1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لإرضاء الأوروبيين، مونديال قطر سيقام في يناير/ فبراير

أجرت الحوار: وفاق بنكيران٢٤ فبراير ٢٠١٥

أصدرت لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم توصيتها بإقامة المونديال في الشتاء بإجماع الأطراف المشاركة في اجتماع احتضنه مقر الاتحاد بزوريخ، في خطوة اعتبرها المحلل الرياضي الطاهر ساسي أنه اجتماع تصالحي بين قطر ومنتقديها.

https://p.dw.com/p/1Egj8
Symbolbild WM Katar 2022
صورة من: Getty Images

DW عربية: أفاد جيروم فالكه، أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم، بوجود إجماع في الاجتماع الذي عقد اليوم الثلاثاء بالعاصمة القطرية الدوحة لتحديد موعد إقامة بطولة كأس العالم 2022 المقررة في قطر، على أن يقام في الشتاء عوضا عن الصيف. وذلك استنادا على توصية لجنة القيم في الفيفا التي ارتأت بأن شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول هما الأنسب لتنظيم المونديال، كيف تنظر إلى هذه التوصية؟

الطاهر ساسي: هي أولاً مجرد توصية لإقامة مونديال قطر 2022 في الشتاء، لا تمثل قراراً نهائياً. وسيتم البت في هذا الأمر في جلستي 19 و20 من مارس/ آذار المقبل لتحديد الموعد النهائي لنهائيات 2022.

لكن ألا ترى أن مقترح إقامة المونديال في الشتاء سيعمق الهوة بين الفيفا وبين الأندية الأوروبية الرافضة للفكرة من أصلها؟

معسكر المعترضين يتزعمه ميشال بلاتيني، رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وهو محق في ذلك، كون أن الموعد المقترح سيكلف كرة القدم الأوروبية خسائر غير متوقعة تمتد لستة أسابيع في حال تمّ إقرار توصية اليوم بإقامة المونديال قبيل أعياد الميلاد.

اجتماع اليوم لم يجزم بتبني توصيات اللجنة التنفيذية، فهناك خيارات أخرى على طاولة النقاش، ويجري الحديث عن شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط كموعد متعارف عليه تقوم فيه الأندية الأوروبية بتسريح اللاعبين الأفارقة للانضمام إلى منتخبات بلادهم للمشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية. وفي هذا الموعد تعودت الفرق الأوروبية على التخلي على مجموعة من لاعبيها الدوليين.

لكن في المونديال المقاييس تختلف، فإذا اعتبرنا أن البطولة ستقام في هذه السنة على سبيل المثال، فيعني هذا أن الفريق البافاري وحده سيتخلى عن سبعة لاعبين على الأقل سينضمون إلى منتخبات بلدانهم؟!

صحيح، لكن سواء تعلق الأمر ببايرن أو أرسنال أو باريس سان جيرمان أو غيرها من الفرق الأوروبية، فإن الأندية الأوروبية متعودة على تسريح اللاعبين في هذه الفترة، خاصة وأن هذه الفترة هي فترة عطلة في الملاعب الأوروبية.

لكن ألا ترى أن الجدل الدائر بين الفيفا والأندية الأوروبية ذو طبيعة مالية بالأساس، خاصة وأن الأندية الأوروبية حذرت بأنها لن تتحمل نفقات إقامة المونديال، وهذا ما أكد عليه أيضا كارل هاينز رومنيغه رئيس بايرن ميونيخ، قائلا: "نحن، قطعا لا!"؟

إنه صراع يبطن صراعين في الوقت ذاته، الأول رياضي والآخر مادي، وذلك حتى لا نتطرق إلى البعد السياسي بعد أن تمّ توظيف ملف مونديال قطر لحساب أجندات سياسية مختلفة. ودعيني أقف عند نقطة جوهرية، هو أنه إذا تمّ الإقرار شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول فإن الكرة الأوروبية ستكون خاسرة. أما في حال إقرار شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط فإن كرة القدم الأوروبية هي التي ستربح.

Jerome Valcke
جيروم فالكه سكرتير عام للاتحاد الدولي لكرة القدم.صورة من: picture-alliance/Alessandro Della Bella

وهذا التصريح جاء على لسان حسن الزوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، المهتمة بملف المونديال بقطر، وذلك في اجتماع الفيفا صباح الثلاثاء بحضور السكرتير العام للفيفا جيروم فالكه، إضافة إلى ممثلي الاتحادات الأوروبية واللاعبين الأوروبيين المحترفين، وكل هؤلاء حضروا الاجتماع الذي تمخضت عنه توصيات اليوم.

وحسب مصادر مطلعة فإن الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ولجنة المشاريع والإرث القطرية بصدد الاتفاق، بل واتفقا ضمنياً على الموعدين المذكورين في الشتاء.

إلى جانب ذلك، هناك صراع مالي أصبح ظاهراً للعيان. هناك خسائر تتهدد البوندسليغا والكالشيو والبريمر ليغ، ولهذا ستبحث الأندية الأوروبية عن تعويض. وأعتقد أن طرح التعويض مهدت له قطر من خلال جلسة اليوم التي يمكنني أن أنعتها بأنها جلسة تصالح بين العالم الكروي وقطر الراغبة في إقامة المونديال.

أعتقد جازماً أن الموعد سيكون في شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، مع العلم أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هو الذي يرغب في ذلك، رغم أن الموعد يتضارب مع موعد إقامة الأولمبياد الشتوية لعام 2022، لما سيشكل ذلك تزاحماً على الفضائيات، وتأثيراً على النقل التلفزيوني. لكن لقطر القدرة المالية على تقديم تعويضات للمتضررين.

هل يعني ذلك أن قطر ستسعى لـ"شراء" رضا الأندية والقنوات الأوروبية؟

ما لمسته من خلال زياراتي المتكررة للدوحة، أن قطر مستعدة لكل التنازلات وتقديم ترضيات حتى لا تضيع عليها فرصة احتضان المونديال، ولا يتم تحويل وجهة المونديال إلى مكان آخر. وهي قادرة أيضاً على تقديم تنازلات. المهم بالنسبة للدوحة أن تحصل على هذا السبق في الشرق الأوسط.

ألا ترى أن إصدار اللجنة لتوصية كهذه يعني ضمنياً أن احتضان قطر للمونديال المثير للجدل لم يعد في حد ذاته موضع نقاش، بل أصبح حقيقة ثابتة وفي إطارها يتم ترتيب التفاصيل فقط؟

الحديث الذي جرى اليوم حول الموعد المقترح هو بداية النهاية لتصريحات بلاتيني حين قال إذا توفرت ذرة شك فإنني سأطالب بإعادة التصويت. هذا المسعى انتهى اليوم. وبلاتيني متناقض في أقواله لأنه كان من طليعة المصوتين لصالح ملف قطر بمجموع 22 صوتاً. أيضاً بداية النهاية للخلاف بين قطر وخصومها. إضافة إلى أنه الخطوة الأولى على التأكيد على أن الدوحة ستحتضن مونديال 2022 في فصل الخريف. وفي العشرين من مارس/ آذار القادم سيظهر الخيط الأبيض من الأسود.

الإعلامي التونسي الطاهر ساسي مدير القسم الرياضي بجريدة "المغرب" التونسية.