24 ساعة تنفيذ حكم الإعدام ولم تمنح هيئة الدفاع فرصة الاعتراض". واضافت "ان اعدام صدام بالطريقة السريعة التي تمت بها تدل على ان واشنطن هي التي تخطط وتدير الامور وان الحكومة العراقية مجرد منفذ للاوامر. ان الكثير من العراقيين سينظرون الي صدام بسبب الطريقة التي تمت بها اعدامه بانه بطل قومي وسيزيد من المؤيدين له ويضع الحكومة في موقف محرج".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد