1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الضغوط الغربية قد لا تجدي نفعا لإطلاق سراح رائف بدوي

١٧ يناير ٢٠١٥

جلد المدون السعودي رائف بدوي وضع الرياض تحت ضغط من دول غربية، تعتبر حليفة للمملكة. وقد تستجيب المملكة لهذه الضغوط وتعفو عن بدوي، ولكن المحافظين داخل البلاد غاضبين، خصوصا بعد نشر صحيفة شارلي إيبدو رسوما جديدة للنبي محمد.

https://p.dw.com/p/1EM5Q
Ensaf Haidar Frau vom Blogger Raif Badawi beim Protest in Montreal 13.01.2015
صورة من: picture alliance/empics

تتعرض السعودية لضغوط من دول غربية بسبب جلد المدون رائف بدوي الذي أدين بالإساءة للإسلام. لكن يبدو أن المملكة أشد قلقا من المخاطرة بإثارة غضب محافظيها إن هي أعفته من العقوبة. وزادت الملابسات السياسية التي تكتنف عقوبة جلد بدوي على دفعات أسبوعية بالهجوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة في باريس، ونشر الصحيفة رسوما جديدة للنبي محمد يوم الأربعاء الماضي.

تحاول السعودية صف المسلمين المحافظين وراءها في حملة على متشددي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، لكنها أثارت غضب كثيرين منهم، لما رأوه موقفا ضعيفا من جانبها في قضية الرسوم الساخرة. وكانت الرياض قد أصدرت بيانا يدين الهجوم على مقر شارلي إيبدو -وهي إدانة رددها محافظون سعوديون- لكنها لم تنتقد الرسوم الساخرة بشدة، كما أن سفيرها لدى فرنسا شارك في مسيرة تضامن في باريس رفع مشاركون فيها الرسوم المسيئة للنبي.

وقال مصطفى العاني -وهو خبير أمني عراقي تربطه صلات قوية بوزارة الداخلية السعودية- "هم تحت ضغط في الداخل خاصة من جانب السلفيين كي يعاقبوا أمثاله (أي رائف بدوي). إنها مسألة تتعلق بشرعية الدولة. علينا أن نتذكر أن هؤلاء الناس لهم نفوذ كبير في الشارع". ولم يتسنَ الحصول على تعليق من المسؤولين السعوديين.

وانتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحكم على بدوي الذي كان قد اتهم رجال الدين بالتطرف في موقعه (الليبراليون السعوديون)، والذي أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي. والرجوع عن إدانته سيبدو لبعض الإسلاميين السعوديين خيانة للقيم الإسلامية الأساسية.

غضب المحافظين

وفي مثال على الغضب الذي يعتمل في نفوس المحافظين، قال الناشط الإسلامي محسن العواجي، لرويترز، إنه لن يتحدث عن قضية بدوي بسبب غضبه إزاء نشر رسوم جديدة تصور النبي في شارلي إيبدو يوم الأربعاء. وقال إنه لا وقت الآن للتفكير في قضية بدوي وسط "الكراهية التي يبديها الغرب تجاه كل المسلمين" بنشر الصور المسيئة للنبي. وقام مسؤول في وزارة الداخلية بجلد بدوي 50 جلدة يوم الجمعة قبل الماضي (9 يناير/ كانون الثاني). وتأجل جلده 50 جلدة أخرى يوم أمس الجمعة لأسباب طبية. ومن المقرر أن يجلد بدوي 50 جلدة كل أسبوع إلى أن يجلد ألف جلدة، ثم يبدأ في تنفيذ باقي الحكم بسجنه عشر سنوات أيضا.

ولا تكاد الصحافة السعودية تورد الجدال الدائر حول جلد بدوي مما يبرز الحساسيات الرسمية تجاه المسألة. لكن هناك جدالا في وسائل التواصل الاجتماعي حول عدالة العقوبة. وأشار مغردون على تويتر إلى أن السعودية تدين الهجمات الإرهابية على شارلي إيبدو في فرنسا، بينما تجلد في نفس الوقت بدوي لأنه استعمل الحق في حرية التعبير. ووصفت الحكومة السعودية بالجهل.

وقال العواجي إن العناصر المحافظة ربما تتعاطف مع المتشددين بعد هجمات شارلي إيبدو. وأضاف أن الناس غاضبون من الحكومة لاعتقادهم أنها تبدي احتراما للغرب أكثر مما تبديه للنبي. وتابع أن السعوديين شاركوا في مظاهرة باريس بينما رفعت فيها رسوم تسيء للرسول.

الضغط الغربي

وعملت الأسرة الحاكمة في السعودية بقوة خلال العقد الماضي على بناء قاعدة تأييد دينية لحملتها على تنظيم القاعدة، ثم في الآونة الأخيرة على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يهاجمها لعلاقاتها بالغرب ولخطوات متدرجة لنشر الليبرالية في المجتمع السعودي. وسُجن رجال دين أيدوا الجماعات المتشددة علنا، وعُزل آخرون بسبب تعليقات اعتبرت متطرفة، ومارست السلطات ضغوطا على مدى سنوات على كبار رجال الدين ليدينوا القاعدة والدولة الإسلامية والجماعات المماثلة باعتبارها جماعات "ضالة".

أما مصدر الانتقادات الغربية الشديدة للسعودية فيتمثل في تطبيقها الحدود، بما فيها الإعدام بحد السيف والجلد، وكذلك فيما يعتبره الغرب حرمانا للمرأة من المساواة بالرجل. لكن عندما زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرياض في مارس/ آذار قالت واشنطن إنه لم يناقش حقوق الإنسان مع الملك عبد الله في الاجتماع الذي تركز على الصراعات في المنطقة مما يعكس حدود الضغط الغربي.

ومع ذلك أوقف آل سعود أحيانا تطبيق بعض الحدود في قضايا أثارت غضبا عالميا على نحو خاص، مثل معاقبة ضحايا الاغتصاب لتجاهلهن قيود الفصل بين الجنسين.

وبينما يبدو من غير المرجح أن يثير الملك عبد الله غضب الرأي العام في الداخل بإصدار عفو عن بدوي، قال العاني إنه يمكن أن يستجيب للضغط الدولي المتزايد بوقف الجلد قبل اكتماله لكن دون إصدار قرار رسمي. وأضاف "الجزء الأول (من الجلد) تم وفعلوا ما أرادوا".

ف.ي/ع.ج (رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد