1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أبو بكر البغدادي: الإمامة أم زعامة تنظيم

جاسم محمد١٠ يوليو ٢٠١٤

يرى جاسم محمد أن ظهور زعيم " الدولة الإسلامية" جاء باسمه الحقيقي، إبراهيم "أمير المؤمنين في الدولة الإسلامية" وهذا يعتبر نقله نوعية في سيرة أمير التنظيم، ليحصل على شروط الزعامة.

https://p.dw.com/p/1CZL0
Irak - Abu Bakr Al-Bagdadi zeigt sich scheinbar in einem Youtube-Video
صورة من: picture alliance/AP Photo

دعا زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي المتطرف الذي أعلن نفسه"خليفة"، في أول ظهور علني مصور له، المسلمين إلى طاعته، بحسب ما جاء فيتسجيل نشرته مواقع تعنى بأخبار الجهاديين.

وقال أبو بكر البغدادي"الخليفة إبراهيم" بحسب ما جاء في التسجيل المصور الذي ذكر القيمون عليهأنه صوّر في الجامع الكبير في مدينة الموصل العراقية يوم الجمعة 4 يوليو 2014"أطيعوني ما أطعت الله فيكم".

وبدا البغدادي مرتدياً ملابسوعمامة أثناء صعوده للمنبر، وظهرت على الشاشة عبارة "الخليفة إبراهيم أميرالمؤمنين في الدولة الإسلامية". نشر موقع الفرقان، الموقع المعتمد الى تنظيم "داعش ـ الدولة الإسلامية" ظهور الخليفة الجديد، المكان كان داخل جامع الموصل الكبير شمال العراق والزمان هو صلاة الظهر الجماعة يوم الجمعة المصادف يوم 4 يوليو 2014. جاء ظهور البغدادي بعد كثير من التساؤلات حول عدم ظهوره علنا، مثلما تفعل زعامات التنظيمات "الجهادية" والقاعدة أبرزها الظواهري زعيم القاعدة والوحيشي زعيم تنظيم اليمن وشبه الجزيرة العربية. ظهوره كان متوقعا وقد أشارت بعض المصادر العلنية والتقارير بأن ظهور البغدادي بات قريبا. كانت صورة البغدادي تثير ايضا الاهتمام بعد ان تعود المشاهد على صورة منشورة من قبل لاستخبارات العراقية قبل سنوات في سجن بوكا ـ العراق.

الخليفة باسمه الحقيقي

ظهور زعيم " الدولة الإسلامية" هذه المرة جاء تحت عنوان اسمه الحقيقي، إبراهيم "امير المؤمنين في الدولة الإسلامية" وهذا يعتبر نقله نوعية في سيرة التنظيم. فسبق ان لقب بابو بكر البغدادي القرشي، ليحصل على شروط الزعامة ولكسب المقاتلين والسكان المحليين، بأنه من العراق بعد ان كانت غالبية قيادات القاعدة من العرب وجنسيات غير عراقية، وهي محاولة من التنظيم لحصول إجماع عراقي انذاك عام 2010، ولقب ايضا بالقرشي ليكون الاحق بتزعم الدولة الاسلامية ويحصل على اجماع المسلمين من خارج العراق، هي القاب وتسميات تمنحها القاعدة والتنظيمات"الجهادية" الى زعاماتها لكسب الشرعية.

أبو بكر البغدادي

هو إبراهيم عواد ابراهيم البدري، كنيته السابقة أبو دعاء و عمل محاضراً فيالدراساتالإسلامية، وإماماً لجامع أحمد بن حنبل في سامراء، ومن ثم إمام جامع فيبغداد، وآخر في الفلوجة. اعتقلته القوات الأميركية في 4 يناير 2004. أسس في وقت سابق تنظيماً تحت اسم جيش أهل السنة، والتحق بعدها بالقاعدة، وأصبحالرجل الثالث في التنظيم. تولى القيادة خلفاً لأبو عمر البغدادي. ورغم ان بعض التقارير وصفته بأنه يتمتع بخبرة و يجيد التكتيكات العسكرية القتالية، الا ان الحقائق تعكس غير ذلك تماما، وتجربته لا تتعدى تدريس مادة الشريعة لكنه يعتمد على مجموعة خبراء عسكريين اعلنوا له الولاء. ويركز البغدادي في تمدد تنظيمه ليضم محافظة ديالى التي ينحدر منها، ربما الجغرافية التي تتمتع بها بقربها من بغداد ومحاذاتها الى سلسلة جبال حمرين تعطيه القدرة على استخدام التضاريس في مواجهة حكومة بغداد.

يظهر البغدادي اليوم بخطبته باعتباره خليفة أمير المؤمنين في " الدولة الاسلامية" وباسمه الحقيقي، وهذا يعني انه بات متمسكا بشخصه وحضوره أكثر من لقب البغدادي الذي ربما كان منحصرا بزعامة تنظيم وليس خلافة.

يشار الى ان اسم "الدولة الاسلامية" عند البغدادي يتعارض منذ تأسيسها مع القاعدة ومع زعامة التنظيم المركزي، وهو امتداد الى التوحيد والجهاد. المعلومات التي تواردت من اوساط التنظيم المركزي للقاعدة، ذكرت اعتراض اسامة بن لادن وكذلك ابو يحيى الليبي الذي كان معنيا بادارة الجهاد الاعلامي للقاعدة واعتبروه تعارضا مع منهج القاعدة. اليوم البغدادي يعلن نفسه اميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين لكنه لم يستخدم كلمة "خلافة اسلامية" وابقى على استخدام تسمية "الدولة الإسلامية" والتي يعني الكثير، ابرزها التمكين في الحوكمة والسلطة وادارة الدولة.

"الدولة الإسلامية"

تأسست في إعقاب مقتل ابو مصعب الزرقاوي 2006 وانطلقت منها جبهة نصرة الشام حتى انشقاق الاخيرة ومبايعتها الظواهري في ابريل 2013. تعتبر من اكثر التنظيمات قدرة بشرية وعسكرية بزعامة ابو بكر البغدادي الذي تزعم التنظيم في اعقاب مقتل ابو بو عمر البغدادي 2010، وبدا يتسع جغرافيا في داخل سوريا خاصة في المناطق المحاذية الى محافظة كركوك الغنية بالنفط ويشترك مع الأكراد بعدة مواجهات، وانظم تحت لوائها عدد من الألوية والكتائب من تنظيمات أخرى بسبب ما يقدمه التنظيم من رواتب وامتيازات وهو الأكثر عنفا.

كانت ألمنطقة الغربية في العراق عقب التدخل الاميركي في العراق 2003 حاضنة وملاذا لتنظيم القاعدة ثم " الدولة الإسلامية " والتنظيمات الأخرى واختلطت مابين المقاومة والإرهاب كثير حتى عام 2006 لتقاتل عشائر الانبار تنظيم القاعدة وتخرجه من مناطقها بعد ان عجزت الحكومة والقوات الأميركية، لكن بقيت المنطقة الغربية تمثل ملاذا جغرافيا أحاديا لما يسمى "الدولة الإسلامية ".

إصدار جوازات "الدولة الإسلامية"

ظهرت "الدولة الاسلامية" اكثر اندفاعا بإدارة شؤون المدن التي تسيطر عليها وإصدار البطاقات الشخصية والجوازات والسيطرة والتحكم في المنافذ الحدودية "للدولة". فقد كشفت وسائل الإعلام بأن تنظيم"داعش" أصدر يوم 5 يوليو 2014 جواز سفر رسمي في الموصل، ليوزعه على 11 ألف شخصداخل المدن والنقاط الحدودية بين العراق وسوريا التي أحكم السيطرة عليها.وكتب في أعلى الجواز عبارة "دولة الخلافة الإسلامية" وبجانبهاعلم داعش وأنه تم ذلك في مركز الهويات وجواز السفر الذي افتتحته الحكومةالعراقية سنة 2011، على أساس أن تبدأ في عملية استخراج بطاقات الهوية بدايةالأسبوع المقبل، لتكون هذه العملية بمثابة خطوة أخرى بهدف مأسسة الدولةالجديدة.

"ألخليفة" إماما أكثر منه زعيم تنظيم

ركز "أمير المؤمنين" إبراهيم في خطبته على أمور الدين والشريعة وابتعد من الخوض في موضوع التنظيم ليطرح نفسه اماما وخليفة اكثر من ان يكون زعيم جماعة مسلحة. واشار في خطبته بطلب الطاعة باعتبارها واجب شرعي. وقد ظهر "امير المؤمنين" بحالة مستريحة، وبشكل علني وهي سابقة "جهادية "أن يؤم زعيم تنظيم مسلح الى المسلمين في صلاة جمعة بشكل علني وظهر بجلباب وعمامة سوداء، على خلاف ما هو متعارف عليه في إمامة اهل السنة ومشايخها بان تكون العمامة بيضاء، العمامة السوداء تنحصر في بيت رسول الله (ص) وهذا يعني بانه منح نفسه نسبا لا ينتسب إليه مطلقا.

التنظيمات "الجهادية" وزعامات السلفية الجهادية تعارض حلق الشعر او قصه، وكان "أمير المؤمنين" حليق الشعر! وعكست خطبة البغدادي خبرته في الخطابة، بالاستشهاد بآيات الذكر الحكيم وأقوال الصحابة وبطريقة خطابية ليثبت بأنه فعلا كان خطيبا وإماما قبل الالتحاق بالعمل المسلح.

رفض الدولة السلامية

ظهور"الخليفة إبراهيم" من شأنه يثير الكثير من الخلافات مع المجموعات المسلحة في العراق على وجه التحديد، فتلك الجماعات راهنت على ان تنظيم الدولة الاسلامية لا يمثل الا نسبة ضعيفة في "الحراك" وهذا يعني ان مزيدا من الخلافات والانشقاقات سوف يشهده هذا التحالف. وفي ذات السياق فمن المتوقع ان تخسر الزعامات العشائرية السنية والمجموعات المسلحة تاييدها من قبل بعض المنظمات او الاطراف الداعمة. اما على مستوى مشايخ الفكر " الجهادي" فسوف يواجه خلافا كبيرا ايضا، لكن في نفس الوقت هذه الخطوة ممكن ان يحصل عليها امير المؤمنيين مقاتليين اكثر على الارض والتحاق فصائل جديدة ميدانيا، ان اغلب مؤيدي البغدادي من أصول غير دينية.

وانتقد منظر التيار السلفي الجهاديفي الاردن أبومحمد المقدسي في بيان اعلان دولة "الخلافة الاسلامية" مطلع شهر يوليو 2013 منددابتوعد تنظيم "الدولة الاسلامية" مخالفيه "بفلق هاماتهم بالرصاص".وتساءلعاصم البرقاوي الملقب بابو محمد المقدسي في بيان "هل ستكون هذه الخلافةملاذا لكل مستضعف وملجأ لكل مسلم أم سيتخذ هذا المسمى سيفا مسلطا علىمخالفيهم من المسلمين ولتشطب به جميع الإمارات التي سبقت دولتهم المعلنةولتبطل به كل الجماعات التي تجاهد في سبيل الله في شتى الميادين قبلهم؟".ومن المرجح ان يشهد رفضا من مشايخ اخرين.

اما رئيس المجلس الشرعي في الجبهة الإسلامية، الشيخ أبوعبد الملك، فقال في كلمة صوتية له "إن الشوكة الحاصلة لجماعة خوارج الدولة شوكةعابرة ـ اي تنظيم الدولة الإسلامية ـ يغلب على الظن زوالها، فهذه الشوكة قامت والناس منشغلة بدفع الصائلوقتال العدو.وأن هذا الإعلان ما هو إلا منضمن المواقف العبثية التي يتلاعب الخوارج من خلالها بأحكام الشريعة ومسيرةالجهاد ومصير الأمة، فالخلافة ليست أحلاما نرجسية يعيش في ظلها العشاق (..)."