1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات الفرنسية - ساركوزي وهولاند والأمتار الأخيرة

١٨ أبريل ٢٠١٢

مع اقتراب موعد الانتخابات الفرنسية واستطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم المرشح الاشتراكي هولاند، بدا الرئيس الفرنسي ساركوزي وكأنه يحاول استدراك الموقف وتغيير استراتيجيته، أما هولاند فبدا حذرا في التعبير عن ثقته بالفوز.

https://p.dw.com/p/14fRa
ARCHIV - Francois Hollande (Archivfoto vom 04.01.2012) und Nicolas Sarkozy (Archivfoto vom 17.06.2011). 100 Tage vor dem Urnengang in der zweitstärksten Volkswirtschaft der Euro-Zone haben die Medien in Deutschlands wichtigstem Partnerland die Umfrageinstitute befragt. Sarkozy hat nach einem Popularitätstief zwar kontinuierlich aufgeholt, liegt aber weiter hinter seinem größten Herausforderer, dem Sozialisten François Hollande. Foto: dpa
صورة من: picture-alliance/dpa

لاشيء يشغل الفرنسيين اليوم أكثر من الانتخابات الرئاسية التي ستقام في الثاني والعشرين من شهر أبريل/ نيسان الجاري، والتي ستحدد من سيحكم فرنسا للأعوام الخمسة القادمة. وشهدت باريس قبل يومين مهرجانين انتخابيين لكل من الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومنافسه الأقوى المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند. ودخل الطرفان في حرب أرقام، مؤكدين أنهما جمعا نحو مائة ألف مشارك، وذلك قبل أسبوع تماما من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

في ساحة الكونكورد بباريس دعا نيكولا ساركوزي "الأغلبية الصامتة" إلى الحضور، فيما عمت الأجواء الاحتفالية والحفلات الغنائية ساحة شاتو دو فينسين التي تبعد عنها بضع كيلومترات، في انتظار وصول فرانسوا هولاند، لتنقسم باريس إلى قسمين.

ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم للمرشح الاشتراكي هولاند، إلا أن الرئيس الحالي ضرب الاستطلاعات السيئة عرض الحائط. وقال إن "الاستطلاعات تكون أحيانا مع هذا وأخرى مع ذاك وكلنا نعرف مدى مصداقيتها" وذلك في الوقت الذي أشارت فيه الصحافة الاثنين إلى شكوك متزايدة في معسكره حول فعالية استراتيجيته.

تخوف لدى أنصار ساركوزي

ومن بين عشرات الآلاف اللذين احتشدوا لسماع كلمته، جاءت طالبة القانون لورين (21 عاما)، والتي ترى بأن المنافسة ستكون حامية جدا في الانتخابات، ولكنها بدت مقتنعة بأن ساركوزي سيفوز في النهاية، لأن برنامجه الاقتصادي، بحسب رأيها أكثر مصداقية من برنامج منافسيه. ولكن يبدو أن لورين كانت من بين الشباب القلائل اللذين حضروا لسماع خطاب ساركوزي. لأن باتريسيا (51 عاما)، وهي من أنصار ساركوزي أيضا، لا تبدو متفائلة بالفوز. فقد جاءت إلى الساحة في وقت مبكر، وجلست لأكثر من ساعة على حافة جسر نهر السين، وتقول إنها راقبت الناس (أنصار ساركوزي) هنا. ومعظم اللذين مروا أمامها، تراوحت أعمارهم ما بين 50 و 70 سنة. وتضيف: "أرى بالكاد الشباب، وعدد قليل جدا من الأفارقة ولا أرى أي أحد من العرب على الإطلاق". وهذا يعني بأن جزءا ضئيلا من الشعب يشعر بأن ساركوزي يعمل من أجله". ثم أوضحت سبب عدم تفاؤلها قائلة: "لا يمكن حكم بلد بمجموعة واحدة فقط من الأنصار، إنه أمر مستحيل".

France's President and UMP party candidate for the 2012 French presidential elections Nicolas Sarkozy, leaves the podium as he ends his speech at a political rally on the place de la Concorde in Paris, April 15, 2012. Presidential rivals Nicolas Sarkozy and Francois Hollande stage competing rallies in Paris, Sunday, in a last ditch battle for votes, just a week before elections. REUTERS/Gonzalo Fuentes (FRANCE - Tags: POLITICS ELECTIONS)
هل ينجح الرئيس المنتهية ولايته في تدارك الموقف خلال الأيام الأخيرة؟صورة من: Reuters

يعرف الرئيس الفرنسي المخاوف والآمال الفرنسية جيدا، وحاول في كلمته يوم الأحد أن يتوجه لكل الشعب، فقال: "أود أن أتحدث إلى الأغلبية الصامتة التي لا تزال تسيطر على مصير فرنسا في أيديها".

ووعد ساركوزي مجددا بأنه سيضع ضوابط على الحدود الخارجية لفرنسا مرة أخرى، مؤكدا بأن هذه الضوابط ينبغي أن تستمر لتكون رادعا أمام تدفق المهاجرين إلى أوروبا. وحرص ساركوزي، المتهم باتباع سياسة تقشف صارمة، في كلمته القصيرة على إبراز الجوانب الاقتصادية، واعداً بإعادة فتح النقاش بين أعضاء منطقة اليورو حول الدور المنوط بالبنك المركزي الأوروبي فيما يتعلق بتشجيع النمو.

حماس في معسكر هولاند

أما المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، فقد كسر حاجز الحذر لأول مرة عندما خطب بين أنصاره يوم الأحد في باريس: "لا أحد سيمنعنا! ولا أحد سيوقفنا! النصر قادم في السادس من مايو".

واتخذ هولاند (57 عاما)، والثابت في أدائه منذ بدء الحملة الانتخابية، موقف من يسعى لتوحيد الشعب، وقال: "أرفض هذا الأسلوب المشين في تحريض نصف فرنسا على النصف الآخر. ليس هناك أقلية تحدث ضجة من جهة، وأكثرية صامتة من جهة أخرى. هذه الأكثرية لن تكون صامتة بل ستكون جريئة، ستكون الغالبية الكبرى التي تحدث تغييرا". وحول وعد ساركوزي بمناقشة معاهدة ماستريخت التي تمنح البنك المركزي الأوروبي كل الصلاحيات في العمل على احتواء التضخم، "بشأن دور البنك المركزي في دعم النمو، رد عليه هولاند ساخرا "أخيرا أدركه الوعي مع نهاية ولايته" مضيفا "من المؤسف أنه تناسى هذا الموضوع (النمو) طيلة خمس سنوات".

Francois Hollande, Socialist Party candidate for the 2012 French presidential election, delivers a speech in Paris January 26, 2012. Hollande said he will raise taxes on the rich, cut tax on profits for smallest firms and cancel billions of euros of tax breaks. REUTERS/Charles Platiau (FRANCE - Tags: POLITICS ELECTIONS BUSINESS)
يطالب فرانسوا هولاند بعدم تقسيم فرنسا وتوحيد الشعب.صورة من: Reuters

وأكد هولاند أنه مستعد للقيادة. وقال: "سأكون رئيس جمهورية قوية، ستكون جمهوريتنا أكثر قوة من الأسواق"، وذلك في معرض رده على تحذيرات ساركوزي مؤخرا من أن فوز الاشتراكيين سيؤدي إلى هروب المستثمرين بسبب حجم الديون الفرنسية. وأوضح المرشح الاشتراكي: "التقشف ليس القاعدة الوحيدة"، واعدا عشرات الآلاف من أنصاره اللذين رددوا هتافات "فرانسوا الرئيس" بإعادة التفاوض حول المعاهدة المالية للاتحاد الأوروبي لتتضمن المزيد من التدابير المؤيدة للنمو.

ومن المعروف أن هولاند لم يكن المرشح الأساسي للاشتراكيين، ووصوله إلى هذه المرحلة جاء نتيجة للفضيحة الجنسية لدومينيك ستراوس كان.

حسابات استطلاع الرأي

ربما يكون القاسم المشترك بين المرشحين البارزين ساركوزي وهولاند هو أن برنامجيهما الانتخابيين ليسا واضحين.

ويؤكد خطاب ساركوزي حول النمو فكرة حدوث تغيير في استراتيجيته في وجه فرانسوا هولاند، الذي يؤكد أنه ثابت في مواقفه. وكتبت صحيفة لا ريبوبليك دي بيرينيه إن "الأسبوع الذي تبقى من الحملة لا يترك للمرشحين هامشا كبيرا إذا أرادوا تغيير استراتيجيتهم في الجولة الأولى"، متحدثة عن "نتائج محبطة" لساركوزي في استطلاعات الرأي. وذهب مرشح اليسار الراديكالي جان- لوك ميلانشون، الذي يشكل مفاجأة الحملة الانتخابية، الاثنين إلى حد القول إن نيكولا ساركوزي قد "خسر"، خصوصا وأن الاستطلاعات ما زالت تتوقع تقدم فرانسوا هولاند بفارق كبير في الجولة الثانية المقررة في السادس من أيار/مايو، مع ما بين 54 إلى 56 بالمائة من الأصوات.

ويبدو الرئيس المنتهية ولايته بعيدا عن تحقيق هدفه المتمثل في الفوز في الجولة الأولى، بفارق كبير الأحد المقبل لإحداث دفعة يكون من شأنها تغيير المعطيات، لكن الاتجاهات الأخيرة تتوقع تفوق المرشح الاشتراكي. وفي الجولة الثانية يبدو فوز فرانسوا هولاند مؤكدا، نظرا لأنه سيستفيد من أصوات مرشح اليسار الراديكالي جان- لوك ميلانشون (المتوقع أن يحصل على ما بين 13 إلى 16 بالمائة) ومرشحة الخضر ايفا جولي (بين 2 إلى 3 بالمائة). في المقابل سيحصد نيكولا ساركوزي أصوات مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن (مابين 14 إلى 17 بالمائة)، بينما يتوقع أن تتوزع أصوات مرشح الوسط فرانسوا بايرو (نحو 10 بالمائة) بالتساوي على الرجلين في الجولة الثانية.

أندرياس نول/ بيتينا كابس/ فلاح آل ياس

مراجعة:سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد