التنافس الانتخابي العراقي في العصر الرقمي
١٨ فبراير ٢٠١٠كل الكلام اليوم عن الانتخابات، وصور المرشحين تملأ الشوارع - ومن المؤمّل أن يقوم المرشحون بإزالة الصور عن الجدران بعد انتهاء الانتخابات- لكن المرشحين الكبار ابتكروا أسلوبا جديدا للدعاية الانتخابية حيث صارت تصل العديد من الناس رسائل على موقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعي الالكتروني تدعوهم لانتخاب فلان، او تقول لهم مثلا ان النائب مثال الالوسي قد اتخذك صديقا له، او ان نوري المالكي يريد أن يتحدث إليك، أو أن طارق الهاشمي معك على الفيس بوك...هذا يعني أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة للدعاية الانتخابية، طبعا من حق كل مرشح أن يروج لنفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، وهذا الطريقة مشروعة مناسبة ، لكن الى أي مدى تصل الى العراقيين؟ من هم الذين يخاطبهم هؤلاء المرشحون؟ وكيف يتسنى لهم ان يتصلوا بمئات او الوف الناس وهم منشغلون بالمهام السياسية؟
الصحفية تغريد النقشبندي كانت معنا من كركوك واعتبرت استخدام مواقع التواصل الاجتماعي نوعا من الترف غير المجدي لأن اغلب الناس يفضلون اللقاء الشخصي مع المرشحين لمعرفة توجهاتهم، كما ان الشباب الذين يطلع 30% منهم فقط على النت يستخدمونه لأغراض الدردشة فقط ولا يفكرون باستخدامه للاطلاع على مواقع المتنافسين في الانتخابات. ثم أشارت تغريد إلى أن الدعاية الانتخابية بمجملها لا تؤثر كثيرا على توجهات الناخبين الحقيقية، والمواطن يبحث عمن يحقق له ما يفتقده
( للاستماع اضغط على الرابط اسفل الصفحة. تغريد النقشبندي: التجربة السابقة أصابت الناخبين بخيبة أمل)
وانضم إلى حوارنا من كركوك المرشح المستقل سامي الجاف من قائمة قلعة كركوك فأشار إلى ان التنافس الجاري الان ليس عادلا، إذ ان هناك تفاوتا كبيرا بين إمكانات القوائم المرشحة، والبعض منها يمتلك أكثر من فضائية، اما قائمة قلعة كركوك فيه قائمة مستقلة من جميع الاديان والقوميات وشعارها الأول والأخير أن كركوك لأهلها وتؤمن بالديمقراطية المطلقة، وتؤمن أن المدينة مدينة الجميع ، مبينا أن أي دولة خارج العراق يمكن أن تمنح جنسيتها للاجئين، فكيف والحال أن الوافدين لهذه المدينة كلهم عراقيون
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سامي الجاف: التسامح وقبول الجميع سيحل مشاكل المدينة)
ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:
هل تعتقد أن الدعاية الانتخابية تؤثر على قرارك في من تنتخب؟
فقال أحمد القيسي من بغداد إن كل شيء أصبح واضحا للمواطن العراقي لسبب تعدد وسائل الإعلام والأثير المفتوح ، ولعل العراقيين قد تعجلوا في غمرة حماس الانتخابات الماضية في منح اصواتهم ، ولكنهم لن يتسرعوا هذه المرة في اختياراتهم
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمع احمد القيسي: الدعاية الانتخابية لن تؤثر في قرار الناخب قطعا)
وتحدثت تغريد النقشبندي عن فرص نجاح المرشحين كاشفة ان الوجوه الجديدة التي ظهرت على الساحة هي المرشحة للفوز رغم أن دعايتهم الانتخابية محدودة
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة. تغريد النقشبندي: القادمون الجدد هم الأوفر حظا بالفوز)
وعن موضوع استخدام المال العام للدعاية الانتخابية قال سامي الجاف أنه ينفق من ماله الشخصي على الدعاية الانتخابية مبينا انه حتى لو انفق كل ما يملك فلن يمثل هذا إلا قدرا ضئيلا جدا في مقابل ما ينفقه الآخرون ومشيرا إلى أن رجال السياسة الحاليين كانوا الى زمن قريب في صفوف المعارضة، فكيف صار بإمكانهم إنفاق هذه الملايين
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سامي الجاف: الإنفاق الحالي على الدعاية الانتخابية يثير تساؤلات)
وكان أول من استخدم أسلوب التواصل الاجتماعي في الدعاية الانتخابية الرئيس الأمريكي اوباما وكانمن أسباب فوزه إلا أن تغريد النقشبندي عادت لتشير أن هذا الأسلوب غير ناجح بل لعله يكون سببا في فشل القائمة التي تعتمده لأن استخدام التقنيات الحديثة ما زال قليل الانتشار في بلدنا.
الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .