1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التحريض والنكات العنصرية تكشف الوجه القبيح للإنترنت

آنا لاتوز/ ابتسام فوزي٢٩ أبريل ٢٠١٤

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مكاناً لنشر الصور الشخصية ومقاطع الفيديو المضحكة فحسب، بل اتجه عدد كبير من الجماعات المتطرفة لاستخدام هذه المواقع من أجل نشر أفكارها. وحدود المحتوى "العنصري" في هذه المواقع يختلف حسب الدول.

https://p.dw.com/p/1Bm1V
Frage Facebook
صورة من: DW

تعشق سوزانا الكلاب وهو أمر لا تكشفه صورتها الشخصية على صفحتها بموقع "فيسبوك" فحسب، بل يظهر أيضاً من خلال الصفحات التي اشتركت فيها على الموقع والمعنية كلها بالاهتمام بالحيوانات. لكن من ناحية أخرى، لا تبدو سوزانا متحمسة لطالبي اللجوء، وهو ما يتضح أيضاً من خلال انضمامها إلى العديد من الصفحات المناهضة لاستقبال اللاجئين.

قبل عدة أعوام لم تكن سوزانا تكشف عن هذه الآراء إلا للأصدقاء المقربين فقط. لكن منذ انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، بات من الممكن التعرف على آراء الأشخاص من خلال صفحاتهم الشخصية على "فيسبوك". وبنظرة سريعة على بعض تلك الصفحات، يتضح أن بعضها تديره عناصر يمينية متطرفة. ويقول فيليكس شتاينر، صاحب إحدى المدونات المتخصصة في مراقبة أنشطة اليمين المتطرف على شبكة الإنترنت: "هدف هذه الصفحات هو البروباغندا، وهي تهدف للتحريض بطريقة سيئة على طالبي اللجوء والمهاجرين".

NRW Neonazis Razzia
رصدت العديد من التقارير زيادة واضحة في أنشطة اليمين المتطرف على شبكة الإنترنتصورة من: picture-alliance/dpa

صفحات تحريضية

هذا وتراقب العديد من الجهات المتخصصة انتشار أفكار اليمين المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي. ورصدت منظمة حماية الشباب في تقريرها السنوي صيف العام الماضي زيادة كبيرة في أنشطة اليمين المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما التي تتمتع بانتشار واسع بين الشباب، مثل موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب". وتوضح المشرفة على التقرير، كريستيانا شنايدر، أن "الفكاهة السوداء" عادة ما تكون المفتاح لنشر التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي. كما تشير شنايدر إلى الخلاف في وضع حدود على السخرية بين ألمانيا والولايات المتحدة، التي تدار منها معظم شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة في التعاون بين الطرفين عندما يتعلق الأمر بطلب حذف بعض المحتويات من هذه المواقع.

وشهد عام 2012 جدلاً حاداً حول "هاشتاغ" (عبارة مفتاحية قصيرة تستخدم عادة في موقع التغريدات "تويتر") انتشر بسرعة شديدة على موقع "تويتر" بعنوان unbonjuif (يهودي طيب). وانتشر الهاشتاغ، الذي شمل العديد من النكات التي وصفت بأنها معادية للسامية، بسرعة كبيرة وأثار الكثير من الجدل. وبعد شهور طويلة من الخلافات القانونية بين موقع "تويتر" واتحاد الطلبة اليهود في فرنسا، سلم موقع التواصل الشهير اسم صاحب الهاشتاغ للسلطات، ليتم تحريك دعوى قضائية ضده مطلع العام الجاري. وبالرغم من ذلك، لم يختفي الهاشتاغ، بل واصل انتشاره، خاصة بين المستخدمين الذين يشددون على أهمية الحق في السخرية والتعبير عن الرأي ويرفضون وصف الهاشتاغ بمعادة السامية أو العنصرية.

Screenshot Twitter Rassismus in sozialen Netzwerken
ينقل حساب Yes, You're Racist التغريدات التي توصف بالعنصريةصورة من: twitter.com

"نعم أنت عنصري"

تعتبر حرية التعبير قضية ذات أهمية كبيرة في الولايات المتحدة. لذلك، فإن التعامل مع بعض المحتويات التي قد توصف بالعنصرية يبدو مختلفاً عن تعامل أوروبا معها. ومن بين التغريدات التي أعيد تغريدها على تويتر بكثرة كانت عبارة أحد المستخدمين التي قال فيها: "النكات العنصرية هي الأكثر إضحاكاً". وبدأ هذا المستخدم في إعادة تغريد كافة التصريحات العنصرية على حساب YesYoureRacist، الذي يتابعه أكثر من 46 ألف مستخدم على موقع "تويتر".

وفي ألمانيا أيضاً، انطلقت فكرة مشابهة بهدف "إطلاق صرخة وتسليط الضوء على ظاهرة يعرفها الجميع"، حسب ما تقول المدونة كوبارا جوموساي. وبعد انطلاق الهاشتاغ الذي حمل اسم schauhin (انظر هنا)، كتب الكثير من مستخدمي "تويتر" تجاربهم مع العنصرية. لكن مع الوقت، تحول معظم محتوى هذا الهاشتاغ إلى مكان للتصريحات العنصرية، كما تقول جوموساي: "هذه ليست هزيمة، بل على العكس، فالإنترنت يظهر بوجهه السيء".

وترى المدونة جوموساي أن المجتمع يتعامل مع قضية العنصرية وكأنها مشكلة بعيدة عنهم، مضيفة أن "كل هذه التغريدات توضح أن المشكلة قائمة بيننا. يجب أن نتحدث كمجتمع عن العنصرية حتى نستطيع مكافحتها بشكل أفضل".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد