1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا جديدة أمام الاقتصاد الألماني

٣٠ نوفمبر ٢٠١٩

الذكاء الاصطناعي قد يوفر إمكانيات هائلة ويفتح آفإقا واسعة أمام الاقتصاد الألماني للتطور والازدهار. لكن ذلك يحتاج لاستثمارات كبيرة وإطار قانوني، وقبل كل شيء يحتاج للنظر بإيجابية للتكنولوجيا الذكية واستخداماتها.

https://p.dw.com/p/3Tp08
الصورة من منتدى "الإبداع المفتوح" حول الذكاء الاصطناعي في موسكو
يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات كثيرة ويفتح آفاقا جديدة أمام الاقتصاد الألمانيصورة من: DW/E. Samedowa

488 مليار يورو أو 13 في المائة أكثر في الناتج القومي المحلي بالمقارنة مع السنة الحالية! مثل هذه الأرقام يجب أولا التريث في إعلانها. فالحديث يدور عن قوة الذكاء الاصطناعي إذا تم استخدامه بشكل واسع حتى 2025 في عملية الإنتاج والحياة اليومية.

وهذا ما أنجزته شركة الاستشارات الألمانية "أرثور د. ليتل" بتكليف من اتحاد "إيكو" لاقتصاد الانترنيت الألماني وبمساعدة معهد فودافون للدراسة التي تحمل عنوان: "الذكاء الاصطناعي. قوة وتغيرات مستدامة للاقتصاد في ألمانيا".

المبلغ الأكبر أي نحو 330 مليار يورو هي توفير في التكاليف. والباقي هي أرباح جديدة يمكن أن يحققها الذكاء الاصطناعي إذا أفسحنا له المجال، لأنه ينظر إليه في ألمانيا كوحش بلا قيود ويجب ضبطه.

كل واحد منا يستخدم الذكاء الاصطناعي

التركيبة من الشبكة العصبونية وقواعد البيانات الكبيرة والقدرة على التعلم تجعل من الممكن تقليد بعض القدرات الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي يتم استخدامه للتعرف على الصورة واللغة والاستنتاجات المنطقية. واليوم هو يعمل بالأساس كركيزة داعمة، كما يقول لارس ريغل الباحث لدى "أرثور د. ليتل" مثل تطبيق يبين الطريق أو يحذر من الازدحام في حركة السير.

مصنع بروشه الجديد في لايبزيغ
إنتاج السيارات لدى بورشه، مستوى الأوتوماتيكية بالذكاء الاصطناعي سيزدادصورة من: picture-alliance/dpa

وفي الحياة اليومية هو منتشر أكثر مما نتصور: "فمستخدم عادي لمواقع إنترنيت عادية مثل Spotify و Amazon أو Zalando يتصل في اليوم الواحد مئات المرات بحلول الذكاء الاصطناعي". ثم هناك الذكاء الاصطناعي الذي يتولى عمليات روتينية مثل المحاسبة وحساب نفقات السفر. فقط واحد في المائة من الاستخدامات الحاصلة يكون مستقلا: فالخوارزميات والآلات تقوم بالعملية برمتها من البداية إلى النهاية مثلما في مستودع بضائع أوتوماتيكيي. والأشخاص يحددون هنا فقط  الأهداف ويراقبون الأنظمة.

وقد جرى بحث ودراسة أكثر من 150 حالة استخدام في مجالات مختلفة، وبالنسبة إلى ألمانيا كبلد صناعي متطور، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي واعد جدا في مجالي الانتاج والعمليات اللوجستية. فالآلات تتعلم بتقييم بياناتها العمل بفاعلية واستهلاك طاقة أقل، وأوقات تركيب الآلات تصبح قصيرة والصيانة مضمونة كي لا يشل أي خلل عملية الانتاج. وخطوط إنتاج نمطية بروبوتات يمكن أن تنتج بضائع متنوعة بسرعة وبكلفة منخفضة.

والمراقبة الذكية للجودة مثلا بمساعدة مجسات وكاميرا دائرة سيقلل من نسبة الخسارة مقارنة مع المراقبة التقليدية الحالية. وحتى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستخدم بتحفظ التكنولوجيا الذكية حسب اتحاد إيكو، قد تستفيد من ذلك.

وبما أنه يتم في الصناعة تقييم بيانات الإنتاج باستمرار، فلن تلعب هنا التحفظات الأخلاقية وحماية البيانات الشخصية أي دور. وفي صناعة السيارات يسود مستوى مرتفع في تطبيق النظام الأوتوماتيكي: وهنا لا توجد إمكانية كبيرة لتوظيف الذكاء الاصطناعي.

أهمية الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل

مهن جديدة

كذلك ستتوفر فرص جديدة للمزارعين مثلا في تخصيب بعض النباتات حسب الحاجة وسقيها وحمايتها. وهذا يزيد الانتاج ويخفض التكاليف ويزيد الانتاج ويضر بشكل أقل بالبيئة. وتنمو في هذا الإطار نماذج تجارية جديدة، كما يقول ينس روتيش، مدير مشروع Al Ethics von Bayer: "في الزراعة لن يتعلق الأمر بزيادة بيع بعض المنتجات، بل تقديم وعود في النتائج للمزارعين فيما يرتبط بالمحصول". والروبوتات يمكن مستقبلا أن تعوض عمال الحصاد من أوروبا الشرقية الذين يقل عددهم، كما يعتقد المستشار ريغل.

ولم يتم التحقق من التأثير على فرص العمل. لكن ريغل لا يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى الاستغناء عن نصف العاملين وتحويلهم إلى عاطلين عن العمل، كما تقول بعض التوقعات المتشائمة. بل إن نتائج دراسة شركة الاستشارات "أرثور د. ليتل" ترى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في تخفيف النقص الحاصل في المهارات المهنية، وتظهر أيضا مهن جديدة.

ذكي فقط بالبيانات الصحيحة

"الذكاء الاصطناعي هو وسيلة للوصول إلى الهدف من أجل تحسين خدماتنا"، يقول الخبير شركة أوتو الألمانية للتجارة، تيم بوخهولتس. و"نحن ننظر إلى هذه الدراسة كدعوة للاستيقاظ وانطلاقة بالرغم من أن السباق بدأ منذ مدة"، يقول الباحث زومه في مؤتمر إيكو لهذا العام، موجها كلامه للساسة ورجال الاقتصاد. والتحول في العمل لن يكون بالطبع بالمجان: فالاستثمارات الضرورية تتراوح ما بين 70 و 80 مليار يورو حتى عام 2025. وبالتالي فإن المشاركين في الدراسة يحبذون إنشاء صندوق تكنولوجيا حكومي ورأس مال أكثر وأمولا للتأهيل والبحوث. كما يجب التفكير منذ البداية في فاعلية الطاقة، كما أن هناك حاجة إلى بنى تحتية موثوق بها ونوع من الإجراءات لتجربة الابتكارات في محيط آمن. والذكاء الاصطناعي سيكون ذكيا، فقط إذا زودناه بالبيانات الصحيحة، كما تعتقد شارلوته رنغير من القسم القانوني في شركة باير الألمانية العملاقة للكيماويات والأدوية. وهذا يعني "بالنسبة إلى الشركات أنه يجب عليها أن تقوم داخليا بمهامها على أحسن وجه" تقول رنغير.

ماتيلدا يوردانوفا دودا/ م.أ.م