1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لمياء قدور، صوت مسلم ليبرالي في ألمانيا يتحدى الأفكار المحافظة

عبد الرحمان عمار٨ أكتوبر ٢٠١٣

لمياء قدور، باحثة في علوم الإسلام وتدرس مادة الإسلام في إحدى المدارس الألمانية وتشغل منصب رئيسة الاتحاد الإسلامي الليبرالي. حاورتها DW عربية للتعرف على واقع المسلمين في ألمانيا من خلال تجاربها الشخصية.

https://p.dw.com/p/19ue7
Publizistin Lamya Kaddor, Düsseldorf; Copyright: Uwe Ziss
صورة من: Uwe Ziss

حصلت لمياء قدور عام 2011 على ميدالية الاندماج التي تمنحها الوزيرة المكلفة بشؤون المهاجرين واللاجئين ماريا بومار، كما اختيرت في مدريد من بين النساء المسلمات الأكثر تأثيرا في أوروبا. ويعود الفضل في الاعتراف الذي حظيت به إلى مؤلفاتها وأبحاثها حوال الإسلام والمحاضرات التي تلقيها حول الاندماج في ألمانيا وخارجها.

حوار إسلامي يهودي

في تجربة فريدة من نوعها في العالم نشرت الكاتبة الألمانية ذات الأصول السورية لمياء قدور كتاباً مشتركاً مع الكاتب اليهودي ميشائيل روبنسون تحت عنوان: "غرباء عن بعضنا البعض لكننا قريبون من بعضنا البعض". ويحمل الكتاب في دفتيه أجوبة عن مجموعة من الأسئلة الدينية والسياسية والاجتماعية التي تشغل إهتمام المسلمين واليهود على حد سواء. وعن هذه التجربة تقول لمياء قدور في حوار مع DW عربية: "إنه عبارة عن حوار صريح يكسر المحرمات، عالجنا فيه قضايا دينية وفكرية وسياسية كالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والمحرقة، لكن توقفا أيضا على مجموعة من التقاليد كثقافة الاحتفال والسخرية وكراهية الآخر".

وخلصت لمياء من خلال هذا الحوار الإسلامي اليهودي إلى أن "هناك تقارب كبير بين اليهود والمسلمين في العديد من الأمور وهناك قواسم مشتركة كثيرة وتفوق في عددها القواسم بين المسيحيين والمسلمين". وتضيف لمياء قدور: "بين اليهود والمسلمين يوجد الكثير من الأحكام المسبقة، وكان هدفنا تجاوز ذلك ومحاولة التعرف على الآخر كما هو".

Initiative Frauen Bamberg, von rechts Frau Elsel, Frau Agciouglu, Frau Dr. Yael Deusel Frau Dr. Yael Deusel erklärt Frau Elsel und Frau Agciouglu eine Jüdische Geschichte Foto: Abderrahmane Ammar, DW Arabisch, 28.03.12 in Bamberger Synagoge, Deutschland
في بعض المدن الألمانية هناك مبادرات للحوار اليهودي، المسيحي، الإسلامي لتحقيق التقارب وتجاوز الأحكام المسبقة كما هو حال المبادرة النسائية في مدينة بامبرغ ولاية بفاريا.صورة من: DW

قدور في مواجهة المسلمين المحافظين

يعتبر هذا الكتاب الثالث عشر في جعبة هذه الباحثة في مجالي الهجرة والإسلام في ألمانيا. ويتميز أسلوبها في الكتابة بالجرأة والوقوف على أدق التفاصيل، وهو ما لا يروق للكثير من المسلمين المحافظين في ألمانيا. وعن الانتقادات التي تتعرض لها بين فينة وأخرى تقول قدور: "للأسف أتعرض لانتقادات لا تنبني على أسس علمية وتصدر بدافع الغضب ولا تغيب عنها الرصانة والهدوء وهو ما يتنافى من ما يدعو إليه الدين الإسلامي".

وخلال تجربتها كمدرسة للإسلام في المدارس الألمانية منذ عام 2003، عانت لمياء قدور من محاولة بعض المحافظين عرقلة عملها خصوصاً وأنها امرأة متفتحة ولا ترتدي الحجاب. وتفسر قدور تلك الانتقادات بـ"خوف المحافظين من فقدان السلطة على المسلمين في ألمانيا والتأثير فيهم". فالمحافظون في نظرها "يشعرون بأنهم مهددون عندما يأتي شخص يضع قناعاتهم التي تعلموها في البيت أو المسجد محط تساؤل". كما توجه لمياء قدور انتقاداتها لإقصاء المسلمين الليبيراليين من المجالس الاستشارية التي تتعامل معها وزارة التعليم، فيما يخص وضع برامج دروس الإسلام في المدارس الألمانية ووضع معايير اختيار المدرسين.

Islamische Fundamentalisten demonstrieren am Dienstag (01.05.2012) in Solingen gegen eine Veranstaltung von Pro NRW. Angehörige der islamischen Salifisten hatten während einer Demonstration gegen die rechtsextreme Splitterpartei Pro NRW die Polizei angegriffen. Drei Polizisten wurden verletzt. Foto: Melanie Dittmer dpa/lnw (zu dpa "Rechtsextreme provozieren - Salafisten greifen Polizei an" vom 01.05.2012) +++(c) dpa - Bildfunk+++
لمياء قدور في المدرسةصورة من: picture-alliance/ dpa

"على المسلمين في ألمانيا دراسة دينهم"

وترى لمياء قدور بأن المسلمين في ألمانيا يجب أن يتعلموا أنه لا يوجد فهم واحد ووحيد للإسلام حسب تعبيرها. فغالبية المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا لم يدرسوا الدين الإسلامي وتاريخه. فـ" دراسة الإسلام مهم جداً خصوصاً وأن المسلمين في ألمانيا تجمعهم بالدرجة الأولى الهوية الألمانية".

ورغم أن الكثيرين ينتمون إلى الدين الإسلامي، كما تقول، إلا أن "جزءا كبيراً منهم لا يمارسون العبادات الدينية بانتظام بينما البعض الآخر يتبع ما يسمى بالإسلام الثقافي". وبالنسبة للمياء قدور فإن المسلمين"بحاجة إلى حوار داخلي بينهم يقوم على احترام الاختلاف بين المواظبين على العبادات وغيرهم". وللمساهمة في تقريب دين إسلامي معتدل للمسلمين الألمان نشرت قدور في وقت سابق كتابين مدرسيين حول الإسلام وهما: "القرآن للصغار والكبار" و"الإسلام للصغار والكبار" بالاشتراك مع أستاذة علوم الإسلام في ألمانيا رابيا مولار.

Die Islamkunde-Lehrerin Lamya Kaddor beschreibt am Dienstag (12.12.2006) in einer Unterrichtsstunde an der "Glückauf"-Hauptschule in Dinslaken mit arabischen Schriftzeichen die Tafel. Noch immer gilt Islamkunde in Nordrhein-Westfalen als Schulversuch. Foto: Fredrik von Erichsen dpa/lnw (zu dpa-Korr. "'Welche Sprache sprechen Engel' - Islamkunde an NRW-Schulen" vom 13.12.2006) +++(c) dpa - Report+++
تشهد العديد من المدن الألمانية تنامي التيار السلفي.صورة من: picture-alliance/dpa

ضرورة التعامل مع السلفيين بحذر

من بين القضايا التي تتير الرأي العام الألماني وتحظى أيضا باهتمام الكاتبة لمياء قدور موضوع السلفية. فقد عرفت السنوات الأخيرة تزايد عدد المنتسبين للجماعات السلفية في ألمانيا وينظمون العديد من التجمعات الخطابية وحملات توزيع القرآن في الشوارع الألمانية رغبة منهم في "هداية الناس".

وحسب قدور، فإن تنامي هذا التيار يدعو للقلق خصوصاً في أوساط الشباب حيث تقول: "بالتخوف من الجماعات السلفية لا يعني دائماً بأن المنتسبين إليها مستعدون للجوء إلى العنف في سبيل قناعاتهم، لكن هذا الاحتمال وارد". كما تتجلى خطورة الجماعات السلفية في إمكانية توتير العلاقة بين الأعضاء المنتسبين إليها من الشباب وبين عائلاتهم. والسبب كما توضح ذلك هو "تهمة الشباب للآباء بأنهم لا يتبعون الإسلام الصحيح إذا لم يتبعوا طريقة فهم السلفيين للدين". وتدعو قدور إلى "التعامل بحذر مع السلفيين".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات