1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيران نقطة ارتكاز وبوابة لتنظيم القاعدة

٢٨ يونيو ٢٠١٢

يستعرض جاسم محمد علاقة إيران بتنظيم القاعدة من خلال وصف علاقتها بجيرانها شرقا وغربا. ويرى الكاتب أن إيران ارتبطت بالتنظيم ضمن قاسم العداء المشترك للولايات المتحدة، متجاهلة حالة العداء العقائدي بينها وبين القاعدة.

https://p.dw.com/p/15N41
صورة من: picture alliance/dpa

( حصري العراق اليوم)

تقيم إيران والقاعدة علاقات مركبة ومزدوجة رغم اختلافهما الأيدلوجي والعقائدي لخدمة مصالحهما ويشتركا في عدائهما للولايات المتحدة. وهنالك أدلة عديدة لشراكة إيران والقاعدة وكانت هناك مئات الوثائق من قاعدة بيانات ( هارموني في وست بوينت ) والوثائق الملغاة سريتها قد تم نشرها في الإعلام الأميركي وتناولتها عدد من وسائل الإعلام العربية ، حيث ذكرت بان إيران تمثل بوابة الخروج والدخول لتنظيم القاعدة من خلال امتدادها الجغرافي مابين العراق وأفغانستان وباكستان والبحر العربي.

وبعد انهيار حكم طالبان2001 ، فرت أغلب قيادات القاعدة وعوائلها و بضمنها أسرتي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري إلى باكستان ، ولكن البعض فضل الذهاب إلى إيران . وفي عام 2001 أرسلت الحكومة الإيرانية وفدا لأفغانستان لضمان السفر الآمن لقيادات القاعدة وعائلاتهم لإيران بينما كانت القوات الأميركية منشغلة في (تورو بورا ) .

مجلس إدارة القاعدة حين استقر في إيران

عملت إيران على نقل العديد من مقاتلي القاعدة بينهم قيادات الخط الأول والقيادات الوسطى من تنظيم القاعدة المركزي واس سست القاعدة في إيران عام 2002 مجلس إدارة تنظيمها بتكليف من بن لادن لدعم التنظيم في أفغانستان وباكستان . ويشمل أعضاء المجلس البارزين : عادل وسليمان أبو غيث وأبو الخير المصري وأبو محمد المصري وأبو حفص الموريتاني، وقد كان حرس الثورة الإيراني الجهة المسؤولة عن المجلس وعلى عملية لم شمل عوائلهم . وقد استغلت إيران ضعف القاعدة ومطاردة الولايات المتحدة لها لتخضعها للمساومة والإقامة الجبرية لبعض قياداتها وهذا ما جعل العلاقة مابين القاعدة وإيران شد وجذب وتجدر الإشارة هنا إلى مراسلات التنظيم التي كشفت عنها الإدارة الأميركية في الذكرى الأولى لمقتل بن لادن شهر مايس 2012 . ووفقا لمعلومات وزارة الخزانة الأميركية فان المدعو ياسين السوري من مواليد 1982 هو الذي كان مسؤولا عن تمرير قيادات القاعدة وعوائلهم من والى إيران ، ما دفع إيران مؤخرا إلى فرض الإقامة الجبرية علية كخطوة احترازية ، لما يمثله من مصدر معلومات مهمة وفقا لتقرير شبكة سكاي نيوز بتاريخ 15.02.2012 . وهي خطوة ليست بالجديدة على إيران كونها سبق ان مارستها مع (الملا كريكار) زعيم تنظيم أنصار الإسلام خلال أحدى زياراته المتعددة الى إيران عام 1988 وكذلك نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي . علما بان إيران جددت الدعوة الى (الملا كريكار ) للعودة الى العراق في كانون الثاني 2012 وفقا لما نشرته وكالات الإعلام ، بالإضافة إلى تاريخ تعاملها مع قادة الأحزاب الكردية العراقية خلال العقود السابقة .

جغرافيا ، تمثل إيران ممرا مركزيا للقاعدة بين أفغانستان وباكستان والعراق واليمن بحرا. وما تملكه إيران من خزين بشري لمقاتلي القاعدة وقياداتها خاصة من الخط الأول دفع المراقبون ان يصفوها "بالاحتياطي " الذي يسد استهلاك قيادات القاعدة في تلك الدول . والعلاقة مابين القاعدة وإيران تأخذ المد والجزر وفقا لتطورات الملف النووي والتهديدات الأميركية .

الولايات المتحدة حريصة على علاقتها الاستخبارية مع باكستان لتقويض نشاط القاعدة استخباريا وعسكريا وهذا ما تستغله إيران كإحدى أوراق ضغطها في توافقها مع أميركا ، أي احتمالات دفع إيران بزخم ما تملكه من مقاتلي القاعدة وخاصة قياداتها ، لتعويض اي نقص في أفغانستان وهو ما لا يخدم المصالح الأميركية .

ومن بين قيادات القاعدة التي كانت محتجزة في ايران ناصر الوحيشي زعيم القاعدة في اليمن ، والذي ـ سلمته إلى السلطاتاليمنية ـ وفيجانب آخر، قال ابو جندل الحارس الشخصي لبن لادن سابقاً في حوار مع قناة"العربية" إن تنظيم القاعدة يقيم علاقة وصلات مع الحكومة الإيرانية لأن"عدوهما " واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية. وأكد : "هناك شخصيات في القاعدةتتابع ملف التعاون مع إيران مثل سيف العدل وأبو حفص الموريتاني ووجودشخصيات من القاعدة في إيران هو للتنسيق وهذا لا يعني أبدا أن القاعدة تقاتلوفق الطريقة والأجندة الإيرانية".و كشفت وسائل الإعلام عن دور سعد بنلادن ، كوسيط بين القاعدة وإيرانالتي يعيش فيها تحت الإقامة الجبرية منذ سقوط حركة طالبان في أفغانستان عام 2001.

رسائل بن لادن حول إيران

نشرت الولايات المتحدة 17 وثيقة من بين أكثر من ستة آلاف تم العثور عليها فيمنزل زعيمتنظيم القاعدةأسامة بن لادنفي( أبوت آباد ) بباكستان أثناءالعملية التي قتل فيها يوم 2 مايو/أيار 2011 ،

وقالت إحدى الوثائق إنه بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، فر بعضقياديو القاعدة وأسرهم إلى إيران، ووضعتهم السلطات هناك قيد الإقامةالجبرية ، ثم أفرجت عن بعضهم ومن بينهم أفراد من أسرة بن لادن ، وأبقت علىآخرين . وبحسب الوثائق شكا عطية عبد الرحمن، الذي أصبح الرجل الثانى فىالقاعدة بعد مقتل بن لادن قبل اختيار الظواهري، لتعامله مع الإيرانيين فى التفاوض .

وقال عمر بن لادن لوسائل الإعلام ، أن هناك وساطة سابقة قام بها علماء بباكستان وأفغانستان للتوسط لدى الحكومة الإيرانية لإطلاق سراح أولادبن لادن المحتجزين في العاصمة طهران منذ عام 2001 . وقال إن رسالة شقيقهخالد التي ناشد فيها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيرانآية الله علي خامنئي التدخل لإطلاق سراح أفراد عائلته في إيران،تعني الكثير للعالم .وتكشفالرسالة عن أن جميع أولاد بن لادن وزوجته أم حمزة وصولوا إلى داخل الأراضيالإيرانية بعد 2001 . وكانت السلطات الإيرانية قد احتجزت أولاد بن لادن في مجمع سكني لأكثر من ثماني سنوات .

وفي رسالة مؤرخة بتاريخ 17 رمضان 1431 هجرية ، كتب بن لادن إلى الشيخ محمود الليبي عطية عبد الرحمن، قائلا : "بخصوص ما ذكرتم في رسالة سابقة بأنه قد يذهب بعضالإخوة إلى إيران ضمن خطة المحافظة على الإخوة ؛ فإنني أرى أن إيران غيرمناسبة ", بينما كان بن لادن في رسالة سابقة نشرتها الشرق الأوسط ، أرسلتعليمات إلى ابنيه محمد وعثمان بعدم مغادرة إيران للشريط القبلي بسببغارات طائرات ( الدرون ) الأميركية من دون طيار التي استهدفت العشرات من عناصر ألقاعدة .

وبتاريخ11 حزيران2009 أرسلخطابمنقبلقياديفيتنظيمالقاعدةيدعى"عطية الليبي" يشير فيه على أسامةبنلادن : "أخبرناالأخعبداللهالحلبي عبداللطيفبأنأسرتهفيإيران وهيفيطريقهاللمجيءإلى باكستان ". و في خطاب يعتقد بأنه يعود لعام 2009 أيضا يقول فيه بن لادن :" لقد سمحت إيران بالخروج لبعض الأخوة من إيران والذهاب إلى سوريا على أساس أظهار حسن النية لبقية المعتقلين ".

و يتضحمنقرارالحكمالصادرعنمحكمةفينيويورك كانون الأول 2011 أنإيران دربت نشطاء منالقاعدةالذينفيشنالهجماتالإرهابيةعلىالسفاراتالأمريكيةفينيروبيودارالسلام 1998 . ويشيرتقريراللجنةالأمريكيةبخصوصالتحقيقفيأحداث11 أيلول2001 أنالمعتقلينالذينتمالتحقيقمعهممنقبل الولاياتالمتحدةالأمريكيةأبلغواأنإيرانوافقتعلىمرورنشطاءالقاعدةفوقأراضيهافيطريقهمإلىأفغانستان .

لذا باتت العلاقة بين إيران والقاعدة علاقة المزدوجة ومركبة تشترك في عدائهما للولايات المتحدة الأميركية لإفشال مشروعها في الشرق الأوسط- حسب العقيدة القاعدية الإيرانية ، من خلال الاشتباك المباشر معها على الأرض عسكريا واستخباريا وكذلك من خلال حلفائها من داخل دول النزاع .

علاقة حرصت إيران على إخفائها

المراقب لتاريخ هذه العلاقة يلحظ ان إيران حرصت طول هذه السنين على عدم إعطاء اي دليل ضدها في تورطها مع تنظيم القاعدة والذي يعتبر انتهاك الى قرارات الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب ، والأكثر من ذلك فهي قد لعبت لعبة الشاطر مع الولايات المتحدة ، فمنذ عام 1979 ولحد الآن لم تعط إيران الفرصة للولايات المتحدة والغرب لتوجيه اي ضربة عسكرية لها ولتجعل من مفاوضاتها الماراثونية حول ملفها النووي أسلوبا لتشتيت المفاوض الأوربي وتخفيض شدة ردود الفعل الأميركية ولتؤكد بأنها لا تتقيد بحدودها الجغرافية كقوة إقليمية في المنطقة .

جاسم محمد

مراجعة ملهم الملائكة