1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حكومة ميركل تتبنى أكبر خطة تقشف في تاريخ ألمانيا

٧ يونيو ٢٠١٠

بعد اجتماعات استغرقت يومين تقدّمت الحكومة الألمانية بخطة تقشف بقيمة 80 مليار يورو للسنوات الأربع المقبلة. وهي أكبر خطة تقشف في تاريخ البلاد وستطبّق ابتداء من العام المقبل وسط تنديد أحزاب المعارضة والنقابات العمالية بها.

https://p.dw.com/p/NkEi
ميركل ووزير خارجيتها يستعدان لعرض أكبر خطة تقشف في تاريخ ألمانياصورة من: AP

أكدت الحكومة الألمانية بعد جتماعات استغرقت يومين عزمها على خفض النفقات في موازنات الدولة بقيمة 80 مليار يورو حتى عام 2014 . وقالت المستشارة أنغيلا ميركل إثر مشاورات حكومية ماراتونية إن الهدف من برنامج التقشف هو "ضمان استمرار الاستقرار المالي".

وأكدت المستشارة في مؤتمر صحافي عقدته مع حليفها الليبرالي وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله أن "لا بديل عن التقشف" موضحة أن المستقبل "يحمل معه أوقاتا عصيبة". وأضافت أن أعضاء الحكومة بذلوا جهودا استثنائية للخروج بخطة تقشف صلبة. وأبدت تفاؤلها في التغلب على الصعوبات وخفض النفقات "في حال توفر القدرة على تنفيذ هذه الإجراءات". وإذا كانت الأكثرية الحكومية مضمونة في البرلمان الاتحادي (البوندستاغ)، إلا أنها لم تعد مضمونة في مجلس الولايات الألمانية (البوندسرات) بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت بالتحالف المسيحي ـ الليبرالي فيها.

خفض النفقات بقيمة 80 مليار خلال أربع سنوات

Skyline von Frankfurt am Main freies Bildformat
عاصمة المال فرانكفورت: ضريبة على جميع التحويلات المالية في البلادصورة من: picture-alliance /dpa

وعرضت ميركل ووزير خارجيتها حجم التقشف الذي سيبدأ العام المقبل وحتى نهاية عام 2014 على الشكل التالي: 11,2 مليار يورو عام 2011 و19,1 مليارا عام 2012 و24,7 مليارا عام 2013 و 26،6 مليار يورو عام 2014. وأضافا إلى ذلك مبلغ ستة مليارات يورو تقريبا بسبب العجز المستمر سنويا في صناديق التقديمات الصحية، ما يرفع الرقم شبه النهائي للعجز المالي إلى 86 مليارا يورو. وشدّد المسؤولان على أن الحكومة لن تزيد الضرائب على الدخل أو على القيمة المضافة، وإنما ستغطي قسما كبيرا من العجز عن طريق خفض النفقات الاجتماعية من جهة، وفرض ضريبة على الاقتصاد من جهة أخرى تتمثل بإحداث ضريبة على التحويلات المالية التي تجريها المصارف. وكمثال على الخفض ذكرت المستشارة علاوة الأطفال التي تدفع إلى الأهل وخفض التقديمات المعطاة إلى العاطلين القدماء عن العمل. وأكد المسؤولان أنه لن تلحق بقطاعي التعليم والبحوث أية تخفيضات على موازنتيهما، بل سيضاف إليهما مبلغ 12 مليار يورو.

وقال فيسترفيله إن بلاده تواجه "تحديات صعبة مستقبلا"، خاصة وأن ألمانيا عاشت خلال الأعوام الماضية بطريقة تفوق قدراتها. ودافع رئيس الحزب الليبرالي عن برنامج التقشف قائلا إن "عدم القيام بهذه الخطوة يعني إبقاء النزيف في جسم البلاد". وأعلنت ميركل وفيسترفيلله في إطار خطة التقشف المقترحة عن تأجيل تنفيذ خطة بناء نسخة طبق الأصل عن واجهة القصر القديم الضخم للقيصر الألماني في قلب العاصمة برلين الذي بني على أنقاضه مبنى البرلمان خلال الحكم الشيوعي في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة وجرى هدمه في السنوات الأخيرة. وستوفّر الدولة مبلغا يفوق 500 مليون يورو على أن يعاد العمل به بعد عام 2014.

المعارضة والنقابات العمالية تنددان بالخطة

DGB / Michael Sommer / Essen
رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية في ألمانيا ميشائيل زومر: الخطة غير عادلةصورة من: AP

وانتقدت المعارضة والنقابات العمالية خطة الحكومة بشدة. وقالت أندريا نالس الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، إن الخفض "سيطاول الفئات الاجتماعية الشعبية غير القادرة على الدفاع عن مصالحها". وتحدث رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار غريغور غيزي عن "ضربة قوية" وجّهتها الحكومة إلى السلم الاجتماعي في البلاد. وأعرب مسؤولون نقابيون عن خشيتهم من تدهور التوازن الاجتماعي القائم حاليا في البلاد.

ومن جهته قال رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية ميشائيل زومر إن التخفيضات المقررة في التقديمات الاجتماعية التي يستفيد منها المواطنون العاديون "غير عادلة"، مشيرا إلى أن ما قررته الحكومة "ليس بتقشف بمقدار ما هو استغلال للضعيف لصالح القوي". ودعا زومر إلى زيادة ضريبة الإرث وإدخال ضريبة على الملكية وعلى المبادلات المالية في المصارف. وانتقد رئيس حزب الخضر المعارض جيم أوزدمير الخطة قائلا إن الحكومة "لا تفكر سوى بخفض النفقات الاجتماعية".

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد