1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اكتشاف يفسر نشأة الكون وتطوره

١٨ مارس ٢٠١٤

أعلن علماء الفلك أنهم اكتشفوا ما يعتبره الكثيرون قدس الأقداس في مجال نشأة الكون ألا وهو رصد تموجات في منظومة "الزمان-المكان" التي تمثل أصداء لعملية تمدد الكون الهائلة التي حدثت فور وقوع الانفجار العظيم.

https://p.dw.com/p/1BRPe
صورة من: picture-alliance/AP

اكتشاف صدى الانفجار العظيم

قبل قرن من الزمن تنبأ عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين بتموجات منظومة "الزمان-المكان" التي يطلق عليها أيضا موجات الجاذبية. ويمثل هذا الاكتشاف إنجازا يتوج توصل الفكر البشري إلى فهم كيفية نشأة الكون منذ الأزل وتطوره في صورة أعداد لا تحصى من المجرات والنجوم والسدم ومساحات شاسعة في أقطار الفضاء. وبحسب عالم الفيزياء مارك كاميونكوفسكي في جامعة جون هوبكنز وأحد الباحثين في المشروع المشترك الذي توصل إلى هذا الكشف، فإن هذا الاكتشاف يمثل الحلقة المفقودة في علوم الفلك. وموجات الجاذبية عبارة عن حركات موجية ضعيفة تنتشر عبر الأجرام بسرعة الضوء وكان العلماء يجدون في البحث عنها منذ عشرات السنين لأنها تمثل الأدلة الغائبة في سياق نظريتين.

نشأة الكون حسب تفسير أينشتاين

النظرية الأولى هي النظرية النسبية العامة لأينشتاين التي فتحت الباب على مصراعيه أمام الأبحاث الحديثة حول نشأة الكون وتطوره والتي سعى فيها أينشتاين إلى تعميم مفاهيم نظريته الخاصة، إذ أضاف عام 1915 مفهومي التسارع والجاذبية لنظريته الخاصة التي وضعها عام 1905.

وتقول النظرية العامة بأن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها وأن الحركة غير المنتظمة "المتسارعة" مثلها مثل الحركة المنتظمة وكلتاهما حركة نسبية. وتقول أيضاً بأن المادة هي التي تتسبب في انحناء منظومة "الزمان-المكان" ويزيد هذا الانحناء بزيادة كثافة المادة في الفضاء. وكلما زاد الانحناء أبطأ الزمن من سيره. وتعتمد هذه النظرية أيضاً على مبدأ التكافؤ بين عزم القصور الذاتي وقوة الجاذبية الأرضيةوبأن الضوء يسير في خطوط منحنية حينما يقترب من جرم كوني ذي جاذبية كبيرة. وبحسب أينشتاين فإن هذه الانحناءات في الفضاء ليست ثابتة بل تتحرك مثل الماء في بحيرة ما أو على غرار الموجات الزلزالية في القشرة الأرضية.

Astronomie Sternenmeer
صورة من: picture-alliance/dpa

الانفجار العظيم ولغز نشأة الكون

أما النظرية الثانية فهي حديثة نسبيا إذ ظهرت في ثمانينات القرن الماضي وأطلقت على موجات الجاذبية اسم التمدد الكوني. وترتكز على فكرة بديهية تقول بأن الكون نشأ عن الانفجار العظيم وهو عبارة عن انفجار في منظومة "الزمان-المكان" منذ 13.8 مليار عام. وبحسب هذه النظرية فإن الكون تمدد بطريقة لوغاريتمية في نشأته، إذ تمدد في الحجم 100 تريليون مرة مما أدى إلى تناسق الكون بصورة ملحوظة في أغوار الفضاء، كما وجدت نتيجة لذلك تموجات هائلة نجمت عنها موجات الجاذبية.

ورغم أن هذه النظرية لاقت تأييدا عمليا كبيرا، إلا أن عدم رصد موجات الجاذبية التي توقعتها النظرية دفع الكثيرين من علماء الفلك إلى التحفظ على التسليم بها. إلا أن الأمر تغير بعد الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء مؤخرا، إذ أكد افي لويب عالم الفيزياء بجامعة هارفارد أن هذه النتائج ليست مجرد دليل دامغ لا يقبل الشك على تمدد الكون، بل إنها تبلغنا أيضا بموعد هذا التمدد ومدى ضخامة هذه العملية. وترتبط قوة إشارات موجات الجاذبية بمدى شدة تمدد الكون خلال فترة التمدد الوجيزة. ويمثل اكتشاف علماء الفلك في مختبر بيل لابس في نيوجيرزي عام 1964 لهذه الموجات الكونية خير دليل حتى الآن على أن الكون انبثق أصلا من انفجار ذي درجة حرارة عالية للغاية. وتسبح هذه الموجات في الكون منذ 380 ألف عام عقب الانفجار العظيم. وستترك لفرق بحثية أخرى من العلماء مهمة التحقق من تفاصيل هذا الاكتشاف بالاستعانة بمجموعة كبيرة من التليسكوبات الأرضية والفضائية.

د.ص/ ط.أ (رويترز)