1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السماد العضوي من المراحيض سر المحصول الجيد

٢٠ مارس ٢٠١٢

الجفاف الناجم عن تفاقم تبعات التغير المناخي يساهم في تدهور مستوى النظافة ويعرض الصحة للخطر. ويمكن للسماد المستمد من فضلات المراحيض أن تساهم في حل المشكلة، فهي لا تحتاج إلى مياه إضافية كما أنها تدر المال.

https://p.dw.com/p/14OH8
صورة من: Water for People

بلدية كوشومويلا الواقعة في قلب بوليفيا والتي يبلغ تعداد سكانها ألفا نسمة معروفة حتى خارج حدود البلاد، فهناك تحت ظلال أشجار الصنوبر العالية، ينمو الفطر ذو اللون البني الغامق. وكان سعر الكيلوغرام الواحد من هذا الفطر اللذيذ يبلغ منذ بضع سنوات 14 سنتا، لكنه وصل اليوم إلى حوالي أربعة دولارات، وتعتبر هذه التجارة مربحة بالنسبة للأسر في تلك المنطقة، فمتوسط دخل السنوي هناك يقدر بألف دولار، وهو الدخل الذي يعود عليهم من حقولهم. وهناك علاقة مباشرة بين النجاح الكبير الذي حققته زراعة الفطر وبيعه، وبين تحسن الظروف الصحية في تلك المنطقة، وقد لعبت المراحيض دورا حاسما في هذا الصدد.

Pinienwald, in dem Pilze angebaut werden – Bolivien
منذ عدة سنوات اتجه سكان كوشومويلا إلى غرس أشجار الصنوبرصورة من: Water for People


تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية
وأيضا سوتو بيتي البوليفية التي تعمل لصالح منظمة "مياه من أجل شعب بوليفيا" Water for People Bolivia المحلية غير الحكومية، تؤكد بأن الظروف المعيشية للسكان المحليين تحسنت بفضل الفطر، وقالت إن تحسن دخل المزارعين، يعد إنجازا كبيرا للمنظمة ولكن الهدف الرئيسي يتمثل في المقام الأول في أمر آخر، وتلخصه بيتي بالقول: "إن هدفنا الأساسي هو تحسين الظروف الصحية للبوليفيين، ففي بلدية كوشوموالا يملك ما يقرب من نصف السكان فقط مرحاضا داخل المنزل، وكثير من الناس يضطرون لقضاء الحاجة في العراء أي في الأراضي المتاخمة لمناطق سكنهم، وحسبما توضح بيتي فإن نسبة السكان الذين يملكون مراحيض في منازلهم في بعض مناطق البلاد في بوليفيا تصل إلى أدنى مستوى لها، وهي 9 في المائة.

وكما يوضح دياميد كامبل لندرم، الذي يعمل في منظمة الصحة العالمية في قسم الصحة العامة، فإن إنشاء المرافق الصحية يعتبر أمرا هاما للغاية، لأنه يمكن أن يقلل من نسبة حدوث الأمراض بشكل كبير، وفي المقدمة تأتي أمراض الإسهال وهي من بين الأمراض الأكثر انتشارا في العالم". ويمثل احترام معايير النظافة العامة مثل غسل اليدين أو التخلص السليم من الفضلات البشرية معضلة كبيرة في المناطق التي لا يوجد فيها ما يكفي من الماء، كما أن الجفاف الناجم عن تغير المناخ يفاقم من حجم المشكلة. وكما يقول كامبل لندرم فإن قطاعي العناية الصحية والمياه هي أحد أهم القطاعات التي تتأثر بتغير المناخ، وعندما يكون هناك جفاف في البلدان النامية، فإن الآثار تظهر بوضوح على قطاع الصحة، ويترتب على هذا ارتفاع كبير في نسبة الإصابة بأمراض الإسهال."

Komposttoilette der Chuchumela Gegend – Bolivien
المراحيض الجافة لا تبعد كثيرا عن مكان سكن الأسر وهي تكفي لعدد من خمسة إلى عشرة أفرادصورة من: Water for People

رفع مستوى النظافة الشخصية من دون ماء
وتركز منظمةWater for People في بوليفيا على انتشار استخدام فضلات المراحيض كسماد، ويعتبر هذا حلا جيدا بسبب ندرة المياه أيضا. وخلافا لدورات المياه التقليدية، فإن أسلوب استخراج السماد من فضلات المراحيض يتم دون ماء، وبالتالي من دون وجود قنوات تصريف كبيرة. وبالرغم من ذلك، فإن هذا الأسلوب يختلف كثيرا عن المراحيض البدائية النتنة حيث ينتهي كل شيء في حفرة. وكما تقول بيتي سوتو: "إننا نعتمد على ما يسمى بالمراحيض الجافة، حيث توجد في هذه الحالة حجرتان، ولكل منها مرحاض، ويصب البول في خزانات منفصلة، ​​في حين يتم جمع النفايات الصلبة في حاويتين منفصلتين. وإذا ما امتلأت الحاوية الأولى، فتستخدم الغرفة الثانية. وتحتاج النفايات الصلبة إلى أكثر من عام ونصف العام قبل أن تكون صالحة لتحويلها إلى سماد، هذا بينما تتولى إحدى الشركات الصغيرة مهمة تفريغ حاوية البول مرة واحدة كل شهر، ويكفي مثل هذا المرحاض أسرة مكونة من خمسة إلى عشرة أفراد.

ويتم في كوشومويلاCuchumuela بناء هذا النوع من المراحيض محليا، وقد ذاعت مزاياها في مناطق كثيرة من العالم. وكما تقول اليزابيث فون مونش، التي تعمل لصالح تحالف الصرف الصحي المستدام وهي جزء من شبكة منظمات دولية تنشط في مجال الصرف الصحي: " المراحيض الجافة موضوع هام بالنسبة للمنظمات التنموية، التي تعمل من أجل تحسين الظروف الصحية، وعلى مدى فترة طويلة، لم تكن هناك أية ابتكارات جديدة في هذا المجال، ولم يكن هناك سوى خيارين، المرحاض البدائي أو المراحيض الحديثة التي تنظف عن طريق تدفق كميات كبيرة من المياه عبر قنوات الصرف الصحي." ومنذ عام 2008 وهو العام الدولي للصرف الصحي، زادت الفائدة التي يتم تحصيلها من سماد المراحيض بشكل كبير. والآن هناك شركات عديدة في جميع أنحاء العالم، تتخصص في بناء مراحيض السماد، وهي لا تعتبر بديلا جيدا في الأرياف فحسب، وإنما كذلك الاستفادة من هذه التكنولوجيا في الأحياء الفقيرة على أطراف المدن، والتي تعاني عادة من مشاكل تلوث المياه الجوفية ومن غياب وجود إمدادات المياه. وتجدر الإشارة هنا إلى أن واحدا من كل سبعة أشخاص في العالم يعيش في الأحياء الفقيرة التي تنشأ على هامش المدن الكبرى.

Junge Kiefern, die mit dem Kompost gedüngt werden – Bolivien
محاصيل أفضل من سماد المراحيضصورة من: Water for People

Seit 2010 sind in Cuchumuela 195 Kompost-Trenntoiletten entstanden. Die Rate der Durchfallerkrankungen, von denen vor allem Kinder betroffen sind, ist erheblich zurückgegangen. “Am Anfang waren die Leute natürlich sehr skeptisch”, sagt Betty Soto. Doch das habe sich bald geändert. Grund dafür sind die begehrten, leckeren Pilze, die im Schatten der Pinien Cuchumuelas wachsen. “Die Idee ist ganz einfach”, erklärt Soto. Das Besondere an den Komposttoiletten sei, dass sie die Umwelt nicht nur vor Verschmutzung bewahren, sondern ihr sogar etwas zurück geben. Neben dem eigenen Humus, den die Cuchumueleños mit Hilfe ihrer Toiletten herstellen, wird aus dem gesammelten Flüssigabfall in einem Gärprozess biologischer Dünger für die Pinienplantagen. “Die Komposttoiletten produzieren Dünger, der Dünger lässt die Pinien besser wachsen, mehr Pinien bedeuten mehr Pilze, und mehr Pilze bedeuten mehr Geld in den Taschen der Cuchumueleños”, fasst Betty Soto den Kreislauf zusammen, das Geheimnis hinter der ertragreichen Pilzernte in Cuchumuala.

السماد الطبيعي مثالي لنمو الفطر اللذيذ

منذ عام 2010 تم بناء 195 مرحاضا جافا في كوشومويلا Cuchumuela، ومنذ ذلك الحين انخفض إلى حد كبير معدل الإصابة بأمراض الإسهال التي تصيب الأطفال على وجه الخصوص. وكما تقول بيتي سوتو فإن السكان كانوا متشككين، لكن سرعان ما تغير الموقف بفضل مساهمة السماد الطبيعي في نجاح زراعة الفطر تحت ظلال أشجار الصنوبر، وتضيف: "الفكرة بسيطة جدا، فالأمر الذي يميز مراحيض التسميد هذه، هو أنها لا تساهم في الحفاظ على نظافة البيئة فحسب، ولكنها تعود أيضا بفوائد أخرى ملموسة. فبالإضافة إلى الأسمدة الخاصة التي تنتج في المنطقة باستخدام فضلات المراحيض الصلبة، يتم أيضا تجميع النفايات السائلة لتخضع فيما بعد لعملية تخمير، لينتج من هذه العملية السماد العضوي الصالح لتسميد مزارع الصنوبر." وكلما زاد عدد أشجار أكثر الصنوبر، فإن هذا يعني المزيد من الفطر وبالتالي المزيد من المال لصالح سكان المنطقة، كما تلخص بيتي سوت السر الذي يكمن محصول الفطر الناجح في كوشومويلا Cuchumuel.

الكاتبة: إيفا مانكى/ نهلة طاهر

مراجعة: سمر كرم