1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا - كيف يمكن وقف مد السلفية الجهادية؟

علاء جمعة /ايفيتا اندروسكوفا٢٩ أكتوبر ٢٠١٤

يزداد عدد السلفيين الجهاديين في ألمانيا أكثر فأكثر، وقد يكون الحديث قريبا عن حوالي 7000 جهادي من هذا البلد يقاتلون في سوريا والعراق، فما الذي يمكن فعله؟ وهل من الحكمة السماح لهم بالسفر؟ أم يجب منعهم من ذلك للبقاء بيننا؟

https://p.dw.com/p/1DdKT
IS Dschihadisten Syrien Irak

في مقابلة أجرتها صحيفة "زود دويتشه تسايتتونغ" مع أحد السلفيين المتشددين من أصل تركي ويدعى (أرهان أ)، صرح أحد طلاب الاقتصاد وعلوم الكومبيوتر، انه "مستعد لقتل عائلته إذا وقفت ضد تنظيم الدولة الإسلامية" أرهان البالغ من العمر 22 عاما، معروف بتشدده وانتمائه إلى تنظيمات إرهابية، وهو ما دفع بوزير داخلية البافاري يواخيم هيرمان لتصنيفه كشخص خطير، فتم أبعاده عن الأراضي الألمانية إلى تركيا في منتصف أكتوبر / تشرين الأول من العام الحالي.

أعداد متزايدة من السلفيين

يكبر عدد الأشخاص الذين يعتنقون أيديولوجية شبيهة مثل ارهان بشكل سريع، ويقدر عددهم بالمئات، ويوجد لدى بعضهم استعدادا لاستخدام العنف. معظم هؤلاء السلفيين المتشددين هم من الشباب، وهم متحمسون للانخراط في ما يطلق عليه الحرب المقدسة والجهاد. ووفقا لإحصاءات مكتب حماية الدستور فان السلفية المتشددة تشهد نموا متسارعا إذ ارتفع عدد أعضائها من 2000 شخص إلى حوالي 6300 وذلك خلال سنوات قليلة، مما يؤكد على مستوى خطورتها ويثير القلق، حسب تصريحات مدير مكتب حماية الدستور هانز جورج في مقابلة أجراها مع موقع RBBالألماني.

Salafist Erhan A. aus Kempten
السلفي المتشدد أرهان الذي تم ابعاده عن الاراضي الالمانيةصورة من: Monitor/ARD

ووفقا للإحصاءات المعلن عنها فقد سافر 450 شخصا على الأقل من ألمانيا إلى مناطق القتال في سوريا والعراق، لكن يعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، ووفقا لصحيفة "فرانكفورتر الجيماينه تسايتونغ" فان فقد يصل العدد إلى مستوى 1800 متشدد، سافروا من ألمانيا، كما تورط عدد كبير منهم في هجمات انتحارية وإرهابية، قبل عودة حوالي 150 مقاتل منهم إلى الأراضي الألمانية .

ما العمل في مواجهة المقاتلين المتشددين؟

السؤال المتجدد في ألمانيا هو ما الذي ينبغي فعله مع هؤلاء المتشددين؟ هل من الأفضل غض النظر عن أفعالهم، وتركهم يغادرون الأراضي الألمانية للمشاركة في الحرب ؟ أم يجب على الدولة منعهم من السفر وسحب جوازات سفرهم منهم لوقف تحركاتهم، وهل يكمن الحل في ترحيلهم ؟. السلطات الألمانية تحقق حاليا مع أكثر من 200 شخص مشتبه بهم في وجود تواصل مع تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد صرح وزير العدل الألماني هايكو ماس بان وزارة العدل بصدد تقديم مقترحات قانونية حتى نهاية هذا العام، تقضي بتشديد العقوبة على كل من يتم إثبات تورطه في اتصالات بجماعات إرهابية والسفر بهدف الالتحاق بهم .

كد نائب زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي توماس ستروبل بأنه" من الضروري اتخاذ تدابير أقوى لمكافحة التشدد الإسلامي، مع ضرورة تجريم الدعاية للجماعات الإرهابية. من جهته قال وزير العدل البافاري يواخيم هيرمان لصحيفة "فيلت ام زونتاج": "انه من المهم أولا مكافحة الأرضية الخصبة للإرهاب الإسلاموي". وفي حال وجود ازدواجية الجنسية ل لدى السلفيين يمكن للدولة أن تسحب منهم في حالات استثنائية الجنسية الألمانية، تمهيدا لترحيلهم" ودعا هيرمان إلى إبداء صرامة اكبر من قبل الشرطة عند تقييم عمل الرابطات والجمعيات السلامية التابعة للمساجد.

Demonstration islamischer Fundamentalisten in Solingen 01.05.2012
متشددون اسلاميون في المانياصورة من: picture-alliance/dpa/Melanie Dittmer

عودة المتشددين والمخاطر الأمنية

وتخشى الدوائر الأمنية في ألمانيا من عودة محتملة للمتشددين السلفيين، الذين يقاتلون على الأراضي السورية والعراقية، كما هو حال مهدي نينموش، الحامل للجنسية الفرنسية، الذي تم القبض عليه، بعد أن استهدف المتحف اليهودي في بروكسل وتسببه في مقتل أربعة أشخاص، حيث ثبت تورطه في القتال الدائر في سوريا. إلا أن منع المتشددين من السفر قد يجعل من هؤلاء قنابل موقوتة، كما هو الامر بالنسبة لمطلق النار في أوتاوا الكندية، أخيرا والذي خطط في وقت سابق للسفر إلى سوريا للقتال وتمت مصادرة جواز سفره من طرف السلطات الأمنية قبل القيام بتفجيراته.

يبدوا أن السلطات الألمانية بدأت ىلآن في تغيير سياساتها السابقة، حيث كانت تسمح للإسلاميين بالسفر إلى الخارج. أما الآن فإنها تقوم بسحب الهوية الشخصية لأي شخص تم التشكك من تورطه في الانضمام إلى جماعات إرهابية، وتستبدلها ببطاقة أخرى لحصر حرية تركهم ومنعهم من مغادرة ألمانيا.

وزير داخلية ولاية هيسن "يبتر بيوت" أكد لصحيفة "فرانكفورتر الجيماينه" بان "هذا التزايد الكبير في أعداد الإسلاميين المتشددين لن يتم حله فقط بواسطة جهود أمنية، بل انه لمن المهم أيضا القيام بخطوات وقائية مسبقة، وفتح باب المشورة والنصح، لمنع الشباب من الانضمام لهؤلاء المتطرفين". وبحسب رئيس مكتب حماية الدستور ماسين فانه يمكن إدراج المتشددين جميعا في مجموعة معينة. فأغلبهم رجال وومسلمين وأجانب وغير ناجحين في حياتهم. وهم على الأغلب في مقتبل العمر كالشاب التركي ايرهان، الذي ولد في تركيا وانتقل بعدها هو وأسرته للعيش زهاء 20عاما في ولاية بافاريا في ألمانيا، كما يعتبر من الرؤوس السلفية في مدينة كيمتن الألمانية، حيث كان يقطنها، وبعد محاولة فاشلة للهروب إلى سوريا عن طريق تركيا عاد إلى ألمانيا ، فسحب منه جواز سفره وتم ترحيله من الأراضي الألمانية في وقت لاحق.

Pierre Vogel und Sven Lau
بيير فوجل وسفين لاو من قادة السلفيين الالمانصورة من: picture-alliance/dpa
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد