1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المغرب... تزايد الإقبال على تعلم اللغة الألمانية

بوعمرو العسراوي ـ الرباط١ أبريل ٢٠١٤

يتزايد الإقبال على تعلم اللغة الألمانية من طرف الشباب في المغرب. لكن هذا الإقبال على تعلم لغة غوته يقتصر فقط على المعاهد الخاصة لتعليم اللغات، بينما يضعف في المدارس والجامعات الحكومية رغم مجانية التعليم الحكومي.

https://p.dw.com/p/1BZpR
صورة من: DW/B. Elasraoui

يرى عبد الصمد، وهو طالب في شعبة الأدب الألماني بجامعة فاس، أن الإقبال على تعلم اللغة الألمانية من طرف الشباب المغاربة في تزايد مستمر. ويقول الطالب المغربي: "في المعاهد الخاصة يمكن للمتعلم أن يحصل في مدة لا تتعد تسعة أشهر على شهادة تمكنه من السفر إلى ألمانيا من أجل الدراسة". ومع ذلك يرى الشاب المغربي أن الإقبال على تعلم اللغة الألمانية مقارنة بالإقبال على تعلم لغات أجنبية أخرى لا يزال ضعيفا. ويفسر عبد الصمد ذلك بما سماه "النقص الحاصل في المعلومات حول الآفاق التي تفتحها اللغة الألمانية".

من جهتها تعتبر جيهان (20 سنة)، التي تدرس اللغة الألمانية بمعهد خاص في مدينة مكناس بأن شروط متابعة الدراسة بألمانيا محفزة مقارنة بدول أوروبية أخرى. وهو الأمر الذي يشجع الشباب في المغرب على تعلم اللغة الألمانية. أما عبد الإله (24 سنة) زميل جيهان، فيقول: "اللغة الألمانية أصبحت بالنسبة لكثير من الشباب مفتاح الهجرة إلى ألمانيا من أجل الدراسة". وحصل عبد الإله على شهادة جامعية في تخصص الاقتصاد، ويتلقى عبد الإله حاليا دروسا في اللغة الألمانية بمعدل 10 ساعات في الأسبوع، ويطمح إلى إتمام دراسته العليا بألمانيا في نفس تخصصه.

Deutschlernen in Marokko
خالد شباني، طالب في شعبة الأدب الألمانيصورة من: Khalid Chbani

تعلم الألمانية في المعاهد الخاصة

وتلاحظ نزهة علوي، وهي أستاذة مؤطرة (أستاذة مشرفة) تشرف على تكوين المدرسين بأكاديمية التعليم بجهة الرباط أن الإقبال على تعلم الألمانية يبقى محصورا في المعاهد الخاصة. وتقول علوي أن تعلم اللغة الألمانية في المدارس الحكومية ضعيف رغم مجانية التعليم في المؤسسات الحكومية". وتعتبر الأستاذة علوي أن هذا المعطى يشكل مفارقة بالنسبة لها. وترجع علوي سبب ذلك إلى "غياب تشجيع تعلم اللغة الألمانية وضعف التعريف بالآفاق التي يمكن أن تفتحها اللغة الألمانية أمام من يتقنها". وتشير علوي بالمناسبة إلى نقطة تراها من زاويتها مؤثرة تتمثل في إقصاء متعلمي اللغة الألمانية في التعليم الرسمي من فرصة دخول معاهد عليا مثل معاهد الطب و الهندسة بعد حصولهم على شهادة الثانوية العامة.

وتقول علوي إن "هذا عامل لا يحفز التلاميذ في الإقبال على تعلم الألمانية". أما خالد شباني، وهو طالب في شعبة الأدب الألماني بجامعة الرباط، فيرجع ضعف الإقبال على تعلم اللغة الألمانية في الجامعات المغربية إلى ما أسماه بـ "سيادة الحفظ والاستظهار" في الجامعات مقابل "توفر المعاهد الخاصة على تقنيات حديثة في تعلم اللغة وتنوع طرق الإلقاء". ويتفق عبد الصمد الذي يدرس أيضا الأدب الألماني في جامعة فاس مع ما ذهب إليه خالد.

