1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الرابحون والخاسرون - توقعات سوق السيارات في عام 2023

٣١ ديسمبر ٢٠٢٢

بعد أزمات عديدة، من المحتمل أن يزداد العرض في سوق السيارات في 2023، وتلوح في الأفق خصومات أكبر على السيارات ذات محركات البنزين أو الديزل. فماذا بشأن السيارات الكهربائية؟. توقعات عام 2023 في هذا التقرير.

https://p.dw.com/p/4LaNz
سيارات من إنتاج شركة فولكسفاغن الألمانية جاهزة للتصدير في ميناء إمدن بألمانيا (صورة من الأرشيف)
يتوقع الخبراء تراجع مبيعات السيارات الجديدة وخاصة الكهربائية في أوروبا مع صعود الشركات الصينية وقدرتها على المنافسةصورة من: Jörg Sarbach/dpa/picture alliance

لا تبدو التوقعات لسوق السيارات في عام 2023 وردية بالنسبة للمصنعين الألمان. ويتحدث فرديناند دودنهوفر، مدير مركز "CAR-Center Automotive Research" لأبحاث السيارات، المعروف اختصارا باسم "CAR" في دويسبورغ بشمال غرب ألمانيا، عن "صورة حزينة" فيما يتعلق بسوق السيارات الأوروبية.

صحيح أن دفاتر الطلبات الخاصة بمصنعي السيارات لا تزال ممتلئة على نحو جيد، لكن وفقًا لتحليل الخبير، فإن تراكم طلبيات السيارات الجديدة لم يكن لينشأ إلا بسبب تعطل سلاسل التوريد أو بسبب فقدان أشباه الموصلات أو المكونات المهمة الأخرى.

انخفاض العرض مع ارتفاع هوامش الربح

جنبا إلى جنب مع عمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا، نشأ موقف خاص للغاية: إذ قامت جميع الشركات المصنعة بتصنيع عدد سيارات أقل مما كان مخططا له، وتقلص المعروض من السيارات الجديدة على نطاق واسع. وما تم بيعه أخيرا من خطوط الإنتاج بيع بهوامش ربح مرتفعة. وأصبحت مواسم الخصومات الشائعة في مجال صناعة السيارات فجأة شيئًا من الماضي.

ويقول دودنهوفر: "سينتهي هذا بداية من عام 2023. ومن ثم ستكون سجلات الطلبيات فارغة وسيحصل العملاء على قيمة نادرة. لأن التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والركود ستتسبب في منع شراء السيارات الجديدة. ومع حلول عام 2023 ستحدث نهضة في تخفيض أسعار السيارات".

"أوروبا على طريق الخاسرين"

يرى دودنهوفر أن أوروبا "على طريق الخاسرين". بالنسبة لألمانيا يتوقع الخبير نموًا طفيفًا في مبيعات السيارات الجديدة، بينما يتوقع تقلص أرقام المبيعات في عام 2023 بالنسبة لفرنسا وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا التي يعتبرها "حالة خاصة".

في المقابل، يتوقع الخبير دوندهوفر ارتفاع مبيعات السيارات في آسيا وأمريكا الشمالية في العام الجديد، لأن الصين والولايات المتحدة تعتمدان على برامج التحفيز الاقتصادي، التي ستستفيد منه صناعة السيارات أيضًا.

قمرة القيادة في سيارة مرسيدس بنز اس كلاس
السيارات من الطرازات الفخمة تجلب مكاسب كبيرة لصانعيهاصورة من: Silas Stein/dpa/picture alliance

خطر يلوح في الأفق من الولايات المتحدة

ينص قانون خفض التضخم الصادر عن إدارة جو بايدن على إنفاق حوالي 430 مليار دولار على مدى عشر سنوات في الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه أن يقود البلاد إلى مستقبل أكثر اخضرارًا (حفاظا على البيئة). ومن بين أمور أخرى، وعدت الحكومة كل مشترٍ لسيارة كهربائية بخصم ضريبي قيمته 7500 دولار، شريطة أن تكون السيارة قد تم تجميعها في الولايات المتحدة.

ويسري هذا المفهوم أيضًا على جميع القطاعات الأخرى وربما يستهدف الصين في المقام الأول. ولكن وفقًا لجمعية البنوك الألمانية، هناك غموض كبير بشأن استبعاد شركات من دول أخرى (غير الصين)، مثل مصنعي السيارات الألمان، الذين سيتعين عليهم بعد ذلك القيام تكثيف بناء مواقع الإنتاج في الولايات المتحدة.

 مصنع تيسلا في فريمونت، كاليفورنيا
تريد الولايات المتحدة في المستقبل تقديم دعم قوي للسيارات الكهربائية محلية الصنعصورة من: Dylan Stewart/Image of Sport/Newscom/picture alliance

زيادة في تراخيص السيارات الكهربائية

في ألمانيا، زادت مؤخرًا التراخيص المرورية الجديدة للسيارات الكهربائية بشكل كبير. لأنه منذ يونيو/ حزيران 2020، تم دعم السيارات الكهربائية بالكامل المرخصة حديثًا والتي يقل سعرها عن 40 ألف يورو بمبلغ 6000 يورو من قبل الحكومة الألمانية و 3000 يورو من الشركة المصنعة للسيارة، أي ما مجموعه 9000 يورو. بينما يحصل مشترو السيارات الهجينة التي تعمل بالكهرباء جزئيًا على علاوة شراء تصل إلى 6750 يورو.

وفقًا لتقديرات معهد "CAR" في دويسبورغ، يجب أن تمثل السيارات الكهربائية ما يقرب من 28 بالمائة من سوق السيارات الألمانية بحلول نهاية عام 2022. سيكون هذا حوالي 720 ألف سيارة كهربائية، منها 326 ألف سيارة هجينة و394 ألف سيارة كهربائية بالكامل.

الدعم سينخفض

اعتبارًا من يناير/ كانون الثاني 2023، سيتم تخفيض الدعم، وسترتفع أسعار الكهرباء بشكل كبير. بل حتى كبح جماح ارتفاع أسعار الكهرباء، عبر الدعم الذي توفره الدولة لن يخفف الأعباء، لأنه ينطبق فقط على 80 في المائة من قيمة الاستهلاك، بينما شحن السيارات الكهربائية الجديدة سيضاف إلى فاتورة الكهرباء لكل أسرة لديها سيارة كهربائية.

لذلك، يفترض معظم الخبراء أنه من المتوقع حدوث انخفاض كبير في مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة. ويرى تحالف بارز من دعاة حماية البيئة وصناعة السيارات أن تحول وسائل النقل إلى الطاقة الكهربائية الذي تم الترويج له كثيرًا في هذا البلد بات معرضا للخطر.

صورة لشروق الشمس في مدينة فرانكفورت العاصمة الاقتصادية لألمانيا (12/6/2022)
عملية التحول إلى التنقل باستخدام المركبات الكهربائية مهددة في ألمانيا. صورة من: Florian Gaul/greatif/picture alliance

رياح معاكسة في الصين

يشعر المصنعون الألمان أيضًا برياح معاكسة شديدة في الصين، التي تعد أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث تبيع بي إم دبليو ومرسيدس بنز أكثر من 30 في المائة من إنتاجهما من السيارات هناك، وتبيع مجموعة فولكسفاغن أكثر من 40 في المائة.

لكن في حالة السيارات الكهربائية، لا يبدو أن مفهوم النجاح السابق للألمان يصلح في الصين. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة "هاندلسبلات" (Handelsblatt) أن شركة هيومان هرويزونز (Human Horizons)الصينية الناشئة تتقدم بسيارتها موديل "HiPhi X" على منافسيها، خاصة في الفئة الأعلى، حيث يتم تحقيق أعلى الأرباح. وحتى الآن، كانت هذه الفئة حكرا على شركات مرسيدس وبي إم دبليو وأودي.

قمرة القيادة في سيارة "HiPhi X" الكهربائية الصينية
في الصين تتفوق سيارة "HiPhi X" الكهربائية الصينية على مثيلاتها الألمانيات، التي تصنعها مرسيدس وبي إم دابليو وأودي. صورة من: Wang Gang / Costfoto/picture alliance

قوة العلامات التجارية القديمة تتناقص

في القطاعات وفئات السيارات الأخرى، يتقدم الموردون المحليون أيضًا، مثل "بي واي دي" (BYD) و"جاك" (GAC) و"لي أوتو" (Li Auto) و"نيو" (Nio)، على منافسيهم من أوروبا. فهم يتقدمون الآن، وفقًا لآراء مهندسين ألمان اختبروا العلامات التجارية الصينية على نطاق واسع، إذ لديهم جودة جيدة وأسعار أرخص نسبيًا.

ويعتقد دانيال روسكا، خبير السيارات في شركة إدارة الاستثمار الأمريكية "أليانس بيرنشتاين" (Alliance Bernstein)، أن قوة العلامات التجارية للألمان في مجال السيارات ذات محركات الوقود لا تنطبق بالكامل في الصين على السيارات الألمانية بمحركات كهربائية، وهو اتجاه يمكن أن يتزايد في عام 2023.

كلاوس أولريش/ ص.ش