1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا تبحث عن استراتيجيات لمواجهة السلفيين

ماتياس هاين، الكساندر دريكسل / علاء جمعة١٢ ديسمبر ٢٠١٤

في ألمانيا يزداد عدد الشباب الذين يجذبهم التطرف الإسلامي، ووصل الأمر إلى قيام بعضهم بحمل السلاح. وتريد الحكومة الألمانية مواجهة ذلك وتبحث عن استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه الظاهرة.

https://p.dw.com/p/1E2l3
Islamismus in Deutschland
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler

تقول السلطات الألمانية إن حوالي 600 جهادي ألماني ذهبوا للقتال في سوريا، قتل منهم حوالي 60 شخصا. لكن هناك من يرجح بأن الأعداد أكبر من ذلك بكثير، كما هو الحال مع أخصائي علم النفس والخبير في شؤون الإسلام "أحمد منصور"، الذي يرجح "وجود حوالي 1500 وحتى 2000 جهاديا ألمانيا في الحرب الأهلية في سوريا." وقد بنى منصور تصوره من خلال احتكاكه المباشر في عمله كأخصائي نفسي في مركز يقدم المشورة لأقارب أشخاص انزلقوا في طريق التطرف.

عودة هؤلاء الجهاديين إلى الأراضي الألمانية وخطورتها على ألمانيا هي أسباب تجعل "بيتر نويمان" الخبير والباحث في شؤون التطرف بالكلية الملكية في لندن، يؤكد على أهمية ما يسمى "بالعمل الوقائي" للحد من ظاهرة التطرف. ويرى نويمان أنه من المهم "توضيح الصورة للشباب، الذين لديهم ميول للتطرف في ألمانيا بأن الواقع داخل ما تسمى بـ"الدولة الإسلامية" ليس له أدنى علاقة بالدعاية التي تبثها "داعش" لنفسها عبر الانترنت." ويؤكد نويمان في حديث مع DW أن مقاتلي "تنظيم الدولة" يقاتلون أخوة لهم في الدين، أكثر من قتالهم لقوات الحكومة العراقية، ويضيف "هذه مسألة لا يعرفها كثيرون، إضافة إلى أن الكثير من السوريين يرفضون أصلا وجود المقاتلين الأجانب على أرضهم.

Dr. Peter Neumann
د.بيتر نويمانصورة من: Peter Neumann

أهمية استخدام النهج الوقائي

موقف مماثل لأهمية استخدام النهج الوقائي تتبناه "سوزانه شروتر" من مركز فرانكفورت للأبحاث المختصة بالإسلام وذلك في حديثها مع DW. فهي تؤكد مثلا على "ضرورة نشر مقاطع فيديو لأشخاص توجهوا للقتال مع المتطرفين، ونشر الإحباط الذي واجهوه، خاصة عندما يتحدثون عن التفاصيل التي واجهتهم، وبأنهم تفاجئوا بواقع آخر غير الذي تصوروه، وبأنهم لم يأتوا هنا لقتل إخوانهم المسلمين." كما أنه من المفيد أيضا "نشر مقاطع فيديو لفتيات أجبرن على الزواج، وبأنهن يرغبن بالرحيل والتخلص من هذا الوضع".

ولمنع انخراط المزيد من الشباب في الحرب في سوريا أو الانضمام للتنظيمات المتطرفة هنالك العديد من الإجراءات الوقائية، التي تختلف من ولاية ألمانية لأخرى، فالمسؤولية ملقاة على عاتق كل ولاية لمنع وتحذير الشباب من مغبة تبني أفكار متطرفة.

ولحد الآن لا توجد خطة موحدة لجميع الولايات الألمانية الست عشرة، إلا أنه في أوائل شهر كانون الأول / ديسمبر الحالي فقط قدم حزب الخضر الألماني مقترحا إلى البرلمان لإيجاد خطة موحدة لإتباعها في الولايات الألمانية المختلفة.

وبدأت أولى الخطوات للتعاون بشكل أفضل بين الجهات الفاعلة المختلفة في ألمانيا. ويتبادل وزراء داخلية الولايات المختلفة الخبرات، ويناقشون أساليب الوقاية المتبعة في اجتماع في مدينة كولونيا. أما في مدينة هامبورغ، التي كان يقطن بها بعض منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فقد اجتمع عدد من المؤسسات الحكومية مع جمعيات إسلامية وعلوية، لمناقشة أمور التطرف وكيفية الحد من هذه الظاهرة. كما تم تخصيص ما يزيد على المليون يورو، من أجل الحد من ظاهرة التطرف. ويجري القيام بزيارات للمدارس والجمعيات وتشجيع العمل المجتمعي ضد هذه الظاهرة. وتقوم بهذه المهمة سلطات الشؤون الاجتماعية.

Symbolbild Islamisten in Deutschland
سلفيون يؤدون الصلاة في مدينة بون الألمانيةصورة من: picture-alliance/dpa

الوقاية عن طريق مكتب حماية الدستور

أما الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان، ولاية "شمال الراين فيستفاليا" فيبدو أنها اختارت أسلوبا أخر للوقاية، يتمثل في مشاركة أكثر فعالية لمكتب حماية الدستور "جهاز الاستخبارات الداخلي الألماني"، الذي سيخصص حوالي 600 ألف يورو لميزانية السنة المقبلة للعمل الوقائي. كما سيتم تقديم الاستشارات بشأن التطرف والإرهاب في ست مواقع مختلفة. وتم بالفعل فتح "خط ساخن" منذ منتصف هذا العام أطلق عليه اسم "الدليل". وبإمكان الآباء أو المدرسين أو زملاء المدرسة الاتصال بهذا الخط والتواصل مع أخصائيين اجتماعيين وتقديم معلومات وبيانات عندما يخشون من انزلاق معارفهم نحو الدوائر السلفية المتطرفة والجماعات الإسلامية المسلحة. ويؤكد مكتب حماية الدستور على أهمية عدم وصول موظفيه إلى تلك المعلومات، وأن يكون القرار بشأن الإجراءات التي ستتخذ بيد الأخصائيين الاجتماعيين أنفسهم. وتم بالفعل تشغيل ثلاثة مواقع تجريبية. كما أن الخط الساخن "الدليل" يستقبل ما يزيد عن الخمسين مكالمة أسبوعيا. ويحاول الأخصائيون الاجتماعيون حاليا بالتعاون مع الجمعيات الإسلامية والمدارس تقديم المشورة لثلاثين شابا لمنعهم من الانزلاق في طريق التطرف.

الوقاية من خلال دروس الدين

تدريس مادة التربية الإسلامية بالمدارس، تشكل أيضا أسلوبا من أساليب الوقاية. بيرند رضوان باوكنيشت مدرس تربية إسلامية لأكثر من 300 طالب أسبوعيا في بون. ومن الناحية النظرية لديه إمكانية لمكافحة التطرف بين الطلاب، من خلال المعلومات التي يقدمها، إلا أنه ليس المصدر الوحيد للطلاب عن الإسلام، فهنالك العديد من الأئمة المتطرفين على الانترنت، أو من محيط الطلاب أنفسهم، يحاولون التأثير على الطلاب وسحبهم نحو التطرف. المدرس باوكنيشت يقول إنه يحاول مكافحة هؤلاء عن طريق شرح تصورات أخرى لمفاهيم عديدة يستخدمها عادة المتطرفون مثل مصطلح "الجهاد" ومصطلح "الشريعة". شروح باوكنيشت قائمة على القرآن والروايات، ومبتعدة عن الأسلوب المتطرف، إلا أنه يعترف بأن تأثيره على الطلاب المتطرفين محدود، لذلك فهو يرى من الأفضل تركيز جهوده على الطلاب الذين يبدون تعاطفا مع التطرف.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد