1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الجالية المسلمة أولى ضحايا الهجوم على شارلي إيبدو"

حاوره: ياسر أبو معيلق٧ يناير ٢٠١٥

صرح مدير معهد الغزالي للعلوم الدينية في باريس، الدكتور جلول صدّيقي لـDW عربية بأن الهجوم الدامي على مقر أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية تشكل "كارثة" بالنسبة للجالية المسلمة وستزيد من حدة الصراع بين مكونات المجتمع الفرنسي.

https://p.dw.com/p/1EGQN
Trauer nach Anschlag auf Charlie Hebdo in Paris
صورة من: AFP/Getty Images/D. Meyer

DW عربية: ما هي، برأيك، أبعاد الهجوم على أسبوعية "شارلي إيبدو" في باريس على الجالية المسلمة في فرنسا؟

جلول صديقي: لقد كنا بصحبة مجموعة من الأئمة في زيارة للفاتيكان وفي لقاء مع البابا فرنسيس عندما علمنا بالهجوم في باريس. أعتبر هذا الهجوم أكثر من كارثي، لأن ذلك يعني أن الصراع تحول من الشرق الأوسط إلى فرنسا، وهذا كان متوقعاً. لكن لم أكن أتوقع أن يكون الهجوم بهذه الشراسة وبسلاح ثقيل وينتهي بقتل مجموعة من الصحفيين تمثل رموزاً في المجتمع الفرنسي، الذي تميزه العلمانية وحرية التعبير. هذه كارثة تأتي وسط ظروف صعبة تمر بها الجمعيات المسلمة وبعض الفدراليات في فرنسا. أنا أتوقع أن يؤدي هذا الهجوم إلى تغيير جذري في الرأي العام وربما إلى تحول خطير للغاية يزيد من حدة الصراع بين الجالية المسلمة وبقية مكونات المجتمع الفرنسي.

Djelloul Seddiki und Joel Mergui
يعمل الدكتور جلول صديقي (يسار) مديراً لمعهد الغزالي للعلوم الدينية الملحق بمسجد باريس الكبير (أرشيف)صورة من: AFP/Getty Images/T. Samson

وما هو هذا الصراع الذي كان قبل الهجوم على "شارلي إيبدو"؟

صديقي: كنا قد صرحنا من قبل بأننا كجالية مسلمة في فرنسا نعاني من صراعين – صراع داخلي مع شباب اختلطت عليهم الأمور، ويبدو أنه يجب مراعاة إعادة دراسة نوع الخطاب الذي يوجّه إلى الصحافة. لقد تعبنا من الإشارة إلينا بعد كل حادثة تحصل. نحن مواطنون فرنسيون قبل كل شيء، مثلنا مثل غيرنا، وهذا الهجوم على الصحافة، التي تعتبر من ركائز الديمقراطية في فرنسا، يحمّله البعض للجالية المسلمة ويعتبرها مسؤولة عن كل ما جرى.

وكيف ترى السبيل أمام الجالية المسلمة لتوضيح ما تراه خللاً في هذه الصورة؟

صديقي: أولاً، وقبل كل شيء، يجب أن نغير من هذه المعادلة، المتمثلة في أن الصحافة تحمل الجالية المسلمة مسؤولية كل هجوم يحصل. نحن قبل كل شيء أول الضحايا. تسعون في المائة من الضحايا الذين قتلوا في سوريا والعراق ولبنان ودول أخرى عديدة هم مسلمون، وكذلك ضحايا الاعتداء على مدرسة في باكستان – هذا كله يعطي صورة عن الإسلام بأنه دين عنف!

من يقف وراء هذا الهجوم هي مجموعة متطرفة ومجرمة تسعى للصدام بين الحضارتين الإسلامية والغربية. أريد – وقبل كل شيء – أن يعاد النظر في هذه المعادلة. لماذا يشعر المسلم في كل مرة بأنه مسؤول؟ نحن غير مسؤولين عما يجري، لأن الظروف الجيوسياسية العامة هي التي خلقت هذه المصيبة. هل يتحكم المسلمون في ظروفهم الجيوسياسية؟ هناك جو مشحون ضد الإسلام وضد المسلمين حول العالم، وهذه الظروف الجيوسياسية هي التي خلقت هذه الحالة.

ما العمل، إذن؟ هل هناك من خطوات عملية لتحسين صورة المسلمين؟

صديقي: ماذا بيدنا أن نفعل؟ أن نحاور الغير بالتي هي أحسن، وأن نساهم في إعادة تربية المسلمين عن طريق فتح المدارس والانفتاح على المجتمع المدني بشكل عام، سواءاً في فرنسا أو ألمانيا أو غيرها من الدول. المسلمون الذين يعيشون في فرنسا حالياً أغلبهم من الجيل الرابع، لغتهم الأم الفرنسية ولغتهم العربية ركيكة. يجب أن نكون جزءاً من هذا المجتمع (الفرنسي)، ولكن طبعاً دون التخلي عن قيمنا وديننا وعاداتنا، ولنا في تجربة الجالية اليهودية مثال على هذا الانفتاح والاندماج في المؤسسات الفرنسية المختلفة. نحن مهمشون في جميع مؤسسات الدولة، ولا يمكننا أن نبقى على الهامش لفترة طويلة إذا أردنا البقاء في تلك المجتمعات.

وما هو تقييمك للجمعيات التي تمثل الجالية المسلمة في فرنسا؟

صديقي: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". لا يمكن أن نحمل هذه الجمعيات الشابة الضعيفة ذات الإمكانيات الهزيلة مسؤولية الإجحاف في حق هذه الجالية ... المجتمع الفرنسي مجتمع علماني والدستور الفرنسي لا يؤمن بالمجموعة، بل بالفرد. لذلك أقول: اتركوا الفرد يعمل وينشط، أما المجال الديني فهو مجال خاص ولكلّ حريته في الإيمان أو عدم الإيمان. إذا ما تركز الاهتمام على الفرد، لن يكون هناك وجود معادلة اللوم المفبركة. الجالية المسلمة في فرنسا تتكون من عدد كبير من الأجناس والأعراق المنحدرة من دول عديدة. لماذا، إذن، نريد أن نجعل من هذه الجالية كياناً موحداً، إذا كانت الدول التي جاؤوا منها غير قادرة على التوحد؟

د. جلول صديقي يدير معهد الغزالي للعلوم الدينية التابع لمسجد باريس الكبير، وحاصل على الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة غرب باريس (باريس 10)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد