1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تطور الخدمات في الصومال رغم انهيار المؤسسات

١ فبراير ٢٠١٢

على الرغم من استمرار الفوضى السياسية وغياب مؤسسات الدولة في الصومال يشهد قطاع الخدمات تقدما كبيرا لاسيما في ميدان الحوالات المصرفية والاتصالات. دويتشه فيله تكشف قصة هذا النجاح.

https://p.dw.com/p/13tcG
شركة حديثة للاتصالات في الصومالصورة من: DW

تعتبر الصومال من الدول الفاشلة والمنهارة، التي تحتاج إلى المساعدات من أجل إعادة الإعمار. لكن الصوماليين يحققون على الرغم من هذه الظروف الصعبة تقدما متزايدا على صعيد الخدمات الاجتماعية. فقد تأسست مثلا شركات للحوالات المصرفية حلت محل البنك المركزي الصومالي، وشركات للاتصالات وخدمات الإنترنت.

حوالات المغتربين تساعد الأقرباء في الداخل

بعد انهيار البنك المركزي في الصومال عام 1991 وافتقار الشعب الصومالي إلى نظام البنوك، تأسست شركات الحوالة الأهلية لتغطية احتياجات الصوماليين. وقد مكنهم هذا النظام من الحصول على الأموال من ذويهم وأقربائهم المغتربين في الخارج. وفي حوار مع دويتشه فيله يقول ماو طحلو، المدير العام لشركة حوالة سهل: "نقوم بخدمة يحتاج إليها الناس، خاصة في هذا الوقت الحرج، الذي يعاني فيه الشعب من مشاكل كثيرة نتيجة المجاعة". ويبين ماو طحلو في حديثه مدى أهمية هذه الخدمة ويقول: "بفضل هذه الشركات تمكن المغتربون من مساعدة ذويهم في الداخل". وفي الوقت الذي يشير فيه ماو طحلو إلى المساعدات العالمية التي قدمت للصومال خلال أزمة المجاعة، يشير إلى الدعم الذي قدمه الصوماليون في الغربة، وإلى الدور الهام الذي لعبته شركات الحوالات في ذلك، مؤكدا أنه " ولولا هذه الحوالات لما أرسلوا الأموال إلى المحتاجين".

Mao Doholow
ماو طحلو، المدير العام لشركة "حوالة سهل"صورة من: DW

وكان ماوطحلو قد عاش لمدة 25عاما في الولايات المتحدة، وعاد بعدها في عام 2007 إلى الصومال ليشارك في تنمية الاقتصاد الوطني. لكن ظروف العمل في الصومال ليست سهلة، كما يقول ماوطحلو في حديثه مع دويتشه فيله:"الكل يتفهم أننا نعمل في وضع صعب للغاية بسبب المشاكل الأمنية. وفي بعض الأحيان يحاول البعض أخذ الأموال المرسلة إليهم عن طريق استخدام العنف". لكن مدير شركة حوالة سهل، يبتسم وهو يشرح خلفيات هذا التصرف ويقول: "لأن هؤلاء عرفوا قوة السلاح بدلا من الحل السلمي، وعمل الشركات في الصومال أمر له خطورته".

خدمات الاتصالات على الرغم من الصعوبات

أما شركات الاتصالات فتقدم خدماتها للزبائن في ظل غياب دور وزارة البريد والاتصالات، مما يساعدهم على التواصل مع بعضهم من خلال الهواتف المحمولة أو الأرضية التي أصبحت متوفرة في المناطق المحظوظة بتواجد فروع هذه الشركات. وشركة نيشن لينك هي من بين شركات الاتصالات التي تعمل في الصومال، ولها عدة مكاتب في مقديشو وفي الأقاليم، ويقول آدم علي، مدير العمليات لدويتشه فيله: "تأسست شركة نيشن لينك عام 1997 بعد أن لا حظنا وجود رغبة كبيرة من قبل الشعب في خدمة الاتصالات". ويتحدث علي عن المراحل التي مرت بها الشركة قائلا: "مررنا بمراحل مختلفة، وتجاوزنا، بحمد الله، عقبات كثيرة اعترضت طريقنا. في البداية قمنا بتوسيع خدماتنا في مقديشو حتى تمكنا أخيرا من الوصول إلى معظم المناطق الصومالية وحتى تلك الواقعة علي الحدود".

ويستطيع زبائن هذه الشركة التواصل مع ذويهم في الخارج وبسعر منخفض، وفي هذا السياق يرى آدم علي " أن خدمة شركة نيشن لينك وخاصة في الهاتف المحمول رخيصة، إذ يتصل معظم السكان بأقاربهم في الخارج بسعر زهيد نسبيا". ويؤكد علي أن خدمات الاتصالات هذه تلعب دورا كبيرا في التواصل بين الأهل، وخاصة أولئك الذين يعيشون في داخل البلاد وخارجها "تتيح هذه الخدمة إمكانية التواصل الدائم بين أبناء الأسر الذين يعيش بعضهم داخل البلاد والبعض الآخر خارجها ويتعذر عليهم اللقاء". ويوضح إسحق، أحد عملاء الشركة، أن "الزبائن يفضلون الهواتف المحمولة على الهواتف الأرضية في المنازل والمكاتب بسبب سهولة التنقل ويقول: " تشهد الهواتف المحمولة إقبالا كبيرا بالمقارنة مع الأرضية، فعدد كبير من السكان يفضلون هذه الخدمة".

خدمات الإنترنيت بأسعار معتدلة

Abdirizak Qabobe
عبد الرزاق قبوبي، رئيس شركة "جلو بل" لخدمة الإنترنيتصورة من: DW

إلي جانب شركات الحوالة والاتصالا ت تدخل خدمات الإنترنت على الخط، إذ حظي الصوماليون بهذه الخدمة وبأسعار معتدلة، وعن ذلك يقول عبد الرزاق قبوبي، رئيس قسم الهندسة في شركة جلو بل لخدمة الإنترنت: "نقدم خدمة إنترنت لسكان مقديشو،لأن الإنترنت خدمة أساسية يحتاج إليها الإنسان في معظم أعماله".

ولا تقتصر خدمات شركة جلو بل على أبناء العاصمة مقديشو، بل هي تعمل أيضا في بونت لاند وصومال لاند، اللتين تتمتعان بنظام منفصل، كما يقول قبوبي في حديثه مع دويتشه فيله: "استطاعت شركة جلوبل الوصول إلى مناطق خارج مقديشو، ونحن نعمل في جميع المناطق بالصومال". وتقدم الشركة هذه الخدمات، كما يضيف، بطرق مختلفة، منها عن طريق دي إس إل و واير ليز. وكل يستخدم الخدمة حسب طاقته، البعض يفضل خدمة دي إس إل، لأنها أرخص من خدمة واير ليز، بينما يرغب آخرون في خدمة واير ليز، لأنها أسرع بكثير. وتقدم الشركة هذه الخدمات للمؤسسات الكبيرة القادرة على دفع التكاليف، كما يقول عبد الرزاق قبوبي.

عبد القادر فودي ـ مقديشو

مراجعة: منى صالح