1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حفيظ الدراجي: نجاح بايرن سببه فريق متميز واستثمارات شاملة

وفاق بنكيران٤ أبريل ٢٠١٣

تألق نادي بايرن ميونخ لكرة القدم في منافسات الدوري وبطولة كأس ألمانيا هذا الموسم، حتى اقترب من حسمهما لصالحه. أما لقب دوري أبطال أوروبا، فهي مهمة يصفها المعلق الرياضي حفيظ دراجي "بالصعبة للغاية لكنها ليست مستحيلة".

https://p.dw.com/p/189au
Munich's players celebrate team mate striker Mario Gomez after the 1-0 during the German first division Bundesliga football match TSG 1899 Hoffenheim vs Bayern Muenchen in Sinsheim, Germany, on March 3, 2013. AFP PHOTO / DANIEL ROLAND RESTRICTIONS / EMBARGO - DFL RULES TO LIMIT THE ONLINE USAGE DURING MATCH TIME TO 15 PICTURES PER MATCH. IMAGE SEQUENCES TO SIMULATE VIDEO IS NOT ALLOWED AT ANY TIME. FOR FURTHER QUERIES PLEASE CONTACT THE DFL DIRECTLY AT + 49 69 650050. (Photo credit should read DANIEL ROLAND/AFP/Getty Images)
صورة من: DANIEL ROLAND/AFP/Getty Images

DW عربية: حتى اللحظة لا يمكن النظر إلى أداء فريق بايرن ميونخ على مستوى الدوري وبطولة كأس ألمانيا إلا باحترام شديد، إذ سجل الفريق حتى الآن 78 هدفاً، مقابل ثلاثة عشر دخلت شباكه ( ضمن منافسات البوندسليغا)، كان آخرها تسعة أهداف صعق بها ضيفه هامبورغ مقابل هدفين في منافسات المرحلة السابعة والعشرين. فعلى ماذا تدل كل هذه الأرقام برأيك؟

حفيظ الدراجي: كمتتبع للكرة الأوروبية والألمانية، لا أنظر إلى هذه الأرقام بمعزل عن مسيرة بايرن ميونخ في السنة الماضية وفي المواسم السابقة، بل وبمعزل عن تاريخ بايرن العريق برمته. كما أن النتائج الإيجابية التي حققها الموسم الحالي هي نتاج أيضاً لبلوغه نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وامتداد لتركيبة الفريق المتميزة التي تضم مجموعة كبيرة من الأسماء البارزة. وهذا ما جعل بايرن ميونخ يقترب من تتويجه بطلاً للدوري الألماني لكرة القدم. كل هذه المعطيات تفسر الأرقام التي أحرزها الفريق البافاري لغاية اللحظة، بما فيها فوزه على هامبورغ بتسعة أهداف مقابل هدفين، وهو ما اعتبر أكبر نتيجة سجلت في الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم.

وماذا عن تركيبة هذا الموسم والدور الذي لعبه المدرب الفني يوب هاينكس؟ ألا نلمس وصفة سحرية لبايرن ميونخ في موسم 2013؟

هناك بكل تأكيد وصفة خاصة بالفريق البافاري، ولا أوافقك الرأي أنها وصفة سحرية، بل هو استثمار جيد على جميع الأصعدة، بما فيها استثمار في مواهب شبابية متميزة وفي القدرات البشرية المتوفرة، التي تفيد المنتخب الألماني أيضاً.

Algerian journalist Hafeez Derradji Date 2009 Source Own work Author Riadismat I, the copyright holder of this work, release this work into the public domain. This applies worldwide. In some countries this may not be legally possible; if so: I grant anyone the right to use this work for any purpose, without any conditions, unless such conditions are required by law.
يعمل حفيظ دراجي معلقاً ومحللاً رياضياً في قناة الجزيرة الرياضية الفضائيةصورة من: Riadismat

للمدرب هاينكس بكل تأكيد بصمته الخاصة، وهذا يسري أيضاً على إدارة الفريق التي تفطنت لاختلالات كانت موجودة في الموسمين السابقين، ما مكن الفريق في نهاية المطاف من إيجاد الوصفة اللازمة للسيطرة على الكرة الألمانية والابتعاد عن المدافع عن اللقب فريق بروسيا دورتموند بفارق عشرين نقطة.

هل تتضمن تشكيلة بايرن ميونخ الحالية وجوهاً قد تكون مفتاح نجاحات الفريق حتى اللحظة؟

الحديث عن الوجوه في بايرن بمعزل عن الوصفة التي تحدثنا عنها أمر مبالغ فيه جداً. فالبايرن ليس لاعباً واحداً فقط، ولا يقتصر مثلاً على ريبري أو مولر أو غيرهما من اللاعبين. بل يعتمد بايرن ميونخ على عدد كبير من الوجوه ولديه نزعة هجومية قوية جداً. ولهذا سيكون إجحافاً في حق باقي اللاعبين الحديث عن لاعب أو اثنين بمعزل عن التركيبة التي سبق التطرق إليها والخيارات الكثيرة المتاحة أمام المدرب هاينكس. وهي خيارات تساهم جميعها في الحفاظ على استقرار الأداء. وأنا أفضل الحديث عن البايرن ككتلة كبيرة جداً، ككتلة متلاحمة تداركت "أخطاء" الماضي. وهنا لا يتعلق الأمر بأخطاء فنية أو تكتيكية، وإنما بأخطاء تمثلت في ضعف التركيز وعدم الاهتمام بكل مباراة على حدة وإعطاءها حقها، والدليل على ذلك إهداره للقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي رغم أنه كان أقوى المرشحين للفوز في مباراة النهائي. لكن هذا لا يمنع أن خبرات اللاعبين الكبار كشفاينشتايغر وريبري ومونزوكيتش وغيرهم منحت نكهة إضافية للفريق.

إحراز الثلاثية (درع البوندسليغا ولقب بطولة ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) حلم طارد إدارة بايرن ميونخ طويلاً إلى درجة الهوس أحياناً. وفي هذا الموسم تبدو الأمور على المستوى الوطني متجهة نحو هذا الهدف، فلقب البوندسليغا هو تحصيل حاصل برصيد 72 نقطة، والفرصة في نيل بطولة كأس ألمانيا كبيرة أيضاً بعد إقصائه لدورتموند، فيما لم يتبق أمامه سوى مباراة أمام فولفسبورغ، وفي حال فوزه سيواجه في النهائي الفائز في لقاء شتوتغارت بفرايبورغ، وجميعها فرق في متناول الفريق الأحمر. أما التحدي الأكبر فيبقى دوري أبطال أوروبا. ما هي فرص بايرن ميونخ في نيل اللقب وتعويض ما فاته الموسم الماضي على أرضه أمام تشيلسي الإنكليزي؟

بكل تأكيد أن دوري أبطال أوروبا لم يُحسم بعد. هناك فرق كبيرة، مثل ريال مدريد وبرشلونة إلى جانب يوفنتوس، الذي قد يقلب الطاولة على بايرن في تورينو (ذهاب 2-0 لصالح بايرن ميونخ). بالفعل، كانت فرص البايرن قوية جداً الموسم الماضي لإحراز اللقب بخروج برشلونة وريال مدريد. أما اليوم فالمهمة صعبة جداً. ورغم كل هذا يمكن للفريق الألماني الفوز باللقب نظراً لقوة واستقرار أدائه. هذا الاستقرار ينقص برشلونة وريال مدريد في الوقت الحالي مثلاً. على العموم، يعد البايرن من أكثر الفرق استقراراً ضمن الفرق الثمانية المشاركة في الدوري ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا. لذلك هو مرشح لبلوغ النهائي من قبل بعض الفنيين، لكنها مهمة وكما قلت ستكون صعبة وصعبة جداً.

Former Barcelona soccer coach Pep Guardiola speaks at Mexico Siglo XXI, an event organized by the Telmex Foundation in Mexico City, Friday, Sept. 21, 2012. (Foto:Alexandre Meneghini/AP/dapd)
يرى حفيظ الدراجي أن غوارديولا سيحاول ترك بصمته الفنية على بايرن ميونخ عندما يتولى تدريبه بدءاً من الصيف القادمصورة من: dapd

وكيف يمكن للبايرن حسمها لصالحه؟

بأن يظهر في المباريات القادمة بنفس الصورة التي ظهر بها في مباراة الذهاب أمام يوفنتوس. وهنا أتحدث بالدرجة الأولى عن تلك الروح الفردية والجماعية التي ميزته، إضافة إلى الانضباط التكتيكي الذي شاهدناه والرغبة والإرادة القويتين في الفوز. وتاريخياً، صنع بايرن ميونخ الفارق اعتماداً على الروح والمعنويات أكثر من أي شيء آخر، لأن المهارات الفردية والقوة الجماهيرية الكبيرة دائماً موجودة. فالروح والأداء اللذين لعب بهما ضد يوفينتوس كفيلان بإيصاله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

وإذا ما حصل ذلك بالفعل وتحقق حلم الثلاثية، ألن تصبح مهمة غوارديولا، المدرب الجديد للبايرن اعتباراً من الصيف القادم، صعبة جداً؟

طبعاً. فذلك سيعقد الأمور بالنسبة لغوارديولا، لأنه في هذه الحالة سيدرب بطل أوروبا وبطل الدوري وكأس ألمانيا معاً. لكن يجب أن لا ننسى أيضاً أن التحدي سيبقى هو نفسه، فالدفاع عن الألقاب يعتبر تحدياً كبيراً أيضاً. وبيبي غوارديولا نفسه تعود على إحراز ألقاب دولية ومحلية وأوروبية مع فريقه السابق برشلونة. غير أن التحدي اليوم هو تحد جديد بالنسبة له، لأنه سيقوم أوروبياً ولأول مرة بتدريب فريق غير إسباني (سبق له أن درب فرقاً غير أوروبية)، وهو فريق بايرن ميونخ العريق. إذاً سيسعى غوارديولا إلى إظهار أن طريقة لعب برشلونة هي طريقته الخاصة وسيهدف إلى ترك بصمته الفنية الخاصة على تشكيلة بايرن ميونخ، على مستوى الأداء أولاً وليس النتائج. فهو إذاً سيسعى في ميونخ إلى التأكيد على أنه مدرب صنع برشلونة وليس نادي برشلونة هو الذي صنعه. ولا شك أن هذا نقاش طويل حول من صنع من.

حفيظ دراجي، محلل ومعلق رياضي في قناة الجزيرة الرياضية الفضائية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد