اقامة متحف للبطلة الحقيقية لرواية ايفي بريست
١ أكتوبر ٢٠٠٧لا يعرف كثيرون أن رواية ايفي بريست للكاتب الكبير تيودور فونتانه تستند على قصة حقيقية، فهي تتناول مصير البارونة اليزابيت فون اردينه التي كانت محط الأنظار في ثمانينيات القرن التاسع عشر بسبب علاقتها الغرامية خارج مؤسسة الزواج، ونجح فونتانه من خلال الاستفادة من تفاصيل حياتها الشخصية في كتابة رواية عالمية تصنع للحب شاهدا.
ولدت البارونة فون اردينه عام 1853 في قلعة تسيربن التابعة لولاية ساكسونيا - انهالت (وسط ألمانيا)، وربيت وسط طبيعة ساحرة تتخللها الغابات والأنهار، حتى تزوجت عام 1873 ورحلت مع زوجها إلى برلين. وهناك تعرفت على الكاتب تيودور فونتانه في إحدى المناسبات الاجتماعية.
الحب يأتي على غير موعد
وبعد الانتقال مع زوجها وطفليها إلى قلعة أخرى بالقرب من مدينة دوسلدورف بدأت حياة البارونة فون اردينه تتخذ منحنى درامتيكيا. فقد تعرفت هناك على القاضي ايمل هارتفيش وتبادلت معه عددا من الرسائل الغرامية. وعندما اكتشف زوجها بالصدفة هذه العلاقة الغرامية دعا عشيقها إلى مبارزته، وذلك في عام 1887. وانتهت المبارزة بإصابة العشيق ومصرعه بعدها بأربعة أيام. الزوج المصدوم لم يكتف بذلك، بل أنهى زواجه واحتفظ بالطفلين، ليترك البارونة ترحل إلى شقة متواضعة وتعيش فيها منبوذة عن محيطها الارستقراطي.
الكاتب تيودور فونتانه استخدم الخطوط العريضة لقصة البارونة ليكتب رواية ايفي بريست، وفيها يصور الصراع بين المشاعر الإنسانية والقيود الاجتماعية. حيث تجد بطلة الرواية ايفي بريست في الجنرال فون كرامبس ما لم تجده في زوجها الذي ارتبطت به وهي في السابعة عشرة. وتنتهي قصة الحب المحرم لايفي بريست بنكبة تفوق النكبة التي أصابت البارونة فون اردينه، فقد طُردت ايفي بريست بعد مصرع عشيقها في المبارزة، ورفض والداها استقبالها لديهما، وتركاها لتموت في شقة صغيرة وهي لم تبلغ التاسعة والعشرين بعد، في حين نجحت البارونة فون اردينه في بدء حياة جديدة بعد طلاقها وعاشت حتى عمر الثامنة والتسعين.
طبيعة ساحرة
وفي عام 1999 بدأت أعمال ترميم قلعة تسيربين التي ولدت فيها ايفي بريست الحقيقية، وذلك بمبادرة من اتحاد ايفي بريست في تسيربن، وتم مؤخرا افتتاح متحف داخل القلعة يؤرخ لحياة البارونة فون اردينه غير المألوفة بالنسبة للمجتمع البروسي المحافظ الذي عاشت فيه.
الزائر لقلعة تسيربين سيستمتع أيضا بمشهد المنتزه الساحر القريب من القلعة والذي يطل على نهر البه. كما سيتعرف الزائر على الطبيعية الساحرة للمنطقة والتي تتميز بكثرة جداولها وبحيراتها وغاباتها. لذلك لا عجب أن تكون المنطقة على لائحة أكثر عشرة مناطق جذبا للسياح في ألمانيا. تبعد تسيربين عن مدينة برلين 80 كيلومترا، كما تبعد عن مدينة ماجدبورج قرابة 40 كيلومترا.