1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألمان ينظرون بعين الشك والريبة إلى الاسلام والمسلمين

دويتشه فيله / إعداد مانية عبيد ومصلح حسين٢٦ مايو ٢٠٠٦

أظهر استطلاع للرأي تم نشره مؤخراً في ألمانيا أن نحو 60 بالمائة من المواطنين الألمان لا يؤمنون بإمكانية التعايش السلمي بين الغرب والعالم الإسلامي. الخبراء يخشون من نشوب صراع ثقافي بسبب فقدان الثقة بين الطرفين.

https://p.dw.com/p/8VBP
هل سينجح المسلمون في تحسين صورتهم لدى الألمان؟صورة من: AP

أفادت نتائج استطلاع جديد للرأي في ألمانيا أن غالبية المواطنين الألمان تساورهم شكوك في إمكانية التعايش السلمي المشترك بين الغرب والإسلام. وتظهر النتائج تدني مستوى ثقة الألمان بالمسلمين، الذين يعيشون في ألمانيا وأغلبهم من المهاجرين. وتأتي هذه النتائج رغم كل الجهود التي يبذلها الطرفان في سبيل التوصل إلى تفاهم بين الثقافتين وإيجاد قاعدة مشتركة تتيح للطرفين العيش بسلام سوياً.

نتائج مثيرة للقلق

ويشير الاستطلاع إلى أن 60 بالمائة من الألمان يتوقعون حدوث توترات بين المواطنين الألمان والمهاجرين من الدول الإسلامية عاجلاً أم آجلاً، كما أن 56 بالمائة منهم يتحدثون عن تواجد "صراع بين الثقافات"، وذلك حسب استطلاع أجراه معهد ألينسباخ لدراسات الرأي العام بتكليف من صحيفة فرانكفورتر ألغيماينة تسايتونغ تم نشره يوم الأربعاء الموافق 17 مايو/أيار 2005. ويرى الخبيران، اللذان كلفا بإجراء هذا الاستطلاع وهما إليزابيث نويل وتوماس بيترسون، أن فقدان الثقة المتزايد لدى الألمان بالإسلام والمسلمين يأتي كرد فعل على أحداث ومشاكل اجتماعية حدثت في الآونة الأخيرة استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام الألمانية. ومن بين هذه القضايا حادثة قتل أخ مسلم لأخته بداعي الحفاظ على الشرف في برلين و الجدل الذي ثار بسبب ارتداء تلميذتين للبوركا في إحدى المدارس الألمانية، ناهيك عن العنف بين أبناء المهاجرين أنفسهم. وينظر الخبراء إلى نتيجة الاستطلاع بقلق كبير ويقولون: "إذا نظرنا إلى الموضوع بتشاؤم، فيمكن اعتبار تزايد فقدان الثقة مقدمة لدوامة من النزاعات، ولقد علمنا التاريخ أن نشوب صراع ما، لا يمكن إلا أن يكون نابعاً عن عدم التواصل الفكري والثقافي بين أطراف هذا النزاع أنفسهم".

Islam-Unterricht an Schule
مشاكل المسلمين داخل المدارس وخارجها قللت من قيمة أسهمهم لدى الألمانصورة من: dpa

المسلمون في موقف لا يُحسدون عليه

Tag der offnene Moschee
هل سيمنع الألمان المسلمين من ممارسة بشعائرهم الدينية؟صورة من: AP

هذا وقد أشارت الاستطلاعات السابقة، التي أجريت بهذا الخصوص، إلى تحفظ كثير من الألمان تجاه الإسلام والمسلمين بسبب شعورهم بأنهم معرضين للخطر وخصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. وتؤكد نتائج الاستطلاع على أن صورة الإسلام والمسلمين تزداد سوءاً لدى الألمان. حيث أن 83 بالمائة يوافقون الرأي القائل بأن الإسلام دين يطغى عليه التعصب، بعد أن كانت نسبتهم 73 بالمائة في استطلاع أجري قبل عامين. وارتفعت نسبة من يعتبر الإسلام "ديناً رجعياً" من 49 بالمائة قبل عامين إلى 62 بالمائة. وأصبحت نسبة من يصف الإسلام بأنه "غير متسامح"71 بالمائة بعد أن كانت 66 بالمائة قبل عامين. ويربط 91 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع لدى سماعهم لكلمة "إسلام" بينه وبين عدم المساواة ما بين المرأة والرجل. ويعتقد 61 بالمائة منهم أن الأمر سيؤدي بالتالي إلى اندلاع نزاعات كبيرة بين الإسلام والمسيحية. ويفيد الاستطلاع أن 60 بالمائة يصفون الإسلام بأنه دين "غير ديموقراطي"، بينما ينظر 8 بالمائة فقط إلى الإسلام على أنه "دين مسالم".

الخطورة ليست في الدين الإسلامي نفسه

Karikaturenstreit, friedlicher Protest von Muslimen in Düsseldorf
المشكلة في بعض المسلمين المتطرفين وليس في الدين الاسلاميصورة من: AP

ويشير الخبراء إلى أن كثير من الألمان أبدوا استعدادهم لقبول أي تدخل في حريات الديانات الموثقة قانونيا في الدستور الألماني وذلك بسبب خوفهم وقلقهم. ويرى 40 بالمائة ممن أُجري عليهم الاستطلاع أنه ينبغي الحد من ممارسة الديانة الإسلامية وشعائرها، إذا كان ذلك كفيلاً بتخفيض عدد المسلمين المستعدين للقيام بأعمال عنف وشغب في ألمانيا. ويوافق 56 بالمائة الرأي القائل: "إذا كانت الدول الإسلامية لا تسمح ببناء الكنائس على أراضيها، فينبغي علينا نحن أيضا ألا نسمح ببناء المساجد في ألمانيا". وتعتبر نتائج هذا الاستطلاع صفعة قوية لكل الإطراف التي تسعى لإقامة حوار من أجل التعايش السلمي، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو شخصيات سياسية أو حتى منظمات غير حكومية. لكن هؤلاء ينظرون إلى النتائج، التي تمخض عنها الاستطلاع من زاوية أخرى ويقولون بتفاؤل أن 60 بالمائة من الألمان لا يرون أن الخطورة تكمن في الإسلام نفسه، بل في بعض الإسلاميين المتطرفين سياسياً، الذين يُعتبرون مسئولين عن كل هذه المشاكل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد