1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اختراق شبابي للركود السياسي

٩ مارس ٢٠١٢

بتفاؤل منقطع النظير يرويعبد المنعم الاعسم قصة شابات وشبان بعمر الزهور يعكفون، طوال ساعات، وفي يوم عطلتهم واستراحتهم ،على مناقشة الأخطار والخطايا السياسية التي صنعها الكبار.

https://p.dw.com/p/14ITZ
صورة من: AP/DW

لا يجري هذا إلا في بلد مثل العراق، كان قد قذفت به الدكتاتورية والحروب والصراعات السياسية إلى مكان محرج في التاريخ، بحيث تداخلت فيه الأجيال والأرقام والحسابات، وانتهى به المطاف إلى الصورة الآتية: شابات وشبان بعمر الزهور يعكفون، طوال ساعات، وفي يوم عطلتهم واستراحتهم ،على مناقشة الأخطار والخطايا السياسية التي صنعها الكبار، بدل أن ينصرفوا في هذا اليوم، الجمعة الثاني من آذار، إلى مواعيد الصداقات وصالات السينما والبليارد وضفاف الأنهار ومشاوير المحبة والرياضة والسفرات ودور الثقافة والهوايات، كما في كل العالم.

كان موعدنا في ذلك الصباح الحميم مع المئات من الشابات والشبان في صالة كبيرة بقلب بغداد، جاءوا من أحياء العاصمة وأطرافها وإقليم كردستان، مبكرين، وبقسمات صارمة ومتفائلة، وأوراق، ومناديل، وأياد ناصعة، ووشوشات تتألق برسائل الثقة بالنفس، وحسنا فعل أصحاب الدعوة بأن وضعوا الضيوف “الشيوخ” من أنصار قضية الديمقراطية في جناحين متقدمين من القاعة، شهودا ومستمعين وحكماء، إذ بدوا، في صورة متخيلة، وكأنهم يقولون للمؤتمرين الشباب: تقدموا أيها الأبناء النجباء، ها نحن نفسح لكم الطريق لكي تكملوا المشوار الذي قطعناه.

ما أشجع هؤلاء “الأولاد” وهم يتسلقون طريقا وعرا عنوانه “تشخيص الأزمة السياسية في البلاد وتقديم حلول لها” الأمر الذي عجزت عنه جحافل الأحزاب والجيوش والعقول.

كانوا يتلمسون الطريق، يتعثرون، يستأنفون، يختلفون، يتفقون، يقبـّلون بعضهم، يصفقون برنين له مغزى، يهتفون، يناقشون من غير خندقة أو وجل أو مجاملة، من خلال إدارة تعرف قيمة الوقت وحساسية المهمة المطروحة.

"نحو رؤية شبابية ديمقراطية لحل الأزمة السياسية في العراق"

وما أجملهم، وهم يصافحون الكبار، باحترام لمقاماتهم، واعتراف بفضيلة الأفكار التي توارثوها عنهم، وعزمهم على العبور بها إلى أفكار إضافية، ورؤى جديدة، وصياغات نوعية بديلة للحياة والواقع.

هكذا، بادر شباب التيار الديمقراطي إلى إقامة مؤتمر اختاروا له شعار: “نحو رؤية شبابية ديمقراطية لحل الأزمة السياسية في العراق” وعلى مدى ثلاث ساعات متواصلة تناوب العشرات من المتحدثين، من الشابات والشبان، على تسليط الضوء باتجاه اختلال السياسة القائمة وعقم المناهج التي تطبقها القوى المتنفذة، والمخاطر المحدقة بالعراق، وثقوب القارب الذي يحمل اسم العراق، ماضيه وحاضره، في رحلته الشاقة لبناء حاضرة مدنية اتحادية ديمقراطية منشودة.

كان ، بوجيز الكلام، اختراقا شبابيا للركود السياسي، وقل للضياع السياسي، بانتظار ان يتطور هذا الاختراق إلى فعل حركي بمستوى الأحلام الجميلة التي حلقت بنا في ذلك الصباح الآذاري الرائع.

*

“ اِعقد العزم على التصرف بدون تردد وتحمل تبعات تصرفك، فليس من خير يأتي به التردد إلى هذا العالم”. توماس هكسلي

عبد المنعم الاعسم

مراجعة ملهم الملائكة