Deutschlernen in Marokko
نزهة علوي، أستاذة مشرفة على تكوين المدرسين بجهة الرباطصورة من: Nezha Alaoui

تعلم اللغة بهدف السفر إلى ألمانيا

من ناحيته، يفسر حسن عسلون مدير معهد "غوته هاوس" بمكناس لتعليم اللغة الألمانية، الإقبال المتزايد على تعلم الألمانية برغبة المقبلين على تعلم الألمانية في الحصول على "شهادة اللغة". وهي شهادة تشترطها السلطات الألمانية للسفر إلى ألمانيا للالتحاق بالعائلة أو للدراسة مثلاً. ويضيف عسلون قائلا: "رغم أنه من بين شروط الدراسة في ألمانيا التوفر على حساب بنكي يضع فيه الطالب على الأقل مبلغ 7908 يورو، إلا أن العديد من الأسر المغربية تدعم أبناءها لتعلم اللغة الألمانية".

أما فيما يخص إتقان الشبان المغاربة للغة الألمانية فتقول نزهة علوي إن مستوى الطلبة يتراوح "بين ضعيف ومتوسط"، وترجع ذلك إلى طبيعة اللغة الألمانية التي تبقى، في تقديرها نوعا ما صعبة. وتشير موضحة بهذا الخصوص إلى مثال تقسيم الفعل إلى جزئين في الجملة الألمانية، والاحتفاظ به أحيانا إلى آخر الجملة بالإضافة إلى صعوبة النطق ببعض الكلمات الطويلة والمركبة، حسب رأيها. غير أن رشيد جاي منصوري، أستاذ في الدراسات الألمانية بجامعة فاس، يرى أن اللغة الألمانية لا تستعص كثيرا في التعلم على الطلبة المغاربة، ويبرر ذلك في تصريح لـ DW عربية قائلا :" نشأة المغاربة في محيط يتميز بتعددية لغوية، فيها الأمازيغية والعربية (الدارجة المغربية) كلغات أم، والفرنسية كلغة أجنبية أولى فإنهم لا يجدون صعوبة في تعلم لغات أجنبية بما فيها الألمانية".

شبان مغاربة في أولمبياد فرانكفورت

ومن بين الطلبة المغاربة الذين تعلموا اللغة الألمانية وأتقنوها نجد رشيد أكدان (16 سنة)، وهو تلميذ في السنة الأولى ثانوي. رشيد الذي ينحدر من قرية بضواحي أكادير جنوب المغرب، حصل على منحة من المعهد الثقافي الألماني"غوته" للسفر إلى ألمانيا شهر أغسطس/ آب 2014 القادم، من أجل المشاركة في فعاليات الأولمبياد العالمي للغة الألمانية الذي ستحتضنه مدينة فرانكفورت. ويقول رشيد الذي اختير إلى جانب شابة أخرى اسمها أمينة للمشاركة في أولمبياد اللغة الألمانية إنه "يحب اللغة الألمانية ويجتهد في تعلمها".

Deutschlernen in Marokko
رشيد أكدان الذي سيشارك في الأولمبياد العالمي للغة الألمانيةصورة من: DW/B. Elasraoui

وفي إطار بعض الفعاليات التي ينظمها معهد غوته في المغرب، شارك 25 من طلبة المدارس الحكومية من مختلف المدن المغربية في مباراة لاختبار مهاراتهم في اللغة الألمانية. وقد تمكن ستة طلبة من الفوز بمنحة مهداة من الهيئة الألمانية للتبادل التربوي، حيث سيقضي الطلبة المتفوقين، وهم سلمى وعبد الإله وحكيمة وهناء، شهرا كاملا بألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد