1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هوليغنز يريدون "حماية ألمانيا" من السلفيين

ناستاسيا ستويدل / زمن البدري٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

بعد أن كانت تنظيمات الهوليغنز تحارب بعضها البعض، وجدت اليوم في ألمانيا عدوا مشتركا متمثلا في السلفيين، فقد دعت هذه الجماعات لمظاهرة كبيرة لـ"حماية ألمانيا"، وسط استنفار لقوات الأمن.

https://p.dw.com/p/1DbtX
Polizei-Einsätze gegen Hooligans
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Holschneider

قبل أسابيع قليلة التقى نحو 300 رجل وامرأة يرتدون ملابس سوداء وسط مدينة دورتموند بغرب ألمانيا، في تجمع حمل اسم "هوليغنز ضد السلفية". وقد جرت الدعوة لهذا التجمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بواسطة أشرطة دعائية مصورة. ظهر في إحداها، رجل يقول "نحن ألمانيا"، فتنهال موجة من التصفيق الحار تمنعه من استرسال كلامه. بعد ذلك يتابع: "نحن لا نمثل اليمين المتطرف"، في خطوة للتأكيد أن لا علاقة لهذا النشاط بالتنظيمات اليمينية المتطرفة. بيد أن الملفت للنظر أن تجمعات هوليغنز المعروف عنها أنها تطارد وتحارب بعضها البعض، بات يجمعها اليوم هدف واحد وهو مطاردة السلفيين.

حضر هذا اللقاء سيغفريد بورشارد (60 عاما)، الملقب بـ"إس إس سيغي" كناية بقوات "إس إس" النازية سيئة الصيت. كان الأخير قد أسس في ثمانينات القرن الماضي رابطة "بوروسين فرونت" لمشجعي فريق بوروسيا دورتموند لكرة القدم، التي ارتبط اسمها بالعنف وبقربها من أوساط اليمين المتطرف. وفي مطلع هذا العام دعا سيغفريد بورشارد أصدقائه القدامى من تجمعات هوليغنز المختلفة للتباحث حول الوضع الحالي لمشجعي كرة القدم. لكن ما يقلق بورسشارد بالفعل، هو ما يعتبرها الأفكار "اليسارية التي باتت تسيطر على تجمعات الألتراس، وهو ما يجب تغييره".

Rechtsradikale in deutschen Stadien
صورة من: picture-alliance/dpa

إتحاد مريب

ويوضح البروفيسور غونتر أ. بيلتس، المختص في سلوك مشجعي كرة القدم بجامعة هانوفر، أن هناك توجها حاليا بين صفوف هولينغز إلى العودة إلى "القيم القديمة". والمقصود هنا "الرجولة والقوة والانضباط في تنفيذ الأوامر"، لكن في قالب عنيف ممزوج المفاهيم.

Hooliganexperte Dr. Gunter A. Pilz
البروفيسور غونتر أ. بيلتس الأستاذ المختص بمشجعي كرة القدم في جامعة هانوفرصورة من: picture alliance / dpa

ورغم محاولات هوليغنز الحثيثة رفض أية علاقة لها باليمين المتطرف، إلا أن جميع الدلائل تثبت العكس. فالمتحدث الأساسي في لقاء دورتموند كان النائب عن حزب "برو (ولاية) رينانيا ويستفاليا" اليميني المتطرف، والفرقة الموسيقية التي أحيت الاحتفالات كانت أيضا فرقة من هذا المعسكر المتطرف ، كما أنها أهدت المشاركين أغنية خاصة.

أما المتابع لمواقع الحملة التي دعت إلى مظاهرة كبرى ضد السلفيين يوم غد الأحد (26 أكتوبر/تشرين الأول) في كولونيا، وذلك سواء على موقع "فيسبوك" وتويتر فسرعان ما سيقرأ عبارات عنصرية ضد الأجانب، كـ"انهضوا أيها الألمان" وعلى "ألمانيا أن تعود للألمان".

أهداف سياسية

وفي حوار مع DW قال راينر فيندت رئيس نقابات الشرطة، إن الأساليب المستخدمة من قبل الهولينغز هي ذاته التي يستخدمها اليمين المتطرف، وذلك في استغلال تخوفات المجتمع من خطر سلفي محتمل لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض. ويفند راينر فيندت ادعاءات "هوليغنز ضد السلفية" بأن دولة القانون فشلت في احتواء مشكلة السلفيين في ألمانيا، باعتبار أنه كلام "هراء"، فالدولة تتعامل مع السلفيين وفق مقتضيات القانون، وهذا لا يرضي تجمعات الهوليغنز. ويؤكد رئيس نقابات الشرطة أنه على "الدولة احترام القوانين، وهذا هو مصدر قوة ألمانيا".

ومن المنتظر أن يشارك في مظاهرة "هولينغنز ضد سلفيين، يمينيون متطرفون من جميع أنحاء أوروبا، خاصة وأن هناك رحلات سفر ستنظم في عدد من المدن الأوروبية لهذا الغرض. ووعد راينر فيندت بإجراءات أمنية مشددة لإظهار صرامة دولة القانون، لكن دون الكشف في الوقت ذاته عن عدد العناصر الأمنية المشاركة في ضبط الأمن يوم الحد